هل سيصبح واين روني كبش الفداء في مانشستر يونايتد لإخراج المدير الفني الجديد جوزيه مورينهو من كل المآزق الفنية التي تواجهه، إثر تلقيه ثلاث هزائم متتالية خلال أسبوع واحد؟
ووضح من الضغط الإعلامي والانتقادات التي وجهت إلى روني بسبب أدائه السيئ بوصفه صانعا للألعاب، أنه سيكون خارج تشكيلة يونايتد أمام نورثهامبتون في كأس رابطة الأندية المحترفة اليوم. لكن القضية الملحة الآن ستتعلق بقرار مورينهو بشأن إشراك أو استبعاد روني عند مواجهة ليستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي يوم السبت المقبل.
لقد أصبحت معضلة مستقبل روني قائد الفريق هي الأكثر إلحاحا الآن، حيث لم يقدم قائد إنجلترا، الذي يشغل مركزا في منتصف الملعب هذا الموسم، دورا محوريا في تشكيلة واجهت صعوبة في اللعب بروح الفريق، وظهر بشكل هزيل في الخسارة 3 - 1 أمام واتفورد الأحد الماضي لتتعالى أصوات تطالب باستبعاده.
وأطلق روني تسديدة واحدة، ولم يلعب تمريرة بينية واحدة، وصنع فرصتين فقط رغم تنفيذ تسع ركلات ركنية وركلات ثابتة خلال اللقاء.
ولم يكن الأداء الدفاعي لروني على المستوى المطلوب، إذ إنه أوقف فرصتين فقط للمنافس خلال 90 دقيقة، وكانت أولويته على ما يبدو الدخول أكثر من مرة في جدل مع الحكم مايكل أوليفر.
وكتب جيم وايت أحد المتابعين المخضرمين ليونايتد في صحيفة «ديلي تليغراف»: «أدرك أليكس فيرغسون واقع الأمر قبل أكثر من ثلاث سنوات.. لم يعد واين روني يستحق مكانا في مانشستر يونايتد».
وأضاف: «لا يتميز بسرعة البديهة فضلا عن بطء تحركاته.. يونايتد فريق يبدو وكأنه يتحرك ببطء شديد، والسبب الأكبر في هذا يكمن في استمرار الاعتماد على لاعب يعتمد على سمعته في أكثر المراكز أهمية». ولم يخش مورينهو أبدا تبعات اتخاذ قرارات صعبة خلال مسيرته كمدرب، ويحتاج لاتخاذ قرار صعب آخر بخصوص روني، 30 عاما، الذي يتأخر بأربعة أهداف عن بوبي تشارلتون الهداف التاريخي للنادي.
ولعب روني دورا حيويا في خط هجوم يونايتد منذ أن سجل ثلاثية من الأهداف في مرمى فنربخشة التركي في مباراته الأولى مع الفريق الإنجليزي قبل 12 عاما قادما من إيفرتون.
وخلال السنوات الأخيرة وبعد انخفاض سرعته بدأ مركز روني يتراجع أكثر نحو منتصف الملعب.
ودفع الهولندي لويس فان غال، المدرب السابق ليونايتد، بروني في منتصف الملعب في نهاية الموسم الماضي، ولم يترك بصمة تذكر في هذا المركز مع إنجلترا في بطولة أوروبا 2016.
واختار مورينهو أن يتبع النهج نفسه بالاعتماد على قدرته على التمرير وخبرته في صناعة فرص للمهاجمين زلاتان إبراهيموفيتش وماركوس راشفورد. ولكن عدم تحرك روني بالصورة المطلوبة يسهل على المنافسين توقع أسلوب لعب يونايتد وإحباط هجماته، وبالتأكيد لم يجد المدرب البرتغالي مفرا من التفكير في الاعتماد على أندير هيريرا أو لاعب ارتكاز مثل مورغان شنايدرلين ليتيح حرية التقدم لبول بوغبا. وعبرت جماهير يونايتد عن قلقها بشأن روني عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتعكس المداخلات الهاتفية لبعض المشجعين بالبرامج المتخصصة استياء متزايدا، وأمام مورينهو وقت قصير متوتر لدراسة الموقف.
وبدأت قصة المدرب البرتغالي مع يونايتد بشكل مثالي مع إحراز درع المجتمع (السوبر) على حساب ليستر سيتي بطل الدوري للموسم الماضي، ثم حقق مورينهو «نصرا» بإعادة لاعب الوسط الفرنسي بول بوغبا إلى الفريق مقابل صفقة قياسية من يوفنتوس الإيطالي. واتبع مورينهو هذين «الانتصارين» ببداية مثالية في الدوري الممتاز، حيث خرج يونايتد فائزا من المباريات الثلاث الأولى، ما جعل جمهور «أولد ترافورد» ينسى الأيام «السوداء» التي اختبرها مع الاسكوتلندي ديفيد مويز ثم الهولندي لويس فان غال.
لكن هذا الحلم انهار في غضون أسبوع والانتكاسة بدأت بمواجهة الدربي ضد الجار اللدود مانشستر سيتي الذي يشرف عليه غريم مورينهو السابق الإسباني جوزيب غوارديولا.
سقط يونايتد أمام رجال غوارديولا في معقله «أولد ترافورد» بنتيجة 1 - 2 في مباراة ظهر خلالها الفريقان بمستويين متباعدين جدا، لأن سيتي كان الطرف الأفضل بامتياز، واستحق الفوز الذي اتبعه بانتصار ساحق على بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني 4 - صفر في مستهل مشواره في دوري الأبطال، ثم بفوز خامس على التوالي في الدوري الممتاز على حساب بورنموث بنتيجة كاسحة أخرى 4 - صفر أيضا. في المقابل، اتبع يونايتد خسارته أمام جاره اللدود بسقوط أمام فينورد روتردام الهولندي صفر - 1 في الجولة الأولى من الدور الأول لمسابقة «يوروبا ليغ»، ثم زاد واتفورد محن مورينهو عندما ألحق به الخسارة الثانية على التوالي في الدوري والثالثة في مختلف المسابقات خلال أسبوع بفوزه 3 - 1 الأحد.
ولم يجد مورينهو المبرر الحقيقي لهذه الانتكاسة، واكتفى بلوم الحكام أو مدافعيه العاجي إيريك بايلي ولوك شو، وحاول الدفاع عن نفسه قائلا: «لقد بدأنا الموسم بشكل جيد جدا، لكن هل كنت أعتقد بأن فريقي كان جاهزا، مثاليا أو لا يهزم؟ كلا بالتأكيد».
وواصل: «كنت أدرك بأننا لسنا في وضع مثالي. كثير من اللاعبين لم يصلوا إلى جاهزيتهم الكاملة وهم معرضون لارتكاب الأخطاء»، معترفا بأن البعض منهم «يشعر بضغوط كبيرة».
وتصدر مورينهو ويونايتد عناوين الصحف البريطانية التي ركزت على ضعف خط وسط الفريق، والدور الذي يلعبه القائد روني بعد أن أرجعه المدرب ليتولى مهمة صانع ألعاب عوضا عن دوره الحقيقي مهاجما، رغم أن مورينهو سبق وصرح في يوليو (تموز) الماضي بأنه لن يعطي «الفتى الذهبي» دور صانع الألعاب.
وقال مورينهو حينها: «بإمكانكم القول بأن تمريراته رائعة، لكن أي شخص بإمكانه أن يمرر الكرة بشكل رائع، إذا لم يكن تحت الضغط من الفريق المنافس، حتى أنا»، لكن رغم ذلك بقي روني في خط الوسط!
لكن المستوى الباهت للفريق أمام واتفورد وبخاصة روني فتح النار على مورينهو وقائد فريقه. لكن ما يشفع لروني أنه مهاجم وليس صانع ألعاب وهو يبرع في تسجيل الأهداف وليس صناعتها، لكن لا شيء يشفع لبوغبا الذي لم يقدم شيئا يذكر في المباريات التي خاضها مع فريقه الجديد - القديم حتى الآن.
ورأت صحيفة «التايمز» بأن اللاعب الذي كلف يونايتد 105 ملايين يورو لاستعادته من يوفنتوس، بدا غير قادر على تبرير المبلغ القياسي الذي دفعته إدارة النادي من أجل ضمه مجددا.
واجتمعت الصحف البريطانية على ضرورة أن يجري مورينهو تغييرا شاملا في توزيع الأدوار في الفريق، ورأت بعضها أن على المدرب البرتغالي الاعتماد على شنايدرلين أو مايكل كاريك أمام الدفاع مباشرة، على أن يلعب البلجيكي مروان فلايني بجانب بوغبا كلاعبي وسط مهاجمين.
ومن المؤكد أن الفوز اليوم بنتيجة كبيرة على نورثهامبتون (درجة ثانية) في كأس الرابطة سيرفع من معنويات رجال مورينهو، لكن عليهم الحذر، لأن الهزيمة قد تكون عواقبها كارثية على ما تبقى من الموسم الذي ما زال في بداياته.
هل يتحول روني إلى «كبش فداء» لإخراج مورينهو من المأزق؟
جماهير مانشستر يونايتد في انتظار ثورة أمام نورثهامبتون اليوم بعد تلقي الفريق 3 هزائم في أسبوع واحد
هل يتحول روني إلى «كبش فداء» لإخراج مورينهو من المأزق؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة