بعد إجازة صيفية طويلة امتدت لنحو أربعة أشهر، ترن أجراس المدارس السعودية، صباح اليوم، لتعلن عودة أكثر من 5 ملايين طالب وطالبة إلى مقاعد الدراسة.
ومنذ أيام، انتشرت لافتات ترويجية للمدارس الخاصة على الطرق، إضافة إلى اشتعال حمى التنافس بين محال القرطاسية، لجذب أكبر قدر من الطلبة، وبدا لافتًا أن سوق مستلزمات العودة للمدارس لم تقتصر على المكتبات ومتاجر القرطاسية، بل دخلت محلات «الهايبر ماركت» والصيدليات ومعارض الأجهزة الكهربائية في سباق المنافسة على جيب السعوديين، وأخذ حصة من كعكة الموسم الدراسي، إذ تقدم كثير منها تخفيضات وعروضًا ترويجية تحت شعار «العودة للمدارس»، لجذب الأنظار إليها خلال هذه الفترة.
وقدّر الخبير الاقتصادي الدكتور سالم باعجاجه، حجم الإنفاق عند العودة للدراسة بأكثر من ملياري ريال (نحو 533 مليون دولار)، لشراء الحقائب والمستلزمات المدرسية، مشيرًا إلى أن متوسط ما تنفقه الأسرة على مشتريات الأبناء من حقائب وأحذية وملابس ودفاتر وأقلام هو 350 ريالاً للفرد الواحد.
وأضاف باعجاجه لـ«الشرق الأوسط»، أن على الجهات الرسمية ذات الاختصاص دراسة العوامل والمتغيرات التي تؤثر على سلوك المستهلك السعودي، وتضافر جهود الجهات المختصة في الرقابة على الأسواق وتحذيرهم من المغالاة وتوعية الأسر بعدم شراء مستلزمات تفوق طاقة رب الأسرة.
ولفت إلى أن «الأسر السعودية متوسطة الدخل تواجه خلال الأربعة الأشهر الماضية (من شعبان إلى نهاية شهر الحج) ارتفاعًا في تكلفة المعيشة مع تزامن هذه الفترة مع عيدي الفطر والأضحى والعودة للمدارس»، مشيرًا إلى أن معدلات الإنفاق تتزايد وتشكل إرهاقا يثقل كاهل رب الأسرة، وبالتالي يضطر للاقتراض لسد الحاجة لمتطلبات الأبناء والزوجة.
يأتي ذلك في حين تقع كثير من الأسر السعودية في فخ العروض الترويجية التي تقدمها المتاجر خلال هذه الفترة، في محاولة جذب الطلاب الصغار عبر الشخصيات الكرتونية الشهيرة التي طغت على واجهة المكتبات ومتاجر القرطاسية، إذ زيّنت صورة المخلوقات الصفراء الطريفة (مينيونز) الحقائب المدرسية والأقلام والدفاتر وعلب الألوان، مما جذب كثيرًا من الأطفال لاقتنائها، تيمنا بالنجاح الذي لقيه فيلم «مينيونز»، الذي عُرض للمرة الأولى في 11 يونيو (حزيران) 2015، في شباك التذاكر.
أما الفتيات فبدا لافتًا حضور شخصية «فروزن» في كثير من المقتنيات المدرسية الموجهة لهن. وفيلم «فروزن» المستوحى من القصة الخرافية «ملكة الثلج» للكاتب الدنماركي هانس كريستيان أندرسن، نال جماهيرية واسعة بين الأطفال، وحاز على إعجاب النقاد، إذ يناقش هذا الفيلم علاقة الأختين آنا وإلسا حين تصبح قدرات الأخيرة على صنع الثلج خطرًا على شقيقتها، لتتوالى الأحداث وتبرز من خلالها أبعاد الشخصيات.
ولم تغب عن أرفف المتاجر شخصيات فيلم «فايندنغ دوري» (البحث عن دوري)، وهو تتمّة للفيلم الشهير «فايندنغ نيمو»، حينما تستعيد سمكة التانغ الزرقاء (دوري) جزءًا من ذاكرتها المفقودة، فتنطلق بمساعدة «نيمو» وأبيه في رحلة للبحث عن أهلها. ويهدف الفيلم الذي صدر عام 2016 عن أفلام «والت ديزني»، إلى تسليط الضوء على أهمية إبقاء الأسماك في بيئتها الطبيعية في المحيطات.
أما الشخصيات الكرتونية القديمة نسبيًا، فلا تزال محافظة على حضورها على واجهة الحقائب وأدوات القرطاسية لما تتمتع به من شعبية مستمرة، مثل شخصية «هالو كيتي» اليابانية، وشخصية «سبونج بوب» المستوحاة من مسلسل الأطفال الأميركي الشهير، وشخصية «سندريلا» الشقراء، وكثير من شخصيات أفلام «ديزني».
ورغم أن الإجازة الصيفية لطلاب السعودية هذا العام كانت أطول إجازة تمر بهم منذ 10 أعوام، بمجموع 120 يومًا، إلا أن ذلك لم يخفف ازدحام المكتبات ومتاجر القرطاسية ومحلات المستلزمات المدرسية التي شهدت توافد كثير من الأسر السعودية في الأسبوع الأخير من الإجازة الصيفية، مما ضاعف من المكاسب التي يجنيها أصحاب محال القرطاسية والمستلزمات المدرسية من موسم العودة إلى المدارس.
يأتي ذلك في حين تظهر دراسة أن حجم سوق التعاملات في الأدوات القرطاسية والمكتبية في السوق السعودية يبلغ نحو 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار)، بنسبة تصاعد سنوي 8 في المائة في المكتبات والمحال المتخصصة والمقدر عددها بأكثر من 5 آلاف محل. وتوضح الدراسة التي أجراها يوسف العمران، الرئيس التنفيذي لمجموعة «المكتبة»، أن الأثاث المكتبي في السعودية يحتل المرتبة الأولى بنحو 4 مليارات ريال سنويًا، ثم تليه الأجهزة الإلكترونية بنحو ملياري ريال، وتأتي أخيرا القرطاسيات والأدوات المدرسية بنحو مليار ريال سنويا.
وكانت وزارة التعليم السعودية أطلقت «هاشتاغ».. «عام دراسي مميز» قبل أيام، وتضمن نصائح للمعلمين والطلاب، وتنبيهًا من التغيب في الأيام الأولى، والتذكير بالمسؤولية تجاه مرافق وممتلكات المدرسة، والحث على جعل البيئة المدرسية مُحفزة على الإبداع.
السعودية: المدارس تفتح أبوابها اليوم.. وتلتهم ملياري ريال
المتاجر ومحال القرطاسية في المملكة تجذب الطلبة بمنتجات «فروزن» و«مينيونز»
السعودية: المدارس تفتح أبوابها اليوم.. وتلتهم ملياري ريال
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة