إردوغان: أنقرة مستعدة للعمل مع واشنطن لاستعادة الرقة من «داعش»

بعد طرح الرئيس الأميركي فكرة عمل مشترك مع تركيا

إردوغان: أنقرة مستعدة للعمل مع واشنطن لاستعادة الرقة من «داعش»
TT

إردوغان: أنقرة مستعدة للعمل مع واشنطن لاستعادة الرقة من «داعش»

إردوغان: أنقرة مستعدة للعمل مع واشنطن لاستعادة الرقة من «داعش»

قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في تصريحات نشرت اليوم (الاربعاء)، إنّ الرئيس الاميركي باراك أوباما طرح فكرة عمل مشترك مع تركيا للسيطرة على مدينة الرقة السورية من قبضة تنظيم "داعش". مضيفًا أنّ أنقرة لن تعترض على ذلك.
وشنت تركيا عملية في شمال سوريا الشهر الماضي بهدف إبعاد تنظيم "داعش" عن حدودها، ومنع وحدات حماية الشعب الكردية السورية من توسيع الاراضي التي تسيطر عليها.
وتريد أنقرة الآن دعما دوليا لعملية تسيطر من خلالها على قطاع من الاراضي يمتد نحو 40 كيلومترًا داخل الاراضي السورية مع اقامة منطقة عازلة بين منطقتين يسيطر عليهما الاكراد إلى الشرق والغرب وتستهدف أيضا تنظيم "داعش" في الجنوب.
وتابع اردوغان للصحافيين على طائرته أثناء عودته من قمة مجموعة العشرين في الصين يوم الاثنين، قائلًا إنّ الجيش التركي مستعد للمشاركة في أي هجوم على الرقة معقل تنظيم "داعش" في سوريا. وأضاف في تصريحات نشرتها صحيفة "حرييت" بعد اجتماعات في الصين مع أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعماء آخرين "أوباما يريد أن نقوم بشيء معا فيما يتعلق باستعادة الرقة". وتابع "أعلنا من ناحيتنا أنّنا ليس لدينا مشكلة في ذلك وقلنا فليجتمع جنودنا معا وسيتم عمل كل ما يتطلبه الأمر". ثم استطرد موضحًا أنّ أي دور تركي يجب أن يحدد في محادثات أخرى. وتابع "لكن في هذه المرحلة يجب أن نثبت وجودنا في المنطقة. ليس بامكاننا أخذ خطوة إلى الوراء. إذا أخذنا خطوة إلى الوراء ستستقر هناك جماعات ارهابية مثل داعش وحزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وحدات حماية الشعب الكردية".
وحزب الاتحاد الديمقراطي هو الجناح السياسي لوحدات حماية الشعب الكردية في سوريا الذي تقول أنقرة إنّه امتداد لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا.
وكان وصف تركيا لحزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب بأنّهما منظمتان ارهابيتان، وضعها على خلاف مع واشنطن التي تعتبر وحدات حماية الشعب حليفا فعالا ويحظى بالتقدير في حربها على تنظيم "داعش" في سوريا.
وتمكن مقاتلو وحدات حماية الشعب وحلفاؤهم بدعم أميركي، من السيطرة على مساحات كبيرة من الاراضي من المتطرفين.
وسيطرت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة وهي تحالف يضم وحدات حماية الشعب، على مدينة منبج السورية من تنظيم "داعش". وتتوقع وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) أن تساعد قوات سوريا الديمقراطية في السيطرة على الرقة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».