إشارات «الفيدرالي الأميركي» تدفع الأسواق إلى أسوأ أسبوع في 2016

مذكرة مهمة: مخزون دوافع النمو والرخاء العالمي على مدى ثلاثة عقود «يتلاشى»

إشارات «الفيدرالي الأميركي» تدفع الأسواق إلى أسوأ أسبوع في 2016
TT

إشارات «الفيدرالي الأميركي» تدفع الأسواق إلى أسوأ أسبوع في 2016

إشارات «الفيدرالي الأميركي» تدفع الأسواق إلى أسوأ أسبوع في 2016

بعد شهرين من الإثارة والحديث المتضارب عن توقعات رفع الفائدة الأميركية أو بقائها على مستواها الحالي، وهو الأمر الذي دفع مؤشر داو جونز الصناعي للتحرك متذبذبا بنحو 50 نقطة خلال تلك الفترة، استيقظ مستثمرو السوق على إشارات من مجلس الاحتياطي الفيدرالي (المركزي الأميركي) بالعزوف عن الاستمرار في سياسة التحفيز؛ الأمر الذي دفع السوق إلى أسوأ أسبوع منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، وكان تحذير رئيس «الاحتياطي الاتحادي» في ولاية بوسطن الأميركية، إريك روزنغرين، هو الأكثر تأثيرا، عندما أوضح أنه ضد انتظار طويل لرفع أسعار الفائدة، قائلا إنه «ستكون هناك مخاطر مصاحبة لعدم رفع أسعار الفائدة قريبا».
وقلبت تصريحات مسؤولي «الفيدرالي الأميركي» الهدوء الذي غلف الأسواق لأكثر من شهرين مع بدء البنوك المركزية التشكيك في فوائد مزيد من التيسير النقدي، لتهوي الأسواق العالمية وأصول الأسواق الناشئة بما لا يقل عن 2 في المائة في أكبر انخفاض منذ التصويت البريطاني للانسحاب من الاتحاد الأوروبي، وقفز العائد على سندات الخزانة الأميركية ذو العشر سنوات إلى أعلى مستوى منذ يونيو (حزيران)، كما ارتفعت السندات العشرية الألمانية فوق المعدل الصفري للمرة الأولى منذ يوليو (تموز) الماضي.
وأغلقت الأسهم الأميركية على انخفاض حاد أول من أمس (الجمعة) وسط مخاوف من رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الفائدة هذا الشهر في أعقاب تصريحات أدلى بها مسؤولو «المركزي الأميركي».
وشهدت الأسواق الأميركية في جلسة الجمعة تقلبا أكثر من أي وقت مضي هذا العام، ويؤكد الخبراء على ضرورة إلقاء نظرة جيدة للمحافظ الاستثمارية وإعادة مواقفها بناء على وضع السوق الحالي.
وأغلق مؤشر داو جونز الصناعي منخفضا بنحو 400 نقطة، ليسجل أكبر هبوط له في يوم واحد منذ 24 يونيو الماضي، وليغلق على أسوأ أداء أسبوعي منذ يناير الماضي.
وانخفض مؤشر ستاندر آند بورز بنحو 2.45 في المائة، مدفوعا بانخفاض شركات الاتصالات والمرافق العامة بأكثر من 3 في المائة، ليسجل أسوأ مستوى في يوم واحد أيضا منذ الرابع والعشرين من يونيو الماضي، وكسر المؤشر نقاط الدعم خلال اليوم؛ مما يزيد من خطر الهبوط، مما دفع الخبراء إلى تحذير المستثمرين بزيادة الحرص خلال جلسات الأسبوع المقبل.
وانخفض مؤشر ناسداك نحو 135 نقطة، أي يما يوازي 2.54 في المائة، مدفوعا بانخفاضات كبيرة في شركات التكنولوجيا، فتراجع سهم آبل بنحو 2.26 في المائة، ليشهد ناسداك أسوأ مستوى منذ يونيو.
وقال رئيس بنك بوسطن الفيدرالي، إريك روزنغرين: إن أسعار الفائدة المنخفضة تزيد من فرص الضرر على الاقتصاد الأميركي، وأضاف أن «تشديد السياسة النقدية تدريجيا سيحافظ على معدل التشغيل الكامل».
وفي مفارقة، فإن روزنغرين يحتسب من فريق «الحمائم» في مجلس الاحتياطي، إلا أنه أبدى رغبته في تشديد السياسة النقدية قبل أسبوعين، على الرغم من بيانات التوظيف الضعيفة الجمعة الماضية، لينتقل بقوة إلى حزب الصقور بتكرار التصريح وإرسال احتمالات برفع الفائدة قبل نهاية العام بنحو 60 في المائة، وفقا لاستطلاع أجرته «بلومبيرغ».
على العكس، قال دانيال تارولو، عضو مجلس المحافظين في مقابلة لقناة «سي إن بي سي» الإخبارية، إنه يريد أن يرى مزيدا من الأدلة حول معدلات التضخم قبل رفع أسعار الفائدة، ويعد تارولو أحد المصوتين على قرارات لجنة السياسات لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.
وواصلت العقود الآجلة للأسهم الأميركية خسائرها بعد خطاب روزنغرين، حيث تراجع عقد داو جونز بما يزيد على 100 نقطة، كما تراجعت عقود ستاندر آند بورز وناسداك الآجلة بنحو 11 و28 نقطة على التوالي.
وسجلت الأسهم الأوروبية هبوطا حادا، حيث تراجعت بشكل مفاجئ في تعاملات بعد ظهر الجمعة الماضي، بعد موجة بيع في بورصة وول ستريت في رد فعل من المستثمرين على تلميحات تصب في اتجاه رفع أسعار الفائدة الأميركية من مسؤولين في مجلس الاحتياطي الاتحادي. وانخفض مؤشر ستوكس 600 لأسهم الشركات الأوروبية 1.1 في المائة، مسجلا أكبر هبوط يومي منذ بداية أغسطس (آب) الماضي، ويضاف الهبوط إلى التراجع الذي جرى تسجيله في الجلسة السابقة بعدما عبر بعض المستثمرين عن خيبة أملهم من حقيقة أن البنك المركزي الأوروبي لم يناقش تمديدا للجدول الزمني الخاص ببرنامج التحفيز الاقتصادي خلال اجتماع لجنة السياسات النقدية يوم الخميس الماضي.
وأغلق مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية منخفضا 1.08 في المائة، في حين هبط مؤشر فايننشيال تايمز 100 البريطاني 1.19 في المائة وكاك 40 الفرنسي 1.12 في المائة وداكس الألماني 0.95 في المائة، كما انخفض مؤشر MSCI للأسواق الناشئة للمرة الأولى منذ سنة أيام، بنحو 2.2 في المائة.
وقال البنك في مذكرة الجمعة الماضي، إن التضخم وعوائد السندات سيرتفعان على مدار العقود الثلاثة المقبلة على عكس السنوات الخمس والثلاثين الماضية، واستند متعاملون في السندات أول من أمس (الجمعة) إلى التقرير بصفته سببا لموجة مبيعات في أسواق أدوات الدخل الثابت أدت إلى ارتفاع عوائد السندات إلى مستويات لم تشهدها منذ أشهر، كما تراجعت أسواق الأسهم حول العالم.
وجادلت الدراسة السنوية المفصلة، التي أصدرها واحد من أكبر البنوك في العالم بأن جميع الظروف الأساسية التي أدت إلى زيادة النمو العالمي والرخاء الذي تحقق في العقود الثلاثة الماضية تتلاشى.
وأفادت المذكرة «نحن على وشك أن نرى إعادة تشكيل للنظام العالمي الذي أملى محددات الاقتصاد والسياسة وأسعار الأصول منذ عام 1980 إلى يومنا الحاضر»، مضيفا أنه «نظرا لأن هذه الدورة الحالية استغرقت نحو 35 سنة، فمن المحتمل أن الدورة المقبلة ستستغرق أيضا عقودا كثيرة. واستقراء السنوات الخمس والثلاثين الماضية قد يكون الخطأ الأخطر الذي يرتكبه المستثمرون والساسة ومحافظو البنوك المركزية». وقفز عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات، وهو فعليا سعر القياس العالمي للفائدة، إلى 1.67 في المائة، وهو أعلى مستوى له منذ أن صوتت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي في الثالث والعشرين من يونيو.
في حين ارتفع الدولار لليوم الثالث على التوالي الجمعة الماضية، بينما انخفضت عملات الأسواق الناشئة من جنوب أفريقيا إلى البرازيل وصولا إلى المكسيك؛ الأمر الذي عزز اتجاه التجار إلى المراهنة على زيادة أسعار الفائدة، وارتفع الدولار بنحو 0.3 في المائة أمام اليورو، وبالنسبة نفسها بنحو 0.2 في المائة أمام الجنيه الإسترليني والين الياباني.



تقرير التضخم الأميركي يضغط على معنويات السوق اليابانية

أشخاص يسيرون أمام لوحة إلكترونية تعرض متوسط مؤشر «نيكي» في إحدى شركات الوساطة في طوكيو (أ.ب)
أشخاص يسيرون أمام لوحة إلكترونية تعرض متوسط مؤشر «نيكي» في إحدى شركات الوساطة في طوكيو (أ.ب)
TT

تقرير التضخم الأميركي يضغط على معنويات السوق اليابانية

أشخاص يسيرون أمام لوحة إلكترونية تعرض متوسط مؤشر «نيكي» في إحدى شركات الوساطة في طوكيو (أ.ب)
أشخاص يسيرون أمام لوحة إلكترونية تعرض متوسط مؤشر «نيكي» في إحدى شركات الوساطة في طوكيو (أ.ب)

محا مؤشر «نيكي» الياباني خسائره ليغلق مرتفعاً قليلاً يوم الأربعاء، مع عودة المستثمرين إلى شراء الأسهم الرخيصة، في حين أثر تقرير التضخم الرئيس في الولايات المتحدة على المعنويات؛ إذ من المرجح أن يؤثر في مسار أسعار الفائدة في مجلس «الاحتياطي الفيدرالي».

وأغلق مؤشر «نيكي» مرتفعاً بنسبة 0.01 في المائة، ليصل إلى 39372.23 نقطة، بعد أن هبط بنسبة 0.65 في المائة في وقت سابق من الجلسة. كما ارتفع مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً بنسبة 0.29 إلى 2749.31 نقطة، وفقاً لوكالة «رويترز».

وقال محلل السوق في مختبر «توكاي طوكيو» للاستخبارات، شوتارو ياسودا: «لم تكن هناك إشارات كبيرة تحرّك السوق اليوم، لكن المستثمرين عادوا لشراء الأسهم عندما انخفضت إلى مستويات معقولة». وأضاف: «لكن المكاسب كانت محدودة بسبب الحذر المرتبط بنتيجة تقرير أسعار المستهلك في الولايات المتحدة».

وقد افتتحت الأسهم اليابانية منخفضة، متأثرة بتراجع مؤشرات «وول ستريت» الرئيسة يوم الثلاثاء، قبل صدور بيانات التضخم لشهر نوفمبر (تشرين الثاني)، وهي واحدة من آخر التقارير الرئيسة قبل اجتماع مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» المقرر يومي 17 و18 ديسمبر (كانون الأول).

كما ينتظر المستثمرون قرار «بنك اليابان» بشأن السياسة النقدية، والمقرر صدوره في التاسع عشر من ديسمبر. وأشار محافظ «بنك اليابان»، كازو أويدا، إلى استعداد البنك لرفع أسعار الفائدة مرة أخرى في المستقبل القريب إذا أصبح أكثر اقتناعاً بأن التضخم سيظل عند مستوى 2 في المائة، مدعوماً بالاستهلاك القوي ونمو الأجور. وحقّق سهم شركة «فاست ريتيلنغ»، مالكة العلامة التجارية «يونيكلو»، ارتفاعاً بنسبة 0.37 في المائة؛ ليصبح أكبر داعم لمؤشر «نيكي».

في المقابل، هبطت أسهم الشركات الكبرى في قطاع الرقائق؛ حيث خسرت شركتا «أدفانتست» و«طوكيو إلكترون» بنسبة 0.51 في المائة و0.49 في المائة على التوالي. وتعرّض سهم شركة «ديسكو»، مورد أجهزة تصنيع الرقائق، لهبوط حاد بنسبة 3.65 في المائة؛ ليصبح أكبر الخاسرين بالنسبة المئوية على مؤشر «نيكي».

في المقابل، قفز سهم شركة «كاواساكي» للصناعات الثقيلة بنسبة 10.28 في المائة، ليصبح أكبر رابح بالنسبة المئوية على المؤشر، في حين ارتفع سهم شركة «آي إتش آي» بنسبة 6.25 في المائة. وسجل سهم شركة «توب كون» ارتفاعاً مذهلاً بنسبة 23 في المائة، ليصل إلى الحد الأقصى اليومي، بعد إعلان الشركة أنها تدرس التحول إلى القطاع الخاص بين تدابير أخرى لرفع قيمتها، في أعقاب تقارير تفيد بأن شركات الاستثمار الخاص تقدمت بعروض لشراء الشركة.

وفي سوق السندات، ارتفع العائد على سندات الحكومة اليابانية لأجل 10 سنوات يوم الأربعاء، متتبعاً نظيراتها من سندات الخزانة الأميركية. وقد ارتفع العائد على سندات الحكومة اليابانية لأجل 10 سنوات بمقدار 0.5 نقطة أساس، ليصل إلى 1.065 في المائة، في حين ارتفع العائد على سندات السنوات الخمس بمقدار 0.5 نقطة أساس أيضاً، ليصل إلى 0.73 في المائة.

وفي الوقت نفسه، يستعد المستثمرون للتحول السلس للعقود الآجلة من تلك المستحقة في ديسمبر إلى تلك المستحقة في مارس (آذار)، التي ترتبط بسندات الحكومة اليابانية لأجل 10 سنوات رقم «366» التي كان «بنك اليابان» يمتلكها بكثافة.

وقال كبير الاستراتيجيين في شركة «سوميتومو ميتسوي تراست» لإدارة الأصول، كاتسوتوشي إينادومي: «يشير التحول السلس للعقود الآجلة إلى إزالة المخاوف بشأن نقص السندات اللازمة لتسوية العقود».

وقد تجاوز حجم التداول وعدد الاهتمامات المفتوحة لعقود مارس تلك الخاصة بعقود ديسمبر قبل تاريخ التجديد الرسمي المقرر يوم الجمعة. وكانت الأسواق قلقة بشأن النقص المحتمل في السندات اللازمة لتسوية العقود الآجلة المقبلة.

ويحتاج المستثمرون إلى سندات الحكومة اليابانية رقم «366» لإغلاق العقود الآجلة المستحقة في مارس. ولكن هذه السندات كانت مملوكة بنسبة تزيد على 90 في المائة من قبل «بنك اليابان» نتيجة لشرائه العدواني للسندات، في إطار دفاعه عن سياسة أسعار الفائدة المنخفضة للغاية. وقد انخفضت ملكية «بنك اليابان» للسندات إلى 89 في المائة الأسبوع الماضي بعد أن سمح البنك المركزي للاعبين في السوق بالاحتفاظ بنحو 200 مليار ين (1.32 مليار دولار) من السندات التي أقرضها لهم من خلال مرفق إقراض الأوراق المالية.

كما باعت وزارة المالية 350 مليار ين من سندات رقم «366» في مزادات تعزيز السيولة في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر. وأشار الاستراتيجيون إلى أن السوق أمّنت ما يقرب من تريليون ين من السندات اللازمة لتسوية عقود مارس نتيجة لهذه العمليات.