حجاج إيرانيون: زيف نظام طهران انكشف.. وصلنا بسهولة من أوروبا

قالوا إن السعودية «سد منيع» في وجه الأطماع الفارسية

الحاج حسن رضائي في صورة مرتديًا الزي السعودي («الشرق الأوسط»)
الحاج حسن رضائي في صورة مرتديًا الزي السعودي («الشرق الأوسط»)
TT

حجاج إيرانيون: زيف نظام طهران انكشف.. وصلنا بسهولة من أوروبا

الحاج حسن رضائي في صورة مرتديًا الزي السعودي («الشرق الأوسط»)
الحاج حسن رضائي في صورة مرتديًا الزي السعودي («الشرق الأوسط»)

واصلت بعثة الحج الإيرانية، التي تمكنت من الوصول إلى المشاعر المقدسة في مكة المكرمة من خارج إيران، تقديم دلائل دامغة تكشف أمام ضيوف الرحمن الذين جاءوا للحج من كل فج عميق زيف ادعاءات نظام طهران الذي منع مواطنيه من أداء فريضة الحج هذا العام.
وأظهرت المعطيات التي تم تداولها في حج العام الحالي أن الشعب الإيراني داخل إيران وخارجها غير مقتنع بالمبررات الزائفة التي حاولت طهران تسويقها.
وأكد حسن راضي، وهو إعلامي وسياسي تعود أصوله إلى الأحواز لـ«الشرق الأوسط»، أن ردة فعل الحجاج بعد قرار طهران منع حج المواطنين هذا العام لم تنسجم مع أهواء النظام الذي لا يفكر بالحج ولا بمصلحة المواطن، فضلا عن أنه لا يقيم للشعائر الدينية وزنا، على عكس ما يدعيه عبر آلته الإعلامية.
وقال إن الحجاج الإيرانيين الذين التقى بهم في موسم حج العام الحالي، يعون جيدا أن نظام طهران هو المتسبب في حرمان الشعب من الحج بسبب الشروط التعجيزية التي وضعتها إيران التي لم تقبل إقرار الاتفاقيات التي أقرتها جميع الدول الإسلامية باستثناء إيران، بهدف رمي القضية في المرمى السعودي، وإيجاد مبرر للوم الرياض، ضمن مساع دنيئة تستهدف في نهاية الأمر التأثير على السعودية التي تخدم الحرمين الشريفين ملكا وحكومة وشعبا.
وأضاف أن الشعب الإيراني منقسم إلى قسمين، الأول وهو السواد الأعظم يعرف أساسا ألاعيب النظام الإيراني، وبالتالي غاضب جدا من حرمان تسبب النظام في منعه من أداء فريضة الحج بسبب الشروط التعجيزية التي رفضت السعودية الإذعان لها، لكنه مهما حدث، مغلوب على أمره ولا يستطيع اتخاذ أي خطوة خوفا من الأحكام الجائرة التي تصل إلى الإعدام، ولا تقل عن السجن المؤبد.
وبين أن القسم الثاني، هو القسم المخدوع بالنظام الإيراني الذي لا يزال يصدق ما يردده عليه الإعلام التابع للنظام: «ولكن مهما حدث سيصل في نهاية الأمر إلى القناعة بأن الحقيقة هي أن (السعودية ترحب بكل ضيوف الرحمن)، في حين إيران هي المتورطة في تعطيل فريضة الحج».
وشدد حسن راضي، الذي كان يعمل معلما للأدب الفارسي في الأحواز، قبل أن يفر إلى الخارج ليستقر في لندن، على أن «من رأى ليس كمن سمع، فالمواطن الإيراني الذي تمكن من الوصول إلى مكة المكرمة وجد الترحيب والتسهيلات اللازمة، بل وجد كل ما يخالف ما تردده الآلة الإعلامية المأجورة التي تحاول الإساءة للسعودية وتجميل صورة الملالي».
وركز على أن ما وجده فور هبوط الطائرة في مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة، التي تعتبر بوابة الوصول إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، يكشف بجلاء عن أن الدولة التي يحمل ملكها لقب خادم الحرمين الشريفين، لا يمكن أن تكون دولة شعارات فقط، فالواقع الماثل يؤكد أن الملك والحكومة والشعب يعملون على خدمة الحرمين قولا وعملا، وليس ادعاء كما يفعل غيرهم.
وذهب راضي إلى أن التصريحات الصادرة من علي خامنئي، المرشد الأعلى لنظام طهران، تستهدف تجييش أكبر قدر من الأبواق المخدوعة للنيل من السعودية، وذلك نتيجة قناعة نظام الملالي أن السعودية هي السد المنيع الذي يقف في وجه الأطماع الفارسية.
وأوضح أن عمليات «عاصفة الحزم» التي أطلقها الملك سلمان بن عبد العزيز في مارس (آذار) من العام الماضي، أصابت النظام الإيراني في مقتل، مشددا على أن هذه العمليات ضربت كثيرا من مخططات التوسع الإيراني على حساب الدول العربية، وهو ما جعل طهران تخرج عن طورها لتتصرف بحماقات متتالية، من بينها الحادثة الشهيرة مطلع العام الحالي التي أدت إلى قطع العلاقات بين الرياض وطهران، وهو ما ستدفع ثمنه إيران طويلا.
وبين أن تصريحات خامنئي وغيره من رموز النظام الإيراني «عدائية وتمثل إعلان حرب ضد السعودية، ومحاولة يائسة للتخريب على الحجيج الذين حملت التصريحات رسائل لهم يمكن وصفها بأنها حرب نفسية لتخويف ضيوف الرحمن عبر ترديد عبارات منها أن موسم الحج لن يمر بهدوء وسلام».
وركز على أن الشعارات والادعاءات الإعلامية السوداء تستهدف التهييج السلبي لمشاعر المسلمين، وتكوين رأي عام ضد السعودية، لكن الحقيقة تقول دائما إنه لا يصح إلا الصحيح في نهاية الأمر، ولا بد أن يعي الجميع في نهاية الأمر أن موسم الحج قائم.
وذكر حسن راضي أنه تعرض للاعتقال عامين ذاق فيهما صنوفا بشعة من التعذيب الجسدي واللفظي والنفسي، إلى أن صدر بحقه حكم بالإبعاد عن المنطقة التي ينتمي إليها، وهو ما أتاح له فرصة الهروب ليستقر به الحال في لندن.
وقال إن الحكم الصادر بحقه منقسم إلى قسمين، الأول هو السجن عامين، ثم الإبعاد خمسة أعوام، وذلك نتيجة اتهامه بأنه معارض للثورة الإيرانية، وذلك في عام 1990، موضحا أنه تمكن من مغادرة الأحواز قبل نحو 18 عاما، بحثا عن العيش بأمان بعيدا عن التهديدات المستمرة لحياته وحياة أفراد أسرته.
إلى ذلك، أكد جمال بوركريم، عضو الحزب الديمقراطي التركستاني في إيران، أن «نظام الملالي لا يمكن إصلاحه طالما يسوق نفسه على أنه مندوب عن الله على الأرض، وهو ما أدى إلى ارتفاع الأصوات المطالبة بإسقاط النظام الديكتاتوري في طهران».
وشدد بوركريم، الموجود حاليا في مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، على أن غالبية الشباب في إيران يعارض سياسات النظام الحاكم بوتيرة متصاعدة، وهو ما يرجح إحداث تغيير كبير في تاريخ الحكم الإيراني، على اعتبار أن الزيف لا يمكن له أن يستمر إلى الأبد، في إشارة منه إلى أن عباءة التدين التي يغلف بها النظام أطماعه السياسية ستنكشف أمام الشعب قبل غيره.
وتطرق بوركريم إلى ما هو أبعد من ذلك، عندما قال إنه لا صحة لوجود شيء اسمه الشعب الإيراني، «فالواقع يقول إن هناك كثيرا من الشعوب الواقعة تحت الاحتلال الفارسي»، مشددا على أن الفرس يمثلون أقلية في إيران التي تتكون من نسيج اجتماعي عريض يشمل العرب، والتركمان، والبلوش، والأتراك، والفرس، فضلا عن أقليات أخرى.
وبين أن الغالبية من مختلف الشعوب المضطهدة تحت حكم ملالي طهران يرفضون وصفهم بـ«الشعب الإيراني»، مشددا على أن هذه التسمية بهذا الوصف تخالف الواقع، فالدولة الإيرانية تتكون من عدة شعوب، وليس شعبا واحدا رغم أنف ادعاءت النظام.



تصريحات ميتسوتاكيس تُعيد إشعال التوتر بين أثينا وأنقرة بعد أشهر من الهدوء

إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
TT

تصريحات ميتسوتاكيس تُعيد إشعال التوتر بين أثينا وأنقرة بعد أشهر من الهدوء

إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)

أشعل رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس توتراً جديداً مع تركيا، بعد أشهر من الهدوء تخللتها اجتماعات وزيارات متبادلة على مستويات رفيعة للبناء على الأجندة الإيجابية للحوار بين البلدين الجارين.

وأطلق ميتسوتاكيس، بشكل مفاجئ، تهديداً بالتدخل العسكري ضد تركيا في ظل عدم وجود إمكانية للتوصل إلى حل بشأن قضايا المنطقة الاقتصادية الخالصة والجرف القاري.

تلويح بالحرب

نقلت وسائل إعلام تركية، السبت، عن ميتسوتاكيس قوله، خلال مؤتمر حول السياسة الخارجية عُقد في أثينا، إن «الجيش يمكن أن يتدخل مرة أخرى إذا لزم الأمر». وأضاف: «إذا لزم الأمر، فسيقوم جيشنا بتنشيط المنطقة الاقتصادية الخالصة. لقد شهدت أوقاتاً تدخّل فيها جيشنا في الماضي، وسنفعل ذلك مرة أخرى إذا لزم الأمر، لكنني آمل ألا يكون ذلك ضرورياً».

رئيس الوزراء اليوناني ميتسوتاكيس (رويترز - أرشيفية)

ولفت رئيس الوزراء اليوناني إلى أنه يدرك أن وجهات نظر تركيا بشأن «الوطن الأزرق» (سيطرة تركيا على البحار التي تطل عليها) لم تتغير، وأن اليونان تحافظ على موقفها في هذه العملية. وقال ميتسوتاكيس: «في السنوات الأخيرة، زادت تركيا من نفوذها في شرق البحر المتوسط. قضية الخلاف الوحيدة بالنسبة لنا هي الجرف القاري في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط. إنها مسألة تعيين حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة، وعلينا أن نحمي جرفنا القاري».

من ناحية أخرى، قال ميتسوتاكيس إن «هدفنا الوحيد هو إقامة دولة موحّدة في قبرص... قبرص موحّدة ذات منطقتين ومجتمعين (تركي ويوناني)، حيث لن تكون هناك جيوش احتلال (الجنود الأتراك في شمال قبرص)، ولن يكون هناك ضامنون عفا عليهم الزمن (الضمانة التركية)».

ولم يصدر عن تركيا رد على تصريحات ميتسوتاكيس حتى الآن.

خلافات مزمنة

تسود خلافات مزمنة بين البلدين الجارين العضوين في حلف شمال الأطلسي (ناتو) حول الجرف القاري، وتقسيم الموارد في شرق البحر المتوسط، فضلاً عن النزاعات حول جزر بحر إيجه.

وتسعى اليونان إلى توسيع مياهها الإقليمية إلى ما هو أبعد من 6 أميال، والوصول إلى 12 ميلاً، استناداً إلى «اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار» لعام 1982 التي ليست تركيا طرفاً فيها.

وهدّد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من قبل، مراراً، بالرد العسكري على اليونان إذا لم توقف «انتهاكاتها للمياه الإقليمية التركية»، وتسليح الجزر في بحر إيجه. وأجرت تركيا عمليات تنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط في عام 2020 تسبّبت في توتر شديد مع اليونان وقبرص، واستدعت تحذيراً وعقوبات رمزية من الاتحاد الأوروبي، قبل أن تتراجع تركيا وتسحب سفينة التنقيب «أوروتش رئيس» في صيف العام ذاته.

سفن حربية تركية رافقت سفينة التنقيب «أوروتش رئيس» خلال مهمتها في شرق المتوسط في 2020 (الدفاع التركية)

وتدخل حلف «الناتو» في الأزمة، واحتضن اجتماعات لبناء الثقة بين البلدين العضوين.

أجندة إيجابية وحوار

جاءت تصريحات رئيس الوزراء اليوناني، بعد أيام قليلة من تأكيد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في كلمة له خلال مناقشة البرلمان، الثلاثاء، موازنة الوزارة لعام 2025، أن تركيا ستواصل العمل مع اليونان في ضوء الأجندة الإيجابية للحوار.

وقال فيدان إننا «نواصل مبادراتنا لحماية حقوق الأقلية التركية في تراقيا الغربية، ونحمي بحزم حقوقنا ومصالحنا في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط، ​​سواء على الأرض أو في المفاوضات».

وعُقدت جولة جديدة من اجتماعات الحوار السياسي بين تركيا واليونان، في أثينا الأسبوع الماضي، برئاسة نائب وزير الخارجية لشؤون الاتحاد الأوروبي، محمد كمال بوزاي، ونظيرته اليونانية ألكسندرا بابادوبولو.

جولة من اجتماعات الحوار السياسي التركي - اليوناني في أثينا الأسبوع الماضي (الخارجية التركية)

وذكر بيان مشترك، صدر في ختام الاجتماع، أن الجانبين ناقشا مختلف جوانب العلاقات الثنائية، وقاما بتقييم التطورات والتوقعات الحالية؛ استعداداً للدورة السادسة لمجلس التعاون رفيع المستوى، التي ستُعقد في تركيا العام المقبل.

ولفت البيان إلى مناقشة قضايا إقليمية أيضاً خلال الاجتماع في إطار العلاقات التركية - الأوروبية والتطورات الأخيرة بالمنطقة.

وجاء الاجتماع بعد زيارة قام بها فيدان إلى أثينا في 8 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أكد البلدان خلالها الاستمرار في تعزيز الحوار حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.

لا أرضية للتوافق

وقال ميتسوتاكيس، في مؤتمر صحافي عقده بعد القمة غير الرسمية للاتحاد الأوروبي في بودابست في 9 نوفمبر، إن الحفاظ على الاستقرار في العلاقات بين بلاده وتركيا سيكون في مصلحة شعبيهما.

وأشار إلى اجتماع غير رسمي عقده مع إردوغان في بودابست، مؤكداً أن هدف «التطبيع» يجب أن يكون الأساس في العلاقات بين البلدين، وتطرق كذلك إلى المحادثات بين وزيري خارجية تركيا واليونان، هاكان فيدان وجيورجوس جيرابيتريتيس، في أثنيا، قائلاً إنه جرى في أجواء إيجابية، لكنه لفت إلى عدم توفر «أرضية للتوافق بشأن القضايا الأساسية» بين البلدين.

وزير الخارجية اليوناني يصافح نظيره التركي في أثينا خلال نوفمبر الماضي (رويترز)

وسبق أن التقى إردوغان ميتسوتاكيس، في نيويورك على هامش مشاركتهما في أعمال الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) الماضي، وأكد أن تركيا واليونان يمكنهما اتخاذ خطوات حازمة نحو المستقبل على أساس حسن الجوار.

وزار ميتسوتاكيس تركيا، في مايو (أيار) الماضي، بعد 5 أشهر من زيارة إردوغان لأثينا في 7 ديسمبر (كانون الأول) 2023 التي شهدت عودة انعقاد مجلس التعاون الاستراتيجي بين البلدين، بعدما أعلن إردوغان قبلها بأشهر إلغاء المجلس، مهدداً بالتدخل العسكري ضد اليونان بسبب تسليحها جزراً في بحر إيجه.