في ذكرى الانقلاب والحصار.. مظاهرة حاشدة في تعز تطالب بـ«التحرير» و«استعادة الدولة»

مقتل قيادي حوثي في مواجهات جبل الهان إثر محاولات تسلل

في ذكرى الانقلاب والحصار.. مظاهرة حاشدة في تعز تطالب بـ«التحرير» و«استعادة الدولة»
TT

في ذكرى الانقلاب والحصار.. مظاهرة حاشدة في تعز تطالب بـ«التحرير» و«استعادة الدولة»

في ذكرى الانقلاب والحصار.. مظاهرة حاشدة في تعز تطالب بـ«التحرير» و«استعادة الدولة»

بعد عام ونصف العام من الحرب والحصار المستمر على أهالي مدينة تعز، ثالث كبرى المدن اليمنية جنوب العاصمة صنعاء، من قبل ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية، شهدت مدينة تعز، أمس، كرنفالا شعبيا كبيرا، شارك فيه الآلاف من أهالي المدينة وقرى وأرياف المحافظة. وتحت شعار «عام ونصف من الانقلاب والحصار»، احتشد الآلاف من أبناء المحافظة في شارع جمال، وسط المدينة، للمشاركة في التظاهرة الجماهيرية الكبيرة دعما لاستعادة الدولة وبمشاركة محافظ المحافظة، علي المعمري، وشخصيات اجتماعية بارزة وقيادات من المقاومة الشعبية والجيش الوطني والسلطة المحلية، بمن فيهم قائد اللواء 35 مدرع العميد عدنان الحمادي ووكيل محافظة تعز رشاد الاكحلي، وقائد اللواء 22 ميكا العميد صادق سرحان.
ودعا المشاركون في التظاهرة إلى ضرورة دعم قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية لتحرير المحافظة وفك الحصار عنها واستعادة الدولة من الميليشيات الانقلابية، وضرورة تفعيل دور مؤسسات الدولة وضبط الأمن في المدينة، كما ندد المشاركون بالصمت الدولي عن جرائم الحرب التي تشنها ميليشيات الحوثي والموالون لهم من قوات المخلوع علي عبد الله صالح وحصارهم المستمر على جميع مداخل المدينة، منذ أكثر من عام ونصف. وطالب أهالي تعز بضرورة انضواء عناصر المقاومة الشعبية بكل فصائلها بصفوف الجيش الوطني.
وفي كلمته، قال المحافظ المعمري إن «معركة تعز مستمرة حتى تحريرها من الميليشيات الانقلابية، والسلطة المحلية وقيادات الجيش الوطني والمقاومة مستمرون في استعادة الدولة وتثبيت الأمن في تعز»، ودعا أهالي تعز إلى «دعم توجهات السلطة المحلية لاستعادة الأمن والاستقرار في المناطق المحررة». وهدفت التظاهرة الجماهيرية الكبيرة، بحسب بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، صادر من المنظمون لها: شبكة تعز الإخبارية، تكتل جميعنا تعز، تكتل المبادرات النسائية، فريق شباب وشابات تعز، رابطة إعلاميات تعز، حملة قاوم، حملة شارك وعالمي للإنتاج، إلى «إيصال صوت مدينة تعز وتجسيد معاناتها من الانقلاب والحصار المفروضين على المدينة من قبل الميليشيات الانقلابية».
وشدد محافظ تعز على ضرورة الإسراع في استكمال عملية دمج المقاومة الشعبية في قوام الجيش الوطني، وأكد أن «المرحلة تقتضي تعزيز التلاحم والعمل بروح الفريق الواحد والمضي قدما في عملية تحرير ما تبقى من محافظة تعز». وأشار إلى أن «الفرصة مواتية لبناء هياكل المؤسسات وتعزيز دور الأجهزة الأمنية في المحافظة للقيام بدورها المنوط بها في ترسيخ الأمن والاستقرار بالتزامن مع العمليات الحالية لتحرير المحافظة»، داعيا إلى دعم جهود السلطة في تطبيع الحياة داخل المدينة وتفعيل الأجهزة والمؤسسات والمرافق الخدمية في المحافظة.
إلى ذلك، تجددت المواجهات العنيفة في مختلف جبهات القتال في تعز، واستخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة ورافقها القصف على الأحياء السكنية في المدينة وقرى وأرياف المحافظة وخاصة الخاضعة للمقاومة الشعبية. وتركزت الاشتباكات في أحياء صالة وحسنات، شرق المدينة، وفي جبهة الاحكوم بمديرية حيفان، جنوبا.
وتواصل ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الدفع بتعزيزاتها العسكرية، آليات وعناصر مسلحة، إلى شرق صبر وجبهات الصلو وحيفان ومقبنة والضباب والوزاعية، في محاولة منها استرداد ما تم دحرهم منها أو وقف زحف قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية باتجاهها خاصة في الجبهة الغربية والخط الواصل بين محافظتي تعز والحديدة. وبحسب مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» فقد «قتل القيادي الحوثي المدعو أبو نصر في مواجهات بمحيط جبل الهان وما لا يقل عن عشرة آخرين، إضافة إلى سقوط آخرين جرحى، على إثر محاولة الميليشيات الهجوم على مواقع المقاومة والجيش الذين تصدوا لهم».
وقال قيادي في المقاومة الشعبية لـ«الشرق الأوسط» إن «قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ما زالت تواصل تصديها لمحاولات الميليشيات الانقلابية في التسلل إلى مواقع المقاومة والجيش في الجبهة الغربية والشرقية، خاصة باتجاه الغربية التي تشهد مواجهات في محيط جبال الهان والمنعم وخط الضباب، وشهدت هذه المناطق مواجهات سقط فيها قتلى وجرحى».
وأضاف: «ولم تتوقف المواجهات ومحاولات الميليشيات عند هذه الجبهة فقط، فقد اشتدت المواجهات أيضا في جبهات الصلو وحيفان (جنوبا) ومقبنة (غربا)، حيث تم الدفع بالتعزيزات من قبل الميليشيات مستمر، وتقوم بالقصف على القرى بشكل عنيف، سقط على إثرها جرحى وقتلى من المدنيين».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.