إسرائيل تقتل فلسطينيًا.. وتخشى من تصعيد العمليات مع قرب الأعياد اليهودية

الخارجية الأردنية تدين قتل أحد مواطنيها في القدس وتشكك برواية تل أبيب

شرطي إسرائيلي يحرس المكان الذي قتل فيه شاب فلسطيني اتهمته القوات الإسرائيلية بمحاولة مهاجمتها بسكين (إ.ب.أ)
شرطي إسرائيلي يحرس المكان الذي قتل فيه شاب فلسطيني اتهمته القوات الإسرائيلية بمحاولة مهاجمتها بسكين (إ.ب.أ)
TT

إسرائيل تقتل فلسطينيًا.. وتخشى من تصعيد العمليات مع قرب الأعياد اليهودية

شرطي إسرائيلي يحرس المكان الذي قتل فيه شاب فلسطيني اتهمته القوات الإسرائيلية بمحاولة مهاجمتها بسكين (إ.ب.أ)
شرطي إسرائيلي يحرس المكان الذي قتل فيه شاب فلسطيني اتهمته القوات الإسرائيلية بمحاولة مهاجمتها بسكين (إ.ب.أ)

قتل الجيش الإسرائيلي أمس فلسطينيا، هو الرابع الذي يقضي بالرصاص خلال 24 ساعة، قائلا إنه حاول تنفيذ عملية طعن، فيما تعالت الإدانات الفلسطينية والأردنية لسياسة «الإعدامات» الإسرائيلية بعد أن أصدرت الخارجية الأردنية بيانا قالت فيه إنها تشكك برواية الشرطة الإسرائيلية حول قتل المواطن الأردني سعيد هايل العمرو، الذي كان في زيارة للقدس أول من أمس (الجمعة).
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قتل فلسطينيا بعد أن طعن جنديا في تل الرميدة بمدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة أمس؛ إذ أعلن أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن «الجنود تصدوا له وأطلقوا النار عليه؛ مما أدى إلى مقتله».
ونفى الفلسطينيون الرواية الإسرائيلية، وقالوا: إن الجنود أعدموا حاتم الشلودي (26 عاما)، من دون أن يشكل أي خطر.
وقال محافظ الخليل كامل حميد، إن الاحتلال «يحاول افتعال الأحداث بدعوى توفير الأمن للمستوطنين، الذين سرقوا الأرض وما عليها من أصحابها الحقيقيين، وهذا المسعى يسلكه الاحتلال منذ أعوام، فهم يحاولون وبإصرار أن يجعلوا من اعتداءاتهم وإعداماتهم الميدانية اليومية في قلب الخليل، طريقا توصلهم إلى أهدافهم في التهويد والاستيطان». كما اتهمت عائلة الشلودي قوات الاحتلال الإسرائيلي بإعدام ابنها خلال توجهه لعمله.
وفيما يبدو ردا على الاتهامات الفلسطينية، نشر الجيش الإسرائيلي فيديو يظهر الشاب وهو يحاول طعن أحد الجنود قبل أن تتم السيطرة عليه وقتله.
وقلما تنشر إسرائيل فيديوهات من هذا النوع، حيث سبق لها أن أخفت بعضها في أوقات سابقة. لكنها تتخوف من تصعيد العمليات مع قرب الأعياد، حسب بعض المحللين، فيما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل تنتهج نهج الإعدامات؛ إذ تقتل من دون سبب لمجرد الاشتباه، وحتى عندما يتم «تحييد» أي مهاجم.
من جانبها، عدت حركة فتح «عمليات إعدام مواطنين فلسطينيين» على الحواجز الإسرائيلية الجمعة والسبت: «تعبيرا حقيقيا عن منهج القتل العنصري المستحكم في عقلية قادة حكومة وجيش دولة الاحتلال إسرائيل». وجاء في بيان إن «تصعيد وتيرة إعدام المواطنين في القدس والخليل لا يعني بالنسبة لنا سوى أن قادة الاحتلال لا يملكون إلا منهج القتل العنصري والتطهير العرقي، وأن أحاديثهم عن السلام مجرد غطاء ينفذون من ورائه جرائمهم ضد شعبنا الفلسطيني التي تندرج حسب القانون الدولي تحت بند الجرائم ضد الإنسانية».
وشككت صباح الرافعي، الناطقة باسم الوزارة، برواية الشرطة الإسرائيلية، بأن العمرو هاجم جنودا إسرائيليين، ولا سيما أن البيان ذاته ذكر صراحة أنه لم يصب أي جندي أو شرطي إسرائيلي في الحادثة، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الأردنية (بترا).
وقالت الرافعي إن الحكومة الأردنية تتابع القضية للوقوف على التفاصيل كافة، وكذلك لتسليم جثمان الشهيد لذويه، ليتسنى اتخاذ الإجراءات القانونية والدبلوماسية المتبعة دوليا بمثل هذه الحالات.
ودعا المجلس الوطني الفلسطيني الفلسطينيين كافة للدفاع عن أنفسهم «في مواجهة الإرهاب الإسرائيلي المترافق مع الصمت الدولي المخجل على جرائم حكومة الاحتلال والاستيطان والإعدام الميداني»؛ إذ قال رئيس المجلس سليم الزعنون: إنه يجب «تصعيد النضال الشعبي ضد الاحتلال وعدوانه وجرائمه كونه حقا طبيعيا كفله ميثاق الأمم المتحدة، وقرارات جمعيتها العامة، وما ورد في اتفاقية مؤتمر لاهاي 1899 و1907. وغيرها من المواثيق والشرائع، في إطار حق الدفاع المشروع عن النفس وشرعية كفاح الشعوب في سبيل الاستقلال والتحرر من سيطرة الاستعمار».
وفي عمان، نددت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية بالفعل الهمجي لجيش الاحتلال الإسرائيلي بإطلاقه النار بشكل متعمد على سعيد العمرو في منطقة باب العامود في القدس المحتلة؛ ما أدى إلى وفاته على الفور.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.