أسير فلسطيني يدخل في غيبوبة بعد إضرابه عن الطعام

شبان يضربون في بيت لحم تضامنًا مع 3 أسرى من مدينتهم

أسير فلسطيني يدخل في غيبوبة بعد إضرابه عن الطعام
TT

أسير فلسطيني يدخل في غيبوبة بعد إضرابه عن الطعام

أسير فلسطيني يدخل في غيبوبة بعد إضرابه عن الطعام

دخل أسير فلسطيني معتقل في إسرائيل ومضرب عن الطعام منذ 58 يوما، في حالة غيبوبة مفاجئة، في تهديد حقيقي لحياته، استدعى إصدار تصريح مستعجل لوالدته كي تبقى إلى جانبه.
وقال «نادي الأسير الفلسطيني» إن مالك القاضي، البالغ من العمر 25 عاما، دخل في حالة غيبوبة في مستشفى إسرائيلي بسبب إضرابه عن الطعام، مطالبا بإلغاء الاعتقال الإداري بحقه.
وقرر القاضي قبل أيام قليلة فقط مواصلة إضرابه، على الرغم من صدور قرار قضائي إسرائيلي بتجميد أمر الاعتقال الإداري، خشية أن يتجدد بحقه، وأعلن أنه لن يتوقف عن الإضراب إلا بعد الإفراج عنه.
والقاضي ليس الوحيد الذي يخوض إضرابا في السجون الإسرائيلية، بل سبقه إلى ذلك الشقيقان محمد ومحمود البلبول، اللذان يضربان منذ نحو 70 يوما للسبب نفسه.
والقاضي طالب صحافة وإعلام في جامعة القدس، تم اعتقاله إداريا في شهر يوليو (تموز) الماضي بعد مرور 47 يوما فقط على الإفراج عنه.
والاعتقال الإداري قانون معمول به منذ أيام الانتداب البريطاني، ويتيح اعتقال أي شخص دون إبداء الأسباب، وسجنه لفترات محددة دون محاكمة بحجة «بند سري»، وتمديد هذه الفترات بشكل غير محدود.
وتضامنا مع الأسرى المضربين، أعلنت مجموعة من الشبان من داخل باحة الصليب الأحمر الدولي في بيت لحم، الإضراب عن الطعام تضامنا مع زملائهم في السجون.
وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين إنه جرى نقل الأسيرين محمد بلبول ومالك القاضي، المضربين عن الطعام، احتجاجا على استمرار اعتقالهما الإداري، إلى مستشفى «آساف هيروفيه»، بعد تراجع أوضاعهما الصحية بشكل كبير.
وأوضحت الهيئة في بيان لها أنه بنقل محمد ومالك إلى مستشفى «آساف هيروفيه»، يصبح كل الأسرى المضربين حاليا يرقدون في المكان ذاته، وأن وضعهم الصحي جميعا متشابه من حيث الخطورة والصعوبة، كونهم يتعرضون للسياسة ذاتها من التجاهل المتعمد، إضافة إلى السياسة العنصرية والانتقامية التي فرضت عليهم، وإخضاعهم لسلسلة من العقوبات منذ اليوم الأول للإضراب.
يذكر أن الأسرى الذين يواصلون إضرابهم، ويقبعون في مستشفى «آساف هيروفيه» هم محمود بلبول المضرب عن الطعام منذ 1 يوليو الماضي، وشقيقه محمد المضرب عن الطعام منذ 4 يوليو الماضي، وعياد الهريمي المضرب عن الطعام منذ 11 من يوليو الماضي، ومالك القاضي المضرب عن الطعام منذ التاريخ نفسه.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.