عيد تعز.. صمود في الجبهات وحفاظ على المكاسب الأخيرة

تحرير 3 مواقع جديدة في لحج.. وإصابة جنديين بعدن

رئيس هيئة الأركان العامة اليمني اللواء الركن محمد علي المقدشي متفقدا الوحدات العسكرية المرابطة في منطقة صرواح غرب محافظة مأرب أمس (سبأ)
رئيس هيئة الأركان العامة اليمني اللواء الركن محمد علي المقدشي متفقدا الوحدات العسكرية المرابطة في منطقة صرواح غرب محافظة مأرب أمس (سبأ)
TT

عيد تعز.. صمود في الجبهات وحفاظ على المكاسب الأخيرة

رئيس هيئة الأركان العامة اليمني اللواء الركن محمد علي المقدشي متفقدا الوحدات العسكرية المرابطة في منطقة صرواح غرب محافظة مأرب أمس (سبأ)
رئيس هيئة الأركان العامة اليمني اللواء الركن محمد علي المقدشي متفقدا الوحدات العسكرية المرابطة في منطقة صرواح غرب محافظة مأرب أمس (سبأ)

مع عيد الأضحى المبارك الذي لا يفصل المسلمين عن بلوغه سوى يوم واحد، احتدمت المواجهات بين الجيش اليمني والمقاومة في تعز، ضد ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية. وتركزت في الجبهة الغربية، في محاولة من الميليشيات الانقلابية لاستعادة ما تم دحرهم منها.
ويرافق المواجهات في مختلف جبهات القتال، قصف ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح من مواقع تمركزها على الأحياء السكنية بمدينة تعز وقرى وأرياف المحافظة، وتركز القصف من جبل الوعش، في منطقة الستين شمال المدينة، بمضاد الطيران «23» باتجاه الأحياء السكنية ومواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في منطقة الزنوج، إضافة إلى القصف من مواقع تمركزها في تبة السلال لمواقع المقاومة والجيش في مناطق حسنات، شرق المدينة، التي شهدت اشتباكات على أثر ذلك.
مصادر ميدانية قالت لـ«الشرق الأوسط» إنه جر «تبادل للقصف المدفعي بين الميليشيات الانقلابية في تبة الدبعي والاشبوط والكعاوش، والجيش الوطني والمقاومة الشعبية في التبة الخضراء وراس النقيل وهيجة العبد، جنوب المدينة، وسمع دوي الانفجارات التي هزت المنطقة».
وأضافت أن «الميلشيات الانقلابية تواصل قصفها على قرى الاعبوس والصلو، جنوبا، وكذلك أحياء مدينة تعز، وذلك في الوقت الذي تتسع فيه دائرة المواجهات واستعادة المقاومة والجيش عدة مواقع كانت خاضعة لسيطرة الميليشيات».
في المقابل، غادرت الدفعة الأولى من جرحى المقاومة الشعبية في محافظة تعز، مدينة عدن متجهة إلى السودان لتلقي العلاج على نفقة «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، بعدما كانوا قد غادروا مدينة تعز، حيث كان في مقدمة مودعيهم في المطار محافظ تعز على المعمري، ومستشار وزير الدفاع اللواء يوسف الشراجي، والمنسق العام للجنة العليا للإغاثة باليمن جمال بلفقيه، ومنسق شؤون الجرحى ومندوب «مركز الملك سلمان للإغاثة» رمزي بجنف.
وقال المحافظ المعمري، في تصريح صحافي، إن «(مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية) تكفل بمعالجة الفوج الأول من جرحى المقاومة بالخارج، وتحمل نفقات العلاج والسفر لنحو 39 جريحا و16 مرافقا لهم، وهناك مجموعة أخرى مكونة من 30 جريحا سيتم تسفيرهم الأسبوع المقبل، بالإضافة إلى تكفل دولة الكويت الشقيقة بمعالجة 50 جريحا في الخارج.. فضلا عن تحمل أحد فاعلي الخير نفقات سفر وعلاج 14 جريحا آخرين». وثمن المعمري دور دول التحالف العربي وما تقدمه من دعم لمعالجة الجرحى.
وفي محافظة الحديدة الساحلية، غرب اليمن، أعلنت المقاومة الشعبية في إقليم تهامة، استمرارها في استهداف مواقع وتجمعات الميليشيات الانقلابية في الإقليم، وقامت أمس بثلاث هجمات، وقالت إنها استهدفت نقطة تفتيش للميليشيات في خط مديرية الخوخة بالحديدة، بأسلحة الكلاشنيكوف، وسقط على أثره قتلى وجرحى من الميليشيات، ونقطة تفتيش في شارع الخمسين بمدينة الحديدة، بالكلاشنيكوف، وقتل على أثره اثنان من الميليشيات وجرح آخرون.
وفي محافظة لحج جنوبي البلاد، تمكنت قوات الجيش اليمني من تحرير ثلاثة مواقع بعد مواجهات مع الميليشيات الانقلابية أمس.
وقال المركز الإعلامي للقوات المسلحة إن قوات الجيش الوطني مسنودة بمقاتلي المقاومة الشعبية حررت مواقع جبل الأشقب والقمعة الحمراء والمراقب في محافظة لحج، مضيفا أن الميليشيات لاذت بالفرار، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
إلى ذلك، تفقد رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن محمد علي المقدشي، الوحدات العسكرية المرابطة في منطقة صرواح غرب محافظة مأرب أمس، حيث اطلع رئيس الأركان على سير العملية العسكرية الجارية في صرواح واستمع من القيادات العسكرية إلى تقرير عن الانتصارات التي تحققها قوات الجيش مسنودة بالمقاومة الشعبية وقوات التحالف العربي.
وفي عدن، أصيب جنديان في التفجير الذي استهدف سيارة تابعة لشرطة مديرية التواهي بمحافظة عدن، ووفقا لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)، أوضح مدير مركز شرطة التواهي العقيد نبيل عامر أنه تم نقل المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج.. مؤكدا أنه لم يقتل أي شخص خلال التفجير الذي قال إنه يحمل طابعا جنائيا، وأن أجهزة الأمن باشرت عملية التحري لمعرفة مرتكب الحادثة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».