محكمة أمن الدولة الأردنية تفرج عن الداعية أمجد قورشة

انتقد دخول الأردن في التحالف ضد «داعش» قبل عامين

محكمة أمن الدولة الأردنية تفرج عن الداعية أمجد قورشة
TT

محكمة أمن الدولة الأردنية تفرج عن الداعية أمجد قورشة

محكمة أمن الدولة الأردنية تفرج عن الداعية أمجد قورشة

قررت محكمة أمن الدولة الأردنية، أمس، إخلاء سبيل الداعية الإسلامي أمجد قورشة، مقابل كفالة مالية قدمها محاميه. وقال النائب العام لمحكمة أمن الدولة، العميد زياد العدوان، إن المحكمة قررت إخلاء سبيل قورشة مقابل كفالة مالية، مضيفا أن قورشة ألقي القبض عليه في منتصف شهر يونيو (حزيران) الماضي، حيث وجه له مدعي عام المحكمة تهما تخالف أحكام مواد في قانون منع الإرهاب، وهي القيام بأعمال من شأنها أن تعرض المملكة لخطر أعمال عدائية، والإخلال بالنظام العام، وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر.
كان مدعي عام محكمة أمن الدولة قد قرر قبل أسبوعين حظر النشر بقضية قورشة، استنادا للمادة 39 من قانون المطبوعات والنشر، وتحت طائلة المسؤولية الجزائية.
وشمل القرار حظر نشر أي أخبار بأي وسيلة كانت، سواء عبر المواقع الإلكترونية، أو وسائل التواصل الاجتماعي، أو غيرها من وسائل الإعلام والنشر.
وأشار التعميم إلى أن الهدف من الحظر هو الحفاظ على سرية التحقيق، ومراعاة الصالح العام.
وكان وكيل الدفاع عن الداعية قورشة، المحامي محمود الدقور، قد أكد أن موكله يحاكم على خلفية فيديو نشره عام 2014 يرفض فيه التدخل العسكري الأردني في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، منوها بأنه في تلك الفترة لم تكن الحال هي نفسها الآن، ولم تكن الأردن قد حددت موقفها من التحالف.
وتساءل عن سبب محاكمته الآن، وفي هذا التوقيت، على فيديو تم نشره منذ سنتين.
من جانبها، قالت مصادر قضائية إن قرار إخلاء السبيل لا يعني انتهاء القضية، حيث من الممكن أن تطلبه المحكمة في أي وقت لإغلاق القضية.
وأوضحت المصادر أن القضية الآن جمدت إلى إشعار آخر إلى حيث تولد القناعة لدى المحكمة أن القضية انتهت، وزالت الأسباب الموجبة للتهم التي وجهت له.
يذكر أن الداعية أمجد قورشة قد أوقف بتهمة «تعكير صفو العلاقات مع دولة أجنبية، وتعريض أمن الأردن للخطر»، وفقا لقانون منع الإرهاب، مما أثار ضجة في الشارع الأردني، تمثلت في تنظيم اعتصامين أمام رئاسة الوزراء، وأمام منزله، تضامنا مع قورشة.
وأمجد ميرزا قورشة (49 عاما) داعية إسلامي، وهو أردني من أصول شركسية، وأستاذ في كلية الشريعة في الجامعة الأردنية، درَسَ وتخصص في مقارنة الأديان والعلاقات الغربية الإسلامية، وتخرج من جامعة برمنغهام ببريطانيا.
واشتهر في بداية الربيع العربي بحملته الإصلاحية ضد الفساد في الأردن، وله برامج تلفزيونية وإذاعية كثيرة حققت له شُهرة في الأردن وباقي الوطن العربي.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.