معارك الـ48 ساعة تنتهي بتحرير 5 مواقع جديدة في لحج

قائد عسكري: قيادات حوثية تنتقل لإدارة الصراع في بيحان

معارك الـ48 ساعة تنتهي  بتحرير 5 مواقع جديدة في لحج
TT

معارك الـ48 ساعة تنتهي بتحرير 5 مواقع جديدة في لحج

معارك الـ48 ساعة تنتهي  بتحرير 5 مواقع جديدة في لحج

تواصل قوات الجيش الوطني والمقاومة الجنوبية بجبهات مديرية كرش الفاصلة بين محافظتي لحج وتعز بجنوب اليمن تحقيق انتصاراتها المتتالية بدحر ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح وإعلانها السيطرة على مواقع جديدة كانت تحت قبضة الميليشيات، وهي قرن النبيع، والساخبر، والرزينة، والعسقة، وجبل محيرد، وذلك بعد معارك ضارية خلال اليومين الماضيين.
وأكد الناطق الرسمي باسم جبهات كرش، قائد نصر، أن معارك ضارية شهدتها جبهات كرش، تمكنت من خلالها قوات الجيش الوطني والمقاومة من السيطرة الكاملة على مناطق المديرية الرابطة بين محافظتي تعز ولحج وانتقال المعارك إلى مناطق بين كرش والشريجة، وكذا منطقة الحويمي غرب المديرية، لافتًا إلى أن 90 في المائة من كرش تحت سيطرة قوات الجيش والمقاومة، ولم يتبق من الميليشيات سوى جيوب صغيرة، وسط انهيارات كبيرة في صفوف الانقلابيين.
وقال إن انتصارات جديدة حققتها قوات الجيش والمقاومة إلى جانب انتصاراتها السابقة، التي مكنتها من استعادة وتطهير مواقع في ميسرة وميمنة جبهة كرش، أبرزها استعادة وتطهير مواقع كانت بيد الميليشيات شمال غربي المركز، وهي موقع قرن النبيع وموقع الساخبر، وفي اتجاه الميمنة شمال شرقي الجبهة تشمل مواقع الرزينة والعسقة وجبل محيرد.
ولفت إلى انسحاب ميليشيا الحوثيين وقوات صالح من مواقع أخرى شمال شرقي وغرب المديرية، بعد معارك، تكبدت الميليشيات فيها خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، في حين خسرت قوات الجيش والمقاومة «شهيدا» و5 جرحى، بينهم الجندي جلال موفق فارع، العامل ضمن فريق نزع الألغام جراء انفجار لغم أرضي لحظة تفكيكه في موقع الرزينة شمال كرش.
وأوضح قائد ناصر أن المواجهات ما تزال مستمرة مع الميليشيات الانقلابية وسط تقدم وانتصارات متوالية للقوات الموالية للشرعية والرئيس هادي، مشيرا إلى أن الألغام المنتشرة بكثرة عمدت الميليشيات إلى زراعتها بعد دحرها ناحية الشريجة وتعز، وقد شرعت قوات نزع الألغام إلى تفكيك ونزع تلك الكميات الكبيرة من الألغام في المناطق التي تمكنت قوات الجيش والمقاومة من السيطرة عليها أمس وأول من أمس، على حد قوله.
وعلى صعيد تطورات الأوضاع في جبهات بيحان، شرق محافظة شبوة، تتواصل الموجهات بين ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح من جهة، وقوات الجيش الوطني والمقاومة من جهة ثانية، بعد فشل الميليشيات الانقلابية من إحراز أي تقدم في تلك المناطق رغم استمرار توافد التعزيزات لها من مأرب وصنعاء والبيضاء.
وقال العميد مسفر الحارثي، قائد اللواء 19 مشاة قائد معركة تحرير بيحان من الميليشيات الانقلابية، إن الوضع في مديريات بيحان التابعة لمحافظة شبوة خطير جدًا، بدأ من استعانة الميليشيات بالمرتزقة الأفارقة للقتال في صفوفها، مع وسط استمرار التعزيزات للميليشيات من صرواح، لكون قيادات الميليشيات انتقلت من صرواح إلى بيحان، على حد قوله.
وأكد العميد الحارثي، لـ«الشرق الأوسط»، انتقال قيادات حوثية رفيعة من جبهات صراوح والبيضاء إلى جبهات بيحان لقيادة المعارك المشتعلة هناك ميدانيًا، مشيرًا إلى وجود قيادات لبنانية وإيرانية في صفوف الميليشيات الانقلابية لإدارة معارك بيحان الاستراتيجية المهمة.
وحول سر استماتة ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح في الوصول إلى مناطق بيحان، فقد أرجع قائد اللواء 19 مشاة إلى أهمية بيحان الاستراتيجية باعتبارها منطقة نفطية مهمة تربط محافظات حضرموت ومأرب والبيضاء وأبين، كما أنها منطقة حيوية ومهمة تؤدي إلى بالوصول إلى منفذ الوديعة.
وأكد العميد مسفر الحارثي وجود مقاتلين أفارقة في صفوف الميليشيات استعان الانقلابيون بهم بوصفهم مرتزقة مقاتلين بالمال، في ظل الانهيارات التي تشهدها جبهاتهم وفرار عناصرهم ناحية البيضاء الخاضعة لسيطرة الميليشيات الانقلابية، مشيرًا إلى استمرار الميليشيات بالقصف العشوائي بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة إلى القرى والمناطق السكنية لإثارة المواطنين وتأليبهم ضد قوات اللواء 19 والمقاومة لما يمثلونه من حاضنة شعبية لهم.
ونوه إلى فشل الميليشيات في إحراز أي تقدم بمناطق بيحان رغم تكرار محاولاتهم مرات كثيرة، وفقًا للمقولة العسكرية: «أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم» على حد قوله، مشيرا إلى أن قوات اللواء 19 مشاة والمقاومة تواصل انتصاراتها في جبهات بيحان بعد أن تم اختراق جبهات الميليشيات الانقلابية، على حد قوله.
وفي محافظة البيضاء جنوب شرقي محافظة صنعاء، تشهد جبهات الزاهر وقيفة رداع وذي ناعم مواجهات مستمرة بين ميليشيا الحوثيين وقوات صالح من جهة، والمقاومة الشعبية ورجال القبائل من جهة، بعد إجبار الميليشيات على التراجع أثناء هجوم كاسح شنته على مواقع المقاومة في محاولة منها للالتفاف على القوات الموالية للرئيس هادي والشرعية.
ولفتت مصادر محلية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إلى «تكبد الميليشيات الانقلابية خسائر فادحة في العتاد والأرواح نتيجة لجوء المقاومة لأسلوب حرب العصابات والكمائن مع الميليشيات التي تفوقها عتادًا وسلاحًا وتدريبًا».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».