منعت الحكومة السودانية الدكتور رياك مشار، النائب الأول السابق لرئيس جنوب السودان، من عقد مؤتمر صحافي في الخرطوم التي يقيم فيها حاليا بعد هروبه من جوبا في يوليو (تموز) الماضي، فيما نفت حركته وجود أي اتجاه لنقله إلى جنوب أفريقيا بحسب مقترح من الرئيس الكيني أوهورو كينياتا، في وقت نفى فيه قائد فصيل متمرد إجراءه مفاوضات مع حكومة الرئيس سلفا كير ميارديت في نيروبي.
وقال أحمد بلال عثمان، وزير الإعلام السوداني والمتحدث باسم الحكومة، في تصريحات إعلامية أمس إن حكومته منعت النائب الأول السابق لرئيس جنوب السودان من عقد مؤتمر صحافي، كان يزمع عقده أول من أمس، مشيرًا إلى أن بلاده تستضيف مشار بغرض تلقيه العلاج، لكن لا يسمح له بممارسة أي نشاط سياسي انطلاقا من السودان، مضيفًا أن الزعيم الجنوب سوداني كان قد تقدم بطلب لعقد مؤتمر صحافي، لكن الحكومة رفضت ذلك، وأنه لم يعقد أي اجتماع لقياداته في الخرطوم، كما أشارت بعض الصحف المحلية.
من جهة أخرى، نفت المعارضة التي يتزعمها رياك مشار عن وجود اتجاه لإرساله إلى جنوب أفريقيا للإقامة فيها، بمقترح قدمه الرئيس الكيني أوهورو كينياتا، وكانت مصادر مطلعة من جوبا قد كشفت لـ«الشرق الأوسط» الأسبوع الماضي عن اتصالات جرت بين حكومة جنوب أفريقيا مع الرئيس سلفا كير ميارديت حول نقل مشار إلى بريتوريا لمواصلة العلاج هناك، وقالت إن كير وافق على ذلك.
وكان مانوح اسيبيو، مسؤول الاتصالات في الحكومة الكينية، قد أبلغ صحيفة «ديلي نيشين» التي تصدر في نيروبي أن جنوب أفريقيا وافقت على استضافة رياك مشار كلاجئ، وفق مقترح من الرئيس الكيني أوهورو كينياتا، مؤكدًا استعداد جنوب أفريقيا لاستضافة مشار كلاجئ على أراضيها.
وسبق أن كشف مايكل مكواي، وزير الإعلام في جنوب السودان المتحدث باسم الحكومة، في حوار مع «الشرق الأوسط» عن اتصالات جرت بين حكومة جنوب أفريقيا مع رئيس بلاده سلفا كير ميارديت لنقل النائب الأول السابق رياك مشار إلى جوهانسبيرغ لتلقي العلاج هناك، وقال إن كير وافق على طلب بريتوريا وتمنى الشفاء العاجل لمشار.
لكن جيمس داك قاديت، المتحدث الرسمي باسم المعارضة المسلحة، نفى تلك الأنباء والتصريحات المتداولة، وقال إن «هذه أخبار غير صحيحة»، مؤكدا أن حركته «لا علم لها بمقترح كيني يجعل مشار لاجئًا في جنوب أفريقيا.. ومشار ما زال لديه دور من أجل استعادة السلام والاستقرار في جنوب السودان، وإخراج البلاد من الحرب إلى رحاب السلام، وهذا أمر لا يمكن تجاوزه».
وكان رياك مشار قد هرب من جوبا عقب اندلاع القتال مجددًا داخل القصر الرئاسي في الثامن من يوليو الماضي، ثم ذهب إلى الخرطوم، التي أعلنت أنها استقبلته لدواعي إنسانية ولتلقي العلاج، وأنها اطلعت جوبا على ذلك.
إلى ذلك، نفى بيتر قاديت، قائد أحد فصائل التمرد في جنوب السودان، والذي انشق عام 2015 عن زعيم المعارضة المسلحة رياك مشار، وجود أي اتصالات مع حكومة جوبا، وقال بحسب موقع «سودان تربيون» إن التصريحات التي أدلى بها قبل يومين المستشار الأمني لرئيس جنوب السودان توت جاتلواك عن محادثات تجري مع قاديت غير صحيحة، مضيفًا أنه لم يعقد محادثات مع أي مسؤول حكومي، وما صرح به جاتلواك سوء فهم وتضليل، وأنه «لا يمكن أن أخون شعب جنوب السودان دون التعرف على ما حدث من مذبحة لقبيلة النوير وغيرهم من المدنيين عام 2013»، في إشارة للمذابح التي شهدتها جوبا ومدن أخرى عقب تمرد رياك مشار، لكنه استدرك قائلا: «يمكن أن أكون جزءًا من اتفاق شامل يهدف إلى توحيد جميع شعب جنوب السودان، وأن تكون عملية السلام مقنعة لجميع الفصائل المتحاربة، وتعالج جذور الأزمة في البلاد وأسباب القتال».
وكانت الولايات المتحدة قد اقترحت في يونيو (حزيران) العام الماضي أسماء ستة من القادة العسكريين من الجيش الحكومي والمعارضة المسلحة لإدراجهم في القائمة السوداء لمجلس الأمن الدولي، ومن بينهم القائد بيتر قديت.
السودان يمنع زعيم التمرد في جنوب السودان من عقد مؤتمر صحافي بالخرطوم
مجموعة مشار تنفي وجود اتجاه لنقله إلى جنوب أفريقيا
السودان يمنع زعيم التمرد في جنوب السودان من عقد مؤتمر صحافي بالخرطوم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة