كوماندوز الاتفاق ينذرون المنافسين بـ«النصر والهلال»

البنعلي: لن نرضى بغير مراكز الكبار في الدوري

لاعبو الاتفاق يحتفلون بهدف الفوز على الهلال أول من أمس (تصوير: علي العريفي)
لاعبو الاتفاق يحتفلون بهدف الفوز على الهلال أول من أمس (تصوير: علي العريفي)
TT

كوماندوز الاتفاق ينذرون المنافسين بـ«النصر والهلال»

لاعبو الاتفاق يحتفلون بهدف الفوز على الهلال أول من أمس (تصوير: علي العريفي)
لاعبو الاتفاق يحتفلون بهدف الفوز على الهلال أول من أمس (تصوير: علي العريفي)

أوقد الفوز الذي حققه الفريق الأول لكرة القدم بنادي الاتفاق على نظيره الهلال بهدفين لهدف في الجولة الثالثة من الدوري السعودي للمحترفين، أحلام الاتفاقيين بالمنافسة على حصاد دوري هذا الموسم بعد غياب قرابة 30 عاما.
أحلام الاتفاقيين على الأرجح ليست مبنية على أوهام، بل إنها تستند إلى معطيات موجودة على أرض الواقع وهي أن الفريق نجح في الفوز على النصر ثم الهلال، وهي المرة الأولى التي يحقق فيها الفريق فوزين متتالين على اثنين من الفرق المصنفة ضمن الأربعة الكبار في السعودية. كما أن هناك (نموذجا) بات يحتذى به بشأن كون الكرة لا تعترف بالصغير أو الكبير وتخدم من يخدمها وهذا ما حدث بالفعل مع فريق الفتح الذي حصد بطولة الدوري موسم (2012 - 2013) بعد أن كان من شبه المستحيل تحقيق فريق صاعد وجديد على الساحة الكروية السعودية هذه البطولة.
ويرفض الاتفاقيون حتى مقارنة فريقهم بالفتح، لكون الاتفاق ولد كبيرا وحقق كثيرا من الإنجازات على مدى أكثر من 3 عقود من الزمن وكان أول ناد سعودي يحقق بطولة خارجية، وكذلك أول ناد سعودي يحقق بطولة الدوري المحلي دون خسارة عدا كونه حقق بطولات كثيرة وأخرج نجوما يشار لهم بالبنان على المستويات كافة، على سبيل المثال لا الحصر، صالح خليفة وعبد الله الصالح ومبارك الدوسري وعمر باخشوين وسعدون حمود وزكي الصالح وحمد الدبيخي وغيرهم على صعيد اللاعبين.
أما على صعيد المدربين، فيكفي اسم المدرب الكبير وعميد المدربين السعوديين خليل الزياني.
وعلى الصعيد الإداري خرج من هذا الكيان كثير من الأسماء، أبرزهم المرحوم عبد الله الدبل الذي تبوأ مناصب عليا على المستوى القاري والدولي في لعبة كرة القدم.
كما لا يمكن نسيان الرئيس الذهبي للنادي، عبد العزيز الدوسري، الذي تحققت في عهده الطويل والمتعاقب غالبية بطولات فارس الدهناء.
وبالعودة إلى وضع فريق الاتفاق فقد عاد الفريق الكروي هذا الموسم إلى دوري المحترفين بعد أن قضى موسمين في دوري الأولى، وكانت عودته بعد أقل من موسم من تولي الإدارة الشابة التي يقودها خالد الدبل، حيث حملت هذه الإدارة على عاتقها كثيرا من الأهداف التي سعت جديا لتحقيقها.
ولم تكن بداية الفريق الملقب بالكوماندوز موفقة هذا الموسم، حيث خسر برباعية من حامل اللقب فريق الأهلي على ملعب الأمير محمد بن فهد بالدمام، وكانت هذه الخسارة محبطة جدا ودقت جرس الإنذار مبكرا، وفي المباراة الثانية ضد النصر ورغم الظروف المتباينة بين الفريقين حيث كان النصر الضيف قد فاز برباعية على الفتح على عكس الاتفاق الذي خسر بالنتيجة نفسها في المباراة الأولى، نجح الاتفاق في تحقيق الفوز الذي مثل مفاجأة لكثير من المتابعين، خصوصا أن النصر أظهر قوة كبيرة في الجولة الأولى.
وتلا هذا الفوز خسارة مفاجئة أمام فريق الوطني بهدف، ومن ثم الخروج من بطولة كأس ولي العهد، وهذا ما أعاد القلق لدى جماهير فارس الدهناء وفتح أبواب التكهنات بأن المدرب التونسي جميل قاسم سيكون (كبش الفداء) لهذا التقلب في المستويات والنتائج، خصوصا مع وجود مطالبات من شريحة من الجماهير وحتى بعض المحللين بضرورة الاستغناء عن المدرب لكونه غير قادر على قيادة الفريق في دوري المحترفين، ولكن الإدارة بدعم شرفي واضح، قررت تجديد الثقة في المدرب وأبلغت اللاعبين أنها تضع الكرة في ملعبهم وأن المدرب بريء من هذا التقلب في المستويات والنتائج وأقرت تطبيق مبدأ الثواب والعقاب دون تساهل أو مجاملة، وكان أول القرارات الصارمة بهذا الشأن إيقاف اللاعب البارز محمد كنو لمدة شهر كامل عن التدريبات، وذلك خلال فترة التوقف التي فصلت بين الجولتين الثانية والثالثة والتي تجاوزت 3 أسابيع.
وكانت هناك كثير من الخطوات التي قامت بها الإدارة قبل مواجهة الهلال في استئناف الدوري، ومن أبرزها عقد صفقات مميزة بضم صالح العمري من الأهلي، ويوسف السالم بعد مخالصته مع الهلال، وأبرز الصفقات شراء عقد الكاميروني أمينو بوبا من الخليج.
وتواجد بوبا والعمري في مواجهة الهلال ولكن السالم غاب لعدم جاهزيته.
وبالنظرة الفنية السريعة لمباراة الهلال، فإن الفريق كان متأخرا بهدف حتى الدقيقة 79 ولكنه قلب تأخره إلى فوز في أقل من دقيقتين، حيث كان للتغيرات التي أجراها المدرب في الربع ساعة الأخيرة، خصوصا إشراك حسن الحبيب وهزاع الهزاع، حيث أعد الأول الكرة للثاني الذي تكفل بالتعديل، قبل أن يخطف علي الزقعان العائد من الإعارة من نادي الوحدة الكرة من وسط ملعب الهلال وينطلق بها بسرعة الصاروخ ويسجل الهدف التاريخي للاتفاق، خصوصا أن هذا الهدف كسر عقدة عمرها 20 عاما لم يتمكن من خلالها الاتفاق من الفوز على الهلال بالدوري.
هذا الفوز منح كل لاعب اتفاقي مكافأة مالية قدرها 13 ألف ريال وهي الأعلى تقريبا في تاريخ النادي من حيث الفوز في مباراة واحدة ثمنها 3 نقاط فقط وليست بطولة، ولكن لأهمية هذا الفوز والدافع النقطي والمعنوي له دفعت الإدارة 11 ألف ريال لكل لاعب وتكفل بالباقي أحد أعضاء الشرف البارزين.
ومع كل الأحلام الاتفاقية كان قائد الفريق حسن كادش واقعيا وهو يحدث زملاءه بعد المباراة بأن المباراة أمام الهلال انتهت ومن المهم نسيانها سريعا والتفكير في مباراة الباطن يوم الأربعاء المقبل، في الدمام، وهي المباراة التي اعتبرها أصعب من مباراة الهلال، ما لم يتم احترام المنافس، وهو رفيق الدرب في الصعود لدوري المحترفين في نسخته الحالية.
من جانبه، اعتبر عميد المدربين السعوديين أن ثقته بالمدرب جميل قاسم ودفاعه عنه لم تأت من فراغ، بل لكون المدرب يعمل ويجتهد وأنه ليس السبب الرئيسي في الخروج من بطولة الكأس أمام الوطني، مطالبا اللاعبين ببذل جهود أكبر في المشوار القادم الأكثر صعوبة في بطولة الدوري، خصوصا أن التألق للفريق يجعل من الأندية الأخرى تحسب له ألف حساب وتلعب أمامه بقوة. وأخيرا، يقول رئيس المجلس التنفيذي لهيئة أعضاء الشرف وأحد كبار الداعمين للإدارة الحالية، عبد الرحمن البنعلي، إن إدارة خالد الدبل تقوم بجهد كبير وعمل جبار في سبيل إعادة مجد الاتفاق بعد أن مر الفريق بنكسات مؤلمة جدا ومنها الهبوط لدوري الأولى.
وبين لـ«الشرق الأوسط» أن رهانهم على المدرب جميل قاسم كان في محله بأنه الأنسب لقيادة الفريق في هذه الفترة بدوري المحترفين، مبينا أن المخطط له هو ألا يبتعد الفريق عن المركزين الخامس أو السادس على الأكثر في بطولة الدوري، وإن كانت الأمنيات أن يحقق أفضل من هذه المراكز، خصوصا أن كل الإمكانيات متوفرة ليحقق الفريق مركزا لائقا به بين الكبار بعد العودة إلى مكانه الطبيعي.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».