العاهل الأردني يكلف الدكتور هاني الملقي بتشكيل حكومة جديدة

طلب منها الاهتمام بالإصلاح السياسي ومحاربة الفقر والبطالة والإرهاب

العاهل الأردني يكلف الدكتور هاني الملقي بتشكيل حكومة جديدة
TT

العاهل الأردني يكلف الدكتور هاني الملقي بتشكيل حكومة جديدة

العاهل الأردني يكلف الدكتور هاني الملقي بتشكيل حكومة جديدة

كلف الملك عبد الله الثاني، د. هاني الملقي بتشكيل حكومة جديدة، بعد أن قبل استقالة حكومته، طالبا منها الاستمرار في تصريف الأعمال، إلى حين تشكيل الطاقم الوزاري الجديد. وتأتي استقالة الحكومة في الوقت الذي يُنتظر أن يصدر العاهل الأردني مرسوما يحدد موعد الدورة العادية لانعقاد مجلس النواب الثامن عشر الجديد، وهو أول يوم في الدوام الرسمي في شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، بحسب نص المادة 78 من الدستور الأردني. كما يحدد الدستور أيضا، مدة شهر واحد للحكومة التي يجري تشكيلها أثناء فترة «حل مجلس النواب، كي تطلب الثقة من المجلس النيابي الجديد، ما لم تتقدم باستقالتها إلى الملك.
وكانت حكومة الملقي قد تشكلت بعد حل مجلس النواب السابق، بعد استقالة حكومة الدكتور عبد الله النسور. ورجح مصدر مطلع، أن تجري إعادة تشكيل مجلس الأعيان، الغرفة الثانية للبرلمان الأردني، حيث سيجري تخفيض عدد أعضاء مجلس الأعيان إلى 65 عضوا، فيما يصل عدد أعضائه، حاليا، إلى 75 عضوا؛ وذلك لانخفاض عدد أعضاء مجلس النواب الحالي إلى 130 نائبا، بعد أن كان عددهم 150 نائبا بحسب قانون الانتخاب الجديد.
وطلب الملك عبد الله الثاني من الرئيس المكلف، متابعة وتنفيذ ما ورد في كتاب التكليف السابق للحكومة السابقة، والمتضمن التواصل المباشر مع المجتمعات المحلية لدفع مسيرة التنمية، والبناء على المنجزات، ووضع الحلول العملية للكثير من التحديات. وطلب الملك إرساء علاقة تسودها روح التعاون والإيجابية بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، وبأسلوب عمل تكاملي، من دون تغول أو تعطيل أو سلبية. على أساس الفصل بين السلطات، وعلى أساس الاحترام المتبادل للأدوار الدستورية، والشعور بالمسؤولية العامة تجاه الوطن والمواطن، وبما يتيح لها تولي مهامها التنفيذية، ولمجلس الأمة مهامه الرقابية والتشريعية باقتدار.
وطلب الملك من الحكومة، كخطوة مهمة ورئيسية على صعيد الإصلاح السياسي، توفير سبل الدعم للهيئة المستقلة للانتخاب، لتمكينها من إجراء انتخابات المجالس البلدية ومجالس المحافظات العام المقبل، إضافة إلى الإعداد والتحضير بشكلٍ جيد ودقيق، لضمان نجاح هذا الاستحقاق الوطني، من أجل تعزيز مشاركة المواطنين في صنع القرار السياسي والتنموي؛ إذ من شأن هذه المجالس، التقليل من عبء الخدمات التي يقوم بها أعضاء مجلس النواب. ومن شأنها أيضًا، أن تضيف مزيدًا من المشاركة السياسية في الحياة العامة، وتعمق الحياة الديمقراطية، وتمكن المواطنين من التأثير بالقرارات المرتبطة مباشرة بهم في الميدان؛ فهم الأقدر على تحديد احتياجاتهم والطرق الأنسب للتعامل مع هذه الاحتياجات.
وطلب الملك بضرورة الاستمرار في برامج التصحيح والتحديث الاقتصادي، وتحقيق أهدافه المنشودة، والعمل على إنجاز وتطوير تشريعات وسياسات وإجراءات محددة ومدروسة، تعزز تنافسية الاقتصاد الوطني، وتجذب الاستثمارات، وتيسر نجاحها، وتحد من البيروقراطية المعيقة لها، لتوليد فرص العمل والتشغيل، وللمحافظة على الاستقرار المالي والنقدي، وتقليص عجز الموازنة ونسبة الدين للناتج المحلي الإجمالي، لرفع معدلات النمو وتحقيق التنمية المستدامة.
كما طلب الملك في كتاب التكليف، أن ترتكز هذه الجهود إلى «رؤية الأردن 2025»، وتستمر بالبناء عليها، وهي التي وضعت إطارًا عامًا متكاملاً للسياسات الاقتصادية والاجتماعية، إضافة إلى متابعة تنفيذ ما يصدر من توصيات يُتفق عليها مع مجلس السياسات الاقتصادية.
كما طلب من الحكومة، بلورة برامج وإجراءات سريعة للنهوض بالاقتصاد الوطني تراعي، بشكل واضح، التوزيع العادل لمخرجات التنمية على المحافظات، وأن ترفد الطبقة الوسطى بأسباب المنعة والنمو، ولا سيما أنها الضامن الأساس للاستقرار الاجتماعي وللتقدم الذي ينشده الأردن، والاستمرار في تنفيذ برامج تنموية وإنتاجية على المستوى المحلي تشمل كل المحافظات، مستندة إلى تصور تنموي مستدام لها، وعبر زيادة الموارد المتاحة أمام المشروعات الصغيرة والمتوسطة، خصوصا للشباب الريادي في المحافظات، ودعم بيئة الأعمال، وإيلاء جذب الاستثمار الخارجي والعربي ودعم الاستثمار الوطني الأهمية التي يستحقها.
كما طلب من الحكومة الاستمرار في التعاون مع السلطة القضائية، لتوفير كل الدعم اللازم لتمكينها من الاضطلاع بدورها الرئيسي على أكمل وجه، والاستمرار في تعزيز مبدأ سيادة القانون، وحماية قيم العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص، ومحاربة الواسطة والمحسوبية، والاستمرار بإصلاح القطاع العام عبر اتخاذ إجراءات إدارية تمكن القيادات الإدارية ذات الكفاءة.
وعلى صعيد محاربة البطالة، طلب الملك من الحكومة النهوض بالموارد البشرية، وإحقاق التكاملية بين توصيات اللجنة الوطنية للموارد البشرية والاستراتيجية الوطنية للتشغيل، والتأكيد على أولوية التشغيل بدل التوظيف، وتوفير فرص التشغيل والعمل الكريم لهم، وتطوير قطاعات التربية والتعليم، والتعليم العالي والتدريب المهني والتقني. كذلك مواصلة الجهود لبناء وترسيخ منظومة متكاملة لحقوق الإنسان، توائم بين الحرية والمسؤولية الوطنية، مستندة إلى التشريعات والسياسات والممارسات الفضلى، لبناء شراكات هادفة ومتقدمة مع الأطراف المعنية، ومن ضمنها مؤسسات المجتمع المدني. كما طلب توفير الدعم للقوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية، وكذلك دعم قضايا الأمتين العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وحماية القدس الشريف، وتحقيق السلام العادل والشامل.
ودعا الملك الحكومة إلى الاستمرار في نهج الدبلوماسية المسؤولة والبناءة، باحترام المواثيق والمعاهدات والالتزامات الدولية، وتوجيه إمكاناتها وعلاقاتها الدولية، والتحرك سياسيا بما يخدم القضايا العربية والإسلامية العادلة.
وكان العاهل الأردني كلف الملقي بتشكيل الحكومة الأولى، في مايو (أيار) الماضي، خلفا لحكومة الدكتور عبد الله النسور.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.