الطيران الحربي الروسي والأسدي يصعد الغارات عشية وقف إطلاق النار

ارتفاع حالات الانتحار بين أطفال مضايا المحاصرة

أحد مشاهد الدمار الذي تعرضت له سوق الخضراوات في إدلب شمال غربي سوريا بعد غارات من طيران النظام أول من أمس (رويترز)
أحد مشاهد الدمار الذي تعرضت له سوق الخضراوات في إدلب شمال غربي سوريا بعد غارات من طيران النظام أول من أمس (رويترز)
TT

الطيران الحربي الروسي والأسدي يصعد الغارات عشية وقف إطلاق النار

أحد مشاهد الدمار الذي تعرضت له سوق الخضراوات في إدلب شمال غربي سوريا بعد غارات من طيران النظام أول من أمس (رويترز)
أحد مشاهد الدمار الذي تعرضت له سوق الخضراوات في إدلب شمال غربي سوريا بعد غارات من طيران النظام أول من أمس (رويترز)

عشية عيد الأضحى المبارك نشطت حركة شراء الأضاحي في دمشق وريفها، ليبلغ معدل الشراء 1500 خروف كل يوم، بحسب ما نقلته مصادر في حكومة نظام الأسد، وذلك في الوقت الذي كانت فيها قوات النظام والقوات الروسية تستغل الساعات الأخيرة قبيل بدء تنفيذ اتفاق الهدنة، يوم العيد بمواصلة القصف المكثف على عدد من المناطق في حلب وإدلب وريف دمشق، موقعة مزيدا من الضحايا في الساعات الأخيرة قبل الهدنة. بالتوازي مع ارتفاع نسبة الانتحار بين أطفال مدينة مضايا المحاصرة من قبل ما يسمى «حزب الله» اللبناني بريف دمشق، في حين أعلن المجلس المحلي في مدينة دوما التي تعرضت يوم أمس، لقصف جوي تأييده الهدنة.
ارتفاع الأسعار وتدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي لدى الغالبية العظمى من السوريين في الداخل، لم يحد من الإقبال على شراء أضاحي العيد، إلا أن المشترين هم من أقارب السوريين المغتربين والموجودين بالخارج قسريا، وذلك حسب تصريح أمين سر جمعية حماية المستهلك في دمشق، محمد بسام درويش، لجريدة «الوطن» القريبة من النظام، الذي أكد أن معظم مشتري الأضاحي هم من السوريين المغتربين أو الموجودين خارج البلاد، ويتم الشراء عبر أقاربهم.
ويتراوح سعر الأضحية ما بين 70 إلى 90 ألف ليرة سوريا، أي ما يعادل 120 إلى 173 دولارا.
ووصل متوسط سعر الكيلو الحي قرابة 1500 ليرة. وقال محمد بسام درويش، إن السعر غير ثابت ويرتفع مع زيادة الطلب على الأضاحي، لافتا إلى أن نشاط سوق الأضاحي يعود إلى السوريين المغتربين خارج البلاد، إذ «لعب سعر فارق أسعار الصرف لليرة أمام العملات الأجنبية دورًا في الإقبال»، لأن سعر الأضحية والذي وصل إلى170 دولارا، يعتبره المغتربون رخيصًا، في الوقت الذي لا طاقة لسكان الداخل بشرائه.
وأسهمت حالة الحرب التي تعيشها سوريا منذ خمس سنوات في تراجع الثروة الحيوانية، نتيجة انكماش مساحات الرعي وارتفاع أسعار العلف الحيواني، وبالتالي أدى إلى ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء، إلى حد يفوق القدرة الشرائية بعدة أضعاف لدى غالبية السوريين في الداخل. وأسهم في رفع الأسعار نشاط تهريب الأغنام نتيجة الانفلات الأمني وغياب الرقابة. ولم يكن لإجراءات حكومة النظام بمنع تصدير الغنم أي أثر في خفض الأسعار إذ تواصلت عمليات التهريب. وسجلت أسعار اللحوم ارتفاعات جديدة قبل أيام من حلول عيد الأضحى ليصل سعر كيلو لحم الخروف الهبرة والمقشور بين 5300 - 5500 ليرة وغير المقشور بـ4 آلاف ليرة، وغير المنظف مع الدهن 2600 ليرة.
وتزامن حلول عيد الأضحى مع تحذير (هيئة إنقاذ الطفولة) من الزيادة المقلقة في محاولات انتحار الأطفال في مدينة مضايا المحاصرة مع اشتداد وطأة المعاناة فيها. وجاء في بيان للمنظمة أن ما لا يقل عن ستة أطفال ومراهقين، أصغرهم طفلة تبلغ 12 عامًا، وسبعة شبان، حاولوا الانتحار خلال الشهرين الفائتين فقط.
وتخضع مضايا الواقعة إلى الشمال الغربي من العاصمة دمشق إلى حصار خانق من قبل ميليشيا ما يسمى «حزب الله» بشكل أساسي وقوات النظام، كما يمنع الحزب إدخال الغذاء إلى أكثر من 40 ألف مدني في مضايا.
في غضون ذلك قتل 8 مدنيون، وجرح آخرون، أمس الأحد، بقصف جوي لطائرات النظام والطيران الروسي على مدينة حلب، ومدن وبلدات في ريفها.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».