بعد يومين من خسارة «داعش» الشرقاط، معقله الأخير في محافظة صلاح الدين، شن التنظيم المتطرف سلسلة هجمات انتحارية على نقاط تفتيش للجيش العراقي والشرطة المحلية والحشدين الشعبي والعشائري في تكريت، بالإضافة إلى استهداف موكب قائد شرطة المحافظة.
وقال مروان الجبارة، المتحدث الرسمي باسم مجلس شيوخ محافظة صلاح الدين في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن تنظيم داعش شن فجر أمس «سلسلة من الهجمات الانتحارية بالمفخخات والأحزمة الناسفة استهدفت نقاط تفتيش وقائد شرطة المحافظة، الأمر الذي أدى إلى مقتل نحو 15 جنديًا وشرطيًا وعناصر من الحشد الشعبي وجرح نحو 25 آخرين». وأضاف أن «عدة انتحاريين هم من قاموا بتنفيذ هذه العمليات التي وقعت في منطقة اللاين غرب ناحية الصينية التي تعد خط الصد الرئيسي، إذ إنه مفتوح باتجاه الحضر»، مبينًا أن «استهداف هذه النقاط محاولة من (داعش) للانتقام مما حصل في الشرقاط، لأن الشرقاط كانت معقله قبل الأخير والآخر هو ناحية الزوية التي تم اقتحامها اليوم (أمس) وهو ما يعني أن التنظيم خسر كل محافظة صلاح الدين باستثناء الجانب الأيسر من قضاء الشرقاط الذي لم يتم تحريره بعد، لأنه أولاً عبارة عن قرى سكنية بالكامل وليست فيه قطعات عسكرية، يضاف إلى ذلك أنه خارج نطاق مهمات قيادة عمليات صلاح الدين، بل هو من مهمات قيادة عمليات نينوى».
وحول عملية اقتحام ناحية الزوية من قبل الجيش العراقي، قال الجبارة إن «ناحية الزوية تابعة لقضاء بيجي، وهي آخر ما يفصل بيجي عن الحويجة، حيث لم يعد يفصلها عنها سوى الزاب على نهر دجلة، وهو ما يعني نهاية آخر معقل لـ(داعش) ويؤسس لمعركة الحويجة كذلك، وكلها مقدمات أساسية لمعركة الموصل»، مضيفًا أن «الحويجة طوقت تمامًا من جهة جبل مكحول، حيث لم يبقَ معها سوى الساحل الأيسر من الشرقاط». إلى ذلك نشر تنظيم داعش فيديو إعدام جنود عراقيين في منطقة النباعي التابعة لمحافظة صلاح الدين، وهي إحدى المناطق الساخنة منذ عدة سنوات. وحرص التنظيم على تبيان أن الجنود الذين تم إعدامهم من الشيعة. لكن خلية الإعلام الحربي في القيادة العامة للقوات المسلحة أعلنت أن هذا الفيديو قديم ويعود إلى عام 2014 حين احتل تنظيم داعش محافظة صلاح الدين في شهر يونيو (حزيران) من العام نفسه، وأن الجنود الذين تم إعدامهم هم جنود قاعدة سبايكر قرب تكريت.
وقالت الخلية في بيان لها إن «هدف تنظيم داعش من وراء إعادة نشر مثل هذه الفيديوهات في هذا الوقت هو لإعادة إيقاظ الفتنة الطائفية، إذ إنه لا يوجد أي إعدامات جديدة والمنطقة التي يقول (داعش) جرت الإعدامات فيها لا توجد فيها منذ سنتين قطعات عسكرية، يضاف إلى أن الفرقة العسكرية التي ينتمي إليها الجنود المعدومون تمت هيكلتها منذ عام 2014».
بدوره، قال الخبير الأمني هشام الهاشمي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «الذي حصل على صعيد هذا الفيلم هو أن هناك 3 أفلام قديمة تعود لـ(داعش) أعادوا إصدارها من جديد، لكن بطريقة بدت مكشوفة هذه المرة، مما يوضح حالة الإرباك التي باتوا يعيشونها حتى على المستوى الإعلامي، مع إضافة لقطة واحدة غير منشورة من قبل وهي لحظة إعدام بعض الجنود»، مشيرًا إلى أن تنظيم داعش «تحول من التكتيك العسكري المباشر إلى التكتيك الأمني غير المباشر بهدف إثارة الفتنة الطائفية داخل المناطق، لأنها الوسيلة الوحيدة التي تجعله قادرًا على البقاء، رغم ما بات يفقده من أراضٍ شاسعة كان قد سيطر عليها عام 2014».
«داعش» ينتقم من خسارته الشرقاط بهجمات انتحارية في تكريت
إعادة فيديوهات قديمة لإثارة الفتنة الطائفية
«داعش» ينتقم من خسارته الشرقاط بهجمات انتحارية في تكريت
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة