مسؤول أميركي: استمرار مساندة روسيا للأسد سيؤدي إلى عزلتها دوليًا

بوادر أمل في التوصل إلى اتفاق أميركي روسي لوقف الأعمال العدائية

اجتماع وزراء خارجية النواة الصلبة في مجموعة «أصدقاء سوريا» في لندن أمس لمباركة الوثيقة التي أقرتها «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة (إ.ب.أ)
اجتماع وزراء خارجية النواة الصلبة في مجموعة «أصدقاء سوريا» في لندن أمس لمباركة الوثيقة التي أقرتها «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة (إ.ب.أ)
TT

مسؤول أميركي: استمرار مساندة روسيا للأسد سيؤدي إلى عزلتها دوليًا

اجتماع وزراء خارجية النواة الصلبة في مجموعة «أصدقاء سوريا» في لندن أمس لمباركة الوثيقة التي أقرتها «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة (إ.ب.أ)
اجتماع وزراء خارجية النواة الصلبة في مجموعة «أصدقاء سوريا» في لندن أمس لمباركة الوثيقة التي أقرتها «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة (إ.ب.أ)

أشار مسؤولون أميركيون إلى بوادر أمل وتقدم في المحادثات الأميركية مع روسيا للتوصل إلى اتفاق لوقف الأعمال القتالية في سوريا، حيث استأنفت الفرق الفنية من الجانبين الجهود الدبلوماسية بشكل مكثف في جنيف، في محاولة أخيرة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في سوريا.
وقال بن رودس نائب مستشارة الأمن القومي الأميركي للاتصالات للصحافيين: «إمكانية التوصل إلى وقف إطلاق النار لا يزال موضوعا للمناقشة مع الحكومة الروسية، وبعد مناقشة الرئيس أوباما مع الرئيس بوتين نشعر بأننا حددنا الثغرات المتبقية، حيث تجري الفرق الفنية مناقشات واسعة، وقد عاد وزير الخارجية لافروف إلى موسكو، ووزير الخارجية كيري على اتصال دائم معه، وهما يخططان للقاء خلال الأيام المقبلة لمعرفة ما إذا كانت هناك إمكانية لإبرام اتفاق بعد أن تم تحديد القضايا المتبقية».
وأوضح رودس، خلال مؤتمر صحافي مساء الثلاثاء بمدينة لاوس، أن هدف الاتفاق هو ضمان وقف أعمال القتال بما يسمح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى الناس، والتأكيد على أن هناك مساحة لمعارضة معتدلة. وقال: «نحن منفتحون مع روسيا في التركيز على تهديدات تنظيم القاعدة في سوريا وجبهة النصرة و(داعش)».
وعلى الرغم من التفاؤل بتحقيق تقدم في المفاوضات، فإن نائب مستشارة الأمن القومي، أشار إلى أن بلاده «لن تأخذ اتفاقا لا يحقق الأهداف الأساسية، وسنعرف سريعا ما إذا كنا قادرين على سد الفجوات المتبقية أم لا».
وأضاف رودس: «إننا نريد التوصل إلى اتفاق بسرعة بسبب الاحتياجات الإنسانية الهائلة في أماكن مثل حلب، وإذا كان لا يمكننا الحصول على اتفاق فإننا لن نوقع على صفقة سيئة».
وفي سؤال حول قدرة الولايات المتحدة على الضغط على روسيا لوقف دعمها لنظام الأسد وتطبيق نظرية العصا والجزرة مع روسيا، قال رودس: «النقطة الرئيسية التي قمنا بها مع الروس هي الحديث عن الحوافز، وأنهم (الروس) لن يكونوا قادرين على تحقيق أهدافهم إذا لم ينخرطوا معنا في التفاوض؛ لأنه ليس هناك حل عسكري لتهدئة الصراع في هذا البلد بأكمله (سوريا). ولا يمكن تحت أي ظرف الاستمرار في دعم نظام يقصف شعبه، وسيؤدي ذلك إلى عزلة دولية أكبر، ليس فقط لنظام الأسد، ولكن في نهاية المطاف لروسيا؛ لأن تلك التصرفات (الروسية) تجد معارضة من كثير من البلدان الأخرى في المنطقة».
وشدد نائب مستشارة الأمن القومي الأميركي للاتصالات، على أن روسيا تستفيد من التوصل لاتفاق لوضع حد للعنف، وقال: «روسيا تستفيد من قدرتها على أخذ قرار سياسي داخل سوريا يمكن أن يضع حدا للعنف، والطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هي وجود معارضة معتدلة قادرة على الجلوس على طاولة المفاوضات، وإذا كانت روسيا تريد كما تقول ملاحقة تنظيم القاعدة و(داعش)، فإن أفضل طريقة لذلك أن تلاحق القاعدة و(داعش)، وليس ملاحقة المعارضة التي من شأنها أن يكون لها اهتمام في التوصل إلى حل سياسي. وفي نهاية المطاف سوف تضطر (روسيا) إلى اتخاذ قرار، وسنعلم خلال المناقشات المقبلة إذا كانوا جادين في التركيز على ملاحقة القاعدة و(داعش)».
وفيما يتعلق بالجهود العسكرية التركية في سوريا، رحب رودس بالتقدم الذي تم إحرازه تجاه تطهير الحدود التركية السورية من «داعش»، مشيرا إلى أن مقترح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لإنشاء منطقة حظر جوي، لا يحل القضايا الأساسية على الأرض، حيث يستمر القتال في جميع أنحاء البلاد، وأن منطقة الحظر الجوي ستكون لمنطقة معينة واحدة، مفضلا تكريس الموارد العسكرية الأميركية لملاحقة «داعش» والنصرة.
من جانبه وصف وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر الوضع في سوريا بأنه «ليس مشجعا»، وحذر في خطاب ألقاه في جامعة «أكسفورد» بإنجلترا، مساء أول من أمس، من عواقب التأخر في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ووقف العنف، محملا روسيا عواقب ومسؤولية ذلك.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.