أبدت الهيئة العليا للمفاوضات السورية قلقها حيال الاتفاق الذي عقد بين وزيري خارجية أميركا وروسيا، جون كيري وسيرغي لافروف، ولا يزال غير مطبق بالكامل؛ وذلك في أعقاب رفض أميركا أول من أمس إطلاع مجلس الأمن على تفاصيل اتفاق واشنطن – موسكو. وللعلم، يهدف الاتفاق، بحسب تصريحات المسؤولين الأميركان والروس، إلى «التخفيف من حدة العنف» في سوريا، واستئناف العملية السياسية، في حين أكدت الهيئة أن إخفاء معالم المشروع ينذر بتكهنات سلبية، ويعطي مؤشرات غير مطمئنة.
الدكتور منذر ماخوس، المتحدث باسم الهيئة العليا للتفاوض، قال أمس في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أمس إن «التصريحات الروسية التي أطلقت عقب فشل انعقاد جلسة مجلس الأمن بشأن مناقشة الهدنة في سوريا، تعود إلى ضرورة مناقشة تفاصيل الهدنة، لكن الأميركيين غير موافقين على مناقشة ملاحق الاتفاق أمام مجلس الأمن، كما أن المسؤولين الأميركيين لم يبلغوا الهيئة العليا للمفاوضات بصيغة القرار وملحقاته، واكتفوا فقط بإرسالها إلى الفصائل الثورية».
وأشار ماخوس إلى أن روسيا «لا تزال تمتلك مساحة عليا للتحكم بالقرار السوري ميدانيًا، إضافة إلى الجانب السياسي»، موضحًا أن عدم الاتفاق على فرض الهدنة يؤدي إلى إجهاض الحلول السياسية في البلاد. وأضاف: «حتى لو تم فرض الهدنة وتجاوز عدم التفاهم الروسي - الأميركي حيال المناقشات سيكون هناك عائق آخر، وانسداد لدى التداول في مسألة وثيقة الانتقال السياسي، التي نوقشت في لندن، أخيرًا، وهي تعطي رؤية معقولة، وتعكس وجهة نظر الثورة والشعب السوري وآليتها، وصولاً إلى انتخابات شاملة وقيام دولة جديدة».
وتطرق المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات إلى إمكانية عقد اجتماع آخر للهيئة في العاصمة السعودية الرياض قريبًا، مؤكدًا أنه «سيتم تدارس تطورات الأوضاع في سوريا، وإنجاز هدنة في البلاد؛ من أجل إدخال المساعدات الإنسانية، التي لا تزال متعثرة، في ظل استمرارية الخروقات التي تنبئ بانهيارها»، لافتًا إلى أن العقبة الكبيرة أمام إنجاز تلك الهدنة ما وصفه بـ«سوء التفاهم الأميركي - الروسي».
وبيّن الدكتور ماخوس، أنه على الرغم من التركيز على حلب فيما يتعلق بالمساعدات الإغاثية، وتثبيت وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات لها بشكل عاجل، فإن باقي المناطق في البلاد والبالغ عددها 20 بلدة تعاني صحيًا واقتصاديا جراء إطباق الحصار عليها، خلال الشهرين الماضيين.
من جانب آخر، أفاد محمد علوش، عضو الهيئة العليا للمفاوضات، بأن مشروع الاتفاق الروسي - الأميركي «المخفي» حتى الوقت الراهن، سيتم رفضه «جملة وتفصيلاً» في حال احتواء الإعلان على بقاء رأس النظام بشار الأسد خلال المرحلة الانتقالية، وبيّن علوش خلال تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» أمس أن إخفاءه مشروع الاتفاق يفتح المجال أمام التكهنات السلبية وغير المطمئنة.
ماخوس لـ«الشرق الأوسط»: العقبة الكبيرة أمام إنجاز الهدنة سوء التفاهم الأميركي ـ الروسي
الهيئة العليا للمفاوضات السورية ترى أن إخفاء مشروع كيري ـ لافروف سلبي ومقلق
ماخوس لـ«الشرق الأوسط»: العقبة الكبيرة أمام إنجاز الهدنة سوء التفاهم الأميركي ـ الروسي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة