مصرع 27 شخصًا على الأقل في يوم دامٍ على الطرق المصرية

إثر تصادم حافلة وشاحنة.. وخروج قطار عن مساره جنوب القاهرة

مواطنون بالقرب من قطار خرج عن مساره في الجيزة وأدى إلى مصرع 5 أشخاص بحسب مصادر طبية مصرية (أ.ف.ب)
مواطنون بالقرب من قطار خرج عن مساره في الجيزة وأدى إلى مصرع 5 أشخاص بحسب مصادر طبية مصرية (أ.ف.ب)
TT

مصرع 27 شخصًا على الأقل في يوم دامٍ على الطرق المصرية

مواطنون بالقرب من قطار خرج عن مساره في الجيزة وأدى إلى مصرع 5 أشخاص بحسب مصادر طبية مصرية (أ.ف.ب)
مواطنون بالقرب من قطار خرج عن مساره في الجيزة وأدى إلى مصرع 5 أشخاص بحسب مصادر طبية مصرية (أ.ف.ب)

في يوم دام شهدته الطرق المصرية أمس، لقي 27 شخصا على الأقل مصرعهم في حادثين منفصلين، حيث قتل 22 شخصا في تصادم حافلة وشاحنة في محافظة الوادي الجديد (جنوب غربي مصر)، فيما لقي 5 مصرعهم، بعد أن خرج قطار عن مساره في جنوب القاهرة، بحسب مصادر طبية مصرية.
وقالت مصادر أمنية وطبية إن 22 شخصا قتلوا، وأصيب عشرات آخرون، في حادث تصادم حافلة وشاحنة في محافظة الوادي الجديد. وأوضحت المصادر الأمنية أن المعاينة الأولية تشير إلى أن السرعة الزائدة تسببت في الحادث الذي وقع في وقت مبكر من صباح أمس.
وكانت الحافلة تقل عمالا من محافظة الجيزة (المجاورة للقاهرة) إلى الوادي الجديد. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن مصدر أمني قوله إن سيارات الإسعاف هرعت إلى مكان الحادث الذي وقع على طريق الفرافرة - الواحات البحرية، لنقل المصابين وجثث القتلى إلى المستشفيات. وتعد مصر من أعلى الدول في معدلات حوادث المرور في العالم، بسبب رعونة القيادة، وسوء حالة كثير من الطرق، وتهالك بعض السيارات.
وبعد ساعات من حادث التصادم، خرج قطار عن مساره جنوب القاهرة، مما تسبب في مقتل 5 أشخاص، وإصابة نحو 25 آخرين، بحسب وزارة الصحة المصرية.
وقال شهود عيان إن القاطرة وعربتين تاليتين لها انقلبت بعد خروج القطار عن القضبان.
وشهدت مصر في السنوات الماضية عدة حوادث قطارات، قتل فيها مئات الأشخاص، وأرجعها مسؤولون إلى قدم القاطرات والعربات، وقصور في صيانتها.
وقال الدكتور أحمد الأنصاري، رئيس هيئة الإسعاف، إن وزارة الصحة دفعت بفريق طبي إلى مستشفيي «الحوامدية العام» و«العياط المركزي» القريبتين من موقع الحادث، لمتابعة حالة المصابين.
وتوجه جلال السعيد، وزير النقل، إلى موقع حادث القطار، كما تفقد حالة المصابين. وقال، بحسب بيان للوزارة حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إنه قرر تشكيل لجنة فنية للتحقيق في أسباب خروج القطار من الخط الرئيسي إلى الخط الفرعي، لافتا إلى أن الخط يتم التحكم فيه إلكترونيا، وهناك تسجيلات بين البلوكات المختلفة وغرفة التحكم الرئيسية يتم مراجعتها.
كما قرر وزير النقل صرف تعويض 20 ألف جنيه لأسرة كل قتيل، و3 آلاف جنيه لكل مصاب في حادث انقلاب قطار العياط، بمحافظة الجيزة.
وأشارت التحقيقات الأولية التي أجرتها النيابة العامة إلى أن سبب وقوع حادث انقلاب القطار، الذي كان في طريقه إلى محافظة أسوان (أقصى جنوب البلاد)، هو قيام عامل التحويلة بتحويل مسار القطار عن طريق الخطأ بإحدى الحواري التي كانت مغلقة، مما أدى إلى انقلاب 3 عربات بالقطار، إثر الوقوف المفاجئ للسائق.
وقالت مصادر أمنية إن الشرطة تحفظت على عامل التحويلة في حادث قطار العياط، كما تحفظت على سائق القطار ومساعده لحين الانتهاء من التحقيقات.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.