قصف حوثي يحرم أطفال تعز من الاستمتاع بالعيد

آلاف السكان احتشدوا في «ساحة الحرية» لأداء الصلاة وشددوا على استكمال التحرير

يمنيون لدى وصولهم إلى ساحة الحرية لأداء صلاة عيد الأضحى أمس (غيتي)
يمنيون لدى وصولهم إلى ساحة الحرية لأداء صلاة عيد الأضحى أمس (غيتي)
TT

قصف حوثي يحرم أطفال تعز من الاستمتاع بالعيد

يمنيون لدى وصولهم إلى ساحة الحرية لأداء صلاة عيد الأضحى أمس (غيتي)
يمنيون لدى وصولهم إلى ساحة الحرية لأداء صلاة عيد الأضحى أمس (غيتي)

منعت الميليشيات الانقلابية في اليمن سكان مدينة تعز، ثالث كبرى مدن البلاد، وخصوصًا الأطفال منهم، من الاستمتاع بفرحة عيد الأضحى، وذلك باستمرارها في قصف المدينة والقرى والأرياف المحيطة بها مخلّفة قتلى وجرحى من المدنيين.
وفي الوقت الذي لم يشعر الأطفال بفرحة العيد بسبب عدم استطاعة الكثير من العائلات شراء الأضاحي أو ملابس العيد لأبنائها، أو القيام بالزيارات الأسرية وزيارة الحدائق (التي لم تعد أصلاً حدائق)، خوفًا من استهدافهم بصواريخ الكاتيوشا أو مضادات الطيران.
ولم تكتمل الفرحة أيضًا لدى الآباء جراء صعوبة توفير الأضاحي والمستلزمات الضرورية للعيد، بسبب انعدام الدخل لدى الكثير من أرباب الأسر التي توقفت أعمالهم، وكذلك ارتفاع أسعارها، مع استمرار حصار المدينة من قبل الميليشيات الانقلابية، الأمر الذي جعل توصيلها إلى المدينة عبر طرق طويلة ووعرة وجبلية يضاعف من أسعارها.
في غضون ذلك، احتشد الآلاف من سكان مدينة تعز وقراها، للمشاركة في صلاة العيد في ساحة الحرية بوسط المدينة أمس، وطالبوا قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بسرعة دحر الميليشيات الانقلابية من المحافظة وفك الحصار عنها.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تشهد مختلف الجبهات في تعز مواجهات عنيفة بين قوات الجيش الوطني والمقاومة من جهة، وميليشيات الحوثي وصالح من جهة أخرى، وتركزت تلك المواجهات في محيط جبل (هان) الجبهة الغربية، حيث تسعى الميليشيات الانقلابية لاستعادتها وكذلك في حذران والربيعي، حيث تمكنت قوات الجيش والمقاومة من إفشال محاولاتها وإجبارهم على التراجع.
وشنت الميليشيات الانقلابية، في أول أيام عيد الأضحى، قصفها على الأحياء السكنية، وتحديدًا قرية الودر في مديرية الصلو (جنوب المدينة)، من مواقع تمركزها في منطقة وزران بخدير، وسقط على إثر ذلك خمسة قتلى هم ثلاث نسوة وطفلان وعدد من الجرحى من أبناء القرية، حسبما أكدت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط».
واستعدادًا لهجمات الميليشيات الانقلابية خلال عيد الأضحى، كانت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في تعز، قد رفعت الجاهزية في جميع جبهات القتال وتعزيز جبهات ضواحي المدينة والمديريات. وقال محمد سعيد الشرعبي، وهو ناشط حقوقي من أبناء تعز، لـ«الشرق الأوسط» إن «سكان تعز يعيشون فرحة العيد رغم الظروف الصعبة التي يعانونها جراء استمرار ميليشيات الحوثي وصالح في قصف وحصار المدينة تزامنًا مع محاولات قطع خطوط الإمداد بين المحافظة ومحافظات الجنوب، ويشارك فاعلو الخير في تخفيف معاناة فقراء تعز، إذ تم توزيع لحوم الأضاحي عليهم في المدينة، كما أن حالة التكافل في الأرياف تسد حاجة المعدمين، واليمنيون معروفون بتلمسهم حاجة الفقراء خلال العيد». وأضاف: «يقوم مئات المواطنين بزيارة قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية إلى الجبهات، ويقدمون لهم هدايا العيد؛ تأكيدًا لاستمرار التأييد الشعبي لهم في معارك تحرير المحافظة من الميليشيات. وإعلان الجيش الوطني والمقاومة رفع الجاهزية، وتعزيز جبهات ضواحي المدينة ومديريات غرب وجنوب المحافظة؛ استعداد لأي هجمات تشنها ميليشيات الانقلاب؛ نظرًا لانشغال المواطنين بالعيد، كان قرارًا صائبًا».
وأكد الشرعبي أنه «مع تصدي قوات الجيش الوطني والمقاومة لهجوم ميليشيات الحوثي وصالح المستمرة على مواقعهم، في المدينة، وشرق مديرية الصلو، فإن الميليشيات الانقلابية أظهرت عدم التزامها بأخلاق الحرب أو تقديرها لمناسبة دينية كعيد الأضحى». وأضاف أنه يتوقع تكثيف الانقلابيين لهجماتهم طيلة أيام عيد الأضحى.
في المقابل، زار رئيس المجلس العسكري قائد «اللواء 22 ميكا» في تعز، العميد ركن صادق علي سرحان، جرحى الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في مستشفى الروضة في المدينة، ورافقه عدد من القيادات الحزبية والشخصيات الاجتماعية. وخلال زيارته للجرحى، أشاد العميد سرحان «ببطولات وتضحيات الجرحى التي سطروها في ميادين الشرف والكرام»، ووجه «بالاهتمام بهم، وتقديم الرعايا اللازمة لهم، وتلبية احتياجاتهم»، كما قدم هدايا رمزية للجرحى.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.