الجزار مهنة من لا مهنة له، هذه العبارة تصف المشهد صبيحة عيد الأضحى في السعودية، فيوم النحر يفتح شهية العمالة الوافدة لممارسة هذه المهنة، من السباك والميكانيكي والخباز وسائق الأجرة وغيرهم الذين يتحولون فجأة إلى «جزارين»، طمعا في المكاسب الوفيرة التي يجنيها الجزار نهار العيد، فمكسب الرأس الواحدة من الأضحية يتراوح بحدود 100 ريال (26.6 دولار)، وهو ربح وفير في حال تضاعف عدد الأضاحي داخل البيت الواحد.
أما الجزارون أصحاب الخبرة، أو كما يقال: «أبناء الصنعة»، فالحصول عليهم يتطلب الحجز في بعض الأحيان، خصوصا لدى السعوديين الذين يفضلون ذبح الأضحية في فناء المنزل، وهي عادة قديمة ينتهجها بعض الأسر للرغبة في حشد أفراد الأسرة لمشاهدة مراسم النحر، بمن فيهم الأطفال، بحيث يشترك الكل في مراقبة مراحل سن السكين وحتى تقطيع اللحم إلى أوصال صغيرة.
وبعض السعوديين يفضلون الذبح في منازلهم هربا من ازدحام وتكدس الأضاحي في المسالخ التي تغص بمرتاديها صباح العيد، خصوصا مع سهولة الحصول على عامل يمارس مهنة الجزارة من بين العمالة الوافدة الذين يجوبون الطرق الرئيسية بعد صلاة العيد مباشرة، ويقف بعضهم أمام إشارات المرور وعلى ناصية الشوارع، ليعرضوا على الناس مهمة ذبح الأضحية.
ويبدو المشهد أمام المسالخ متكررا كعادته السنوية، فالمركبات تصطف أمام بوابة المسلخ منذ ساعات النهار الأولى، وتوافد الناس عليها يخنق الحركة المرورية في الشوارع المجاورة، مع حرص معظم السعوديين على الانتهاء باكرا من ذبح الأضحية، بحكم العادة المنتشرة في البلاد من الإفطار من لحم الأضاحي، وتزيين مأدبة الفطور بأطباق «الكبدة» و«الحميس» وتناولهما مع أفراد الأسرة.
وقبيل العيد بأيام قليلة، أعلنت أمانات المناطق في السعودية جهوزيتها لتهيئة ومراقبة المسالخ منذ وقت مبكر، والتأكد من الأدوات المستخدمة والطواقم المشاركة في عمليه الذبح، والتأكد من سلامة الأضحية خلال فترة عيد الأضحى المبارك. وفي بعض المناطق يتم استقبال الأضاحي عبر أرقام مسلسلة ذات اللون الأصفر واللون الأبيض بتنظيمين منفصلين عن بعضهما من التسلم وحتى التسليم.
وعادة ما تتضمن أعمال متابعة المسالخ تخصيص كادر من الأطباء البيطريين للإشراف والرقابة والمتابعة على جميع المذبوحات، والتأكد من خلوّها من الأمراض وتطبيق المعايير الصحية، على أن تستمر أعمال الرقابة والنظافة على مدار الساعة. في حين تعمد كثير من أمانات المناطق إلى تنفيذ فكرة المسالخ المتنقلة التي تقام في مواقع مفتوحة وتخضع للفحص البيطري.
ودخلت التقنية الحديثة مساعدا في توجيه السعوديين إلى أقرب مسلخ، إذ أعلنت أمانة الرياض أمس عن تطبيق الأضاحي الإلكتروني للهواتف الجوالة، وهو برنامج موسمي من خلاله يستطيع الفرد معرفة موقع المسلخ الأقرب إليه. وكشفت الأمانة كذلك عن إزالة 18 مسلخا عشوائيا مقاما في الساحات العامة قبيل يوم عيد الأضحى المبارك.
في حين أعلنت أمانة المنطقة الشرقية أن الطاقة الاستيعابية لمسلخي الدمام والخبر لإعداد الأضاحي تبلغ 350 رأسا في الساعة لمسلخي الدمام، و300 رأس في الساعة لمسلخ الخبر، مع الإشارة إلى كون عدد العاملين في المسالخ يبلغ أكثر من 140 فردا، منهم 52 جزارا، و4 أطباء بيطريين، و80 عاملا، و10 مشرفين.
أما أمانة جدة، فأعلنت أمس أن ساعات عمل المسالخ الثابتة بجدة من بعد صلاة الفجر حتى الساعة الثامنة مساء، بطاقة استيعابية تصل إلى خمسة آلاف رأس للوردية الواحدة، مع توفير المسالخ المتنقلة في موقعين بجدة، يعملان من الساعة السادسة صباحا حتى السابعة مساء. ونوّهت أمانة منطقة القصيم عن استعدادها لموسم عيد الأضحى بـ170 جزارا، و12 طبيبا بيطريا، وخطة عمل مكثفة لخدمة المستفيدين بالشكل المطلوب.
عيد السعودية.. الجزار بالحجز وأفنية المنازل تتحول إلى «مسالخ»
يوم النحر يفتح شهية العمالة لممارسة مهنة «الجزارة»
عيد السعودية.. الجزار بالحجز وأفنية المنازل تتحول إلى «مسالخ»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة