ابتعدوا عن أوطانهم في ريعان شبابهم، بحثًا عن الرزق ورغد العيش، قبل أن يجدوا السنوات تمضي، والحنين إلى الوطن يزداد يومًا بعد آخر، منهم من لا يعرف من وطنه الأم سوى انتماء والده له، لتصبح العودة لدى البعض أشبه بالمستحيلة، خصوصًا لمن تزوج وأنجب في الدول التي ولدوا فيها.
وفي الوقت الذي تقول فيه زينب جابر، الأميركية من أصول فلسطينية (75 عامًا)، إنها هاجرت مع والدها في ريعان شبابها إلى ولاية لوس أنجليس، تؤكد أن الحنين إلى الوطن في داخلها ينبض، رغم السنوات الطويلة التي ابتعدت فيها عنه، متمنية العودة إلى ديارها بعد تحريرها، كون زيارتها للأراضي المحتلة حاليًا تتخللها مشقة كبيرة.
ولفتت جابر إلى أنها تؤدي الحج للمرة الثانية، بعد أن حضرت هذه المرة مع أسرتها التي تضم شقيقها الأكبر وأبناءها، مشيرة إلى أن ما شاهدته من خدمات وأعمال جليلة في الحرم المكي يفوق الوصف، رغم أن الفارق الزمني بين الحجتين لا يتجاوز 12 عامًا، متابعة: «هناك بون شاسع بين الأمس واليوم، حيث التطور الملحوظ في كل شيء، خاصة التوسعة الجبّارة التي توفر أجواء إيمانية آمنة لأداء المناسك، وهو أمر جدير أن تفاخر به السعودية، ويتوجب شكرها عليه».
ومن جهته، قال رزق الصريمي، الأميركي من أصل يمني، إنه قدم إلى الولايات المتحدة منذ عقد ونصف، حيث كان في بلاده معلمًا للغة الإنجليزية، ثم غادر إلى أميركا، وتزوج ورزق بالأولاد، واستقر هناك.
ويحكي الصريمي عن حنينه لوطنه الذي يمر بظروف صعبة هذه الأيام، بفعل ما قامت به الميليشيا الانقلابية من تدمير للبلاد والعباد، معبرًا عن تقديره لاحتضان السعودية لملايين اليمنيين، سواء المقيمين أو النازحين الذين هربوا من جحيم الحرب التي فرضها الانقلابيون، متابعا: «وصولي إلى الأراضي المقدسة أشعل بداخلي الحنين لزيارة وطني الذي لا يبعد سوى مئات الكيلومترات فقط من هنا، لكن المقبل من الأيام بإذن الله سيكون أجمل».
إلى ذلك، وصف عبد الرحمن التباع، البريطاني من أصول مغربية، أن الحنين للوطن الأم أمر طبيعي في كل إنسان، مبينًا أنه غادر المغرب منذ أكثر من عشرين عامًا، مردفا: «الوجود في هذه الأراضي المقدسة يضفي نوعًا من الروحانية على الإنسان، وقد التقيت عددا من أبناء جلدتي هنا، وكان اللقاء مفعمًا بالذكريات والشوق لبلادي».
ويؤكد التباع أن الخدمات التي تقدم للحجيج من قبل السلطات السعودية أمر يفوق الوصف، على حد تعبيره، مشيرًا إلى أن كلمة «شكرا» قد لا تفي بحق المملكة وشعبها الذين يخدمون ضيوف الرحمن، وهو أمر غير مستغرب عليهم.
المهاجرون العرب.. عين على الحج وأخرى تشتاق للوطن
أكدوا أن ما تقدمه السعودية للحجاج يفوق الوصف

المهاجرون العرب.. عين على الحج وأخرى تشتاق للوطن

لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة