تصاعدت حدة الانتقادات بعد دخول الولايات المتحدة الأميركية والمعارضة الإسرائيلية على الخط لوصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رغبة الفلسطينيين بإنشاء دولة تخلو من اليهود، بـ«التطهير العرقي».
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية إليزابيث ترودو، في لقاء مع الصحافيين في واشنطن، إن تصريحات نتنياهو «غير ملائمة وغير مفيدة».
وأضافت ترودو موضحة «نختلف بشدة مع وصف هؤلاء الذين يعارضون النشاط الاستيطاني، أو يعتبرونه عقبة أمام السلام، بأنهم يدعون بشكل ما إلى تطهير عرقي لليهود من الضفة الغربية. نعتقد أن استخدام مثل هذه المصطلحات أمر غير ملائم وغير مفيد».
وأشارت ترودو إلى أن الولايات المتحدة تشعر بأن سياسة الاستيطان تثير «أسئلة حقيقية بشأن نوايا إسرائيل في الضفة الغربية على المدى البعيد».
وكان نتنياهو قال في رسالة بالفيديو أول من أمس، في إشارة إلى إزالة المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، إن «القيادة الفلسطينية تطالب بشكل فعلي بدولة فلسطينية بشرط مسبق واحد، وهو عدم وجود يهود. هناك عبارة تصف ذلك.. إنه يسمى تطهيرا عرقيا. وهذا الطلب شائن».
وجاء حديث نتنياهو ردا على انتقادات أميركية وفلسطينية لخطط جديدة ببناء 284 وحدة سكنية جديدة في مستوطنات الضفة الغربية، وقالت الولايات المتحدة إن هذه السياسات قد توسع المستوطنات «بطريقة قد تكون غير محدودة».
وأوضح مسؤولون أميركيون أن انتقاد وزارة الخارجية الأميركية يعد الأول من نوعه، الذي تتحدث فيه واشنطن علانية عن أن إسرائيل ربما تتحرك نحو توسع غير محدود في المستوطنات على الأراضي التي يسعى الفلسطينيون لإقامة دولتهم عليها. وقال مسؤولون أميركيون طلبوا عدم ذكر أسمائهم إنها أحدث لغة كانت قوية بشكل غير معتاد، ولكنها تعكس تغيرا في اللهجة أكثر من كونها تغيرا كبيرا في السياسة الأميركية.
وجاءت الانتقادات للاستيطان في وقت طلب فيه الفلسطينيون أن تلتزم إسرائيل بوقف أي نشاط استيطاني قبل أي استئناف لعملية السلام.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد أعلن أن الدولة الفلسطينية، التي ستقام مستقبلا، لن تسمح لمستوطن إسرائيلي واحد بأن يعيش داخل حدودها.
وتعتبر معظم الدول المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية غير شرعية، وتمثل عقبة أمام السلام. بينما ترفض إسرائيل ذلك وتقول إن اليهود يعيشون في هذه الأراضي منذ آلاف السنين.
وإضافة إلى الانتقادات الأميركية، انتقدت المعارضة الإسرائيلية أمس بشدة تصريحات نتنياهو، وقالت: إنه يمس بفكرة الإبقاء على الكتل الاستيطانية الكبيرة، مقابل تفكيك الأخرى ضمن أي اتفاق سلام مستقبلي.
وفي هذا السياق، قال رئيس المعارضة يتسحاق هرتسوغ في ندوة ثقافية في تل أبيب «إن أقوال نتنياهو تمحو وتمس مفهوم الكتل الاستيطانية الكبيرة، (أي الإبقاء عليها) باعتباره الطريق الوحيد لدفع رؤيا الدولتين إلى الأمام».
ومن جهتها قالت النائبة تسيبي ليفني «إن رغبة نتنياهو بالحفاظ على جميع المستوطنات يمس بالكتل الاستيطانية والأمن، ويجرنا إلى دولة واحدة غير يهودية وعنيفة»، معتبرة أنه في أعقاب أقوال نتنياهو ستعد الولايات المتحدة أن جميع المستوطنات، ولا سيما الكتل الاستيطانية، عقبة.
نتنياهو يصف طلب خلو فلسطين من المستوطنين بالتطهير العرقي
أميركا تنتقد الخطوة .. والمعارضة الإسرائيلية: يهدد الكتل الكبيرة
نتنياهو يصف طلب خلو فلسطين من المستوطنين بالتطهير العرقي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة