أين يقيم المصريون أثناء عطلاتهم الصيفية؟

فنادق فخمة مطلة على شواطئ متدرجة الألوان ورمال بيضاء ساحرة

تيفولي دوم مارينا
تيفولي دوم مارينا
TT

أين يقيم المصريون أثناء عطلاتهم الصيفية؟

تيفولي دوم مارينا
تيفولي دوم مارينا

ما إن يحل فصل الصيف حتى تعج شواطئ الساحل الشمالي بمصر على امتداد المسافة من الإسكندرية إلى مرسى مطروح بالمصطافين وراغبي الاستمتاع بزرقة البحر الساحرة بألوانها المتدرجة ذات الأزرق السماوي والأزرق الفيروزي والرمال البيضاء الناعمة. فعلى امتداد تلك المسافة تقع الكثير من القرى السياحية والمنتجعات التي تصل نسبة إشغالاتها الفندقية إلى مائة في المائة، حيث تقوم الأسر والشباب بحجز الوحدات منذ بداية الصيف. إذ تتيح تلك الفنادق متعة الإقامة بجوار أمواج البحر الأبيض المتوسط ونسيمه المنعش والمنقذ من لهيب الصيف، وهي ملاذ يرضي من لا يملك فيلا أو شاليها أو حتى قصرا على امتداد الساحل الشمالي. وكل عام يفاجأ رواد الساحل الشمالي بمزيد من المنتجعات التي تتيح أرقى مستوى من الرفاهية لعطلة صيف لا تنسى، وإليك أفضل فنادق للإقامة صيف 2016:
* فندق ريكسوس العلمين
من أحدث فنادق الساحل الشمالي ويطل الفندق على بانوراما رائعة بمنطقة العلمين الساحرة ويقع على بعد 19 كلم من مطار العلمين، ويوفر لك الإقامة في أجواء من الفخامة ويتيح متعة الاستجمام ويجعلك تشعر بأنك النزيل الأوحد في هذا الفندق من حيث الخدمة والاهتمام، فضلا عن أن ديكورات الفندق التركية الطابع والطراز توحي لك بأنك أحد السلاطين العثمانيين لكن على ساحل المتوسط. يعتبر الفندق أفخم فنادق الساحل الشمالي، كما يمكنك الاستجمام في السبا الخاصة بالفندق والمصممة على الطراز التركي، وهناك ملاه مائية (أكوا) للصغار. وجميع المطاعم تطل على البحر وتقدم أشهى المأكولات والحلويات الشرقية والتركية إلى جانب الوجبات الخفيفة على مدار اليوم.
* فندق العلمين مراسي
هو فندق العلمين الشهير الذي يعود صيته للتسعينات من القرن الماضي لكن يتم تجديده، ويقع الفندق حاليا بداخل منتجع «مراسي» الذي اكتسب شهرة واسعة كونه ملتقى الصفوة والنخبة من الطبقة العليا في المجتمع المصري وهناك ستجد أشهر رجال الأعمال والفنانين وكبار الشخصيات العامة، يتميز «مراسي» بخصوصية شديدة كونه مجتمع مغلق، لكنه في الآن ذاته يجعل تشعر بنبض الصيف بحفلاته الغنائية لكبار النجوم وعلى رأسهم عمرو دياب، وحفلات الدي جي. يوجد بالفندق 69 غرفة و30 فيلا وجميعها تطل على ساحل خليج سيدي عبد الرحمن حيث يمكنك الاستمتاع بالمياه الهادئة والسباحة الآمنة على بعد عدة أمتار، بينما يتراوح سعر الإقامة في الفيلات ما بين 1088 إلى 1740 دولارا. وبشكل عام يعتبر منتجع «مراسي» وجهة نجوم السينما والتلفزيون في مصر. وتتنوع الإقامة في «مراسي» ما بين فيلات غاية في الفخامة تشبه القصور لكنها تعتبر قصورا مصيفية. تفضل بعض العائلات الكبرى استئجار فيلا لقضاء العطلة الصيفية في أجواء عائلية. ويتراوح سعر الليلة الواحدة ما بين 800 دولار وحتى ألف دولار. يضم المنتجع عددا من البحيرات الصناعية وأرقى المطاعم والمقاهي العالمية، وبه مسابح على غرار الطراز الأميركي حيث يمكنك الاستلقاء على شيزلونج داخل المسبح والاستمتاع بمشروباتك في أجواء ساحرة.
* فندق ميراج سيدي عبد الرحمن
يقع الفندق بمنطقة العلمين أيضا وهو ما يجعله قريبا من مطار برج العرب الدولي، وعدد من المزارات السياحية التاريخية الخاصة بمنطقة العلمين التي كانت ساحة للحرب العالمية الثانية. يتميز الفندق بشاطئ رائع وبه مسابح كبيرة تتيح لجميع أفراد الأسرة الاستمتاع بها. ويتراوح سعر الإقامة في الليلة الواحدة ما بين 100 إلى 200 دولار، كما يوجد به شاليهات فندقية بثلاث غرف أو غرفتين للعائلات بأسعار تبدأ من 300 دولار في الليلة الواحدة.
* فندق بورتو مارينا ريزورت آند سبا
ولأجواء صاخبة ومفعمة بالحيوية على مدار اليوم تكون إقامتك في أجواء من المرح المتواصل دون أن تبارح غرفتك، فجميع غرف بورتو مارينا مطلة على أجواء ممتعة سواء المطلة على ممشى ميناء اليخوت أو الشوارع الجانبية للمنتجع. يوفر الفندق كافة الخدمات وبه سبا عالمية بها أفضل العلاجات. ويمكنك أثناء الإقامة الاستمتاع بالكرنفالات الاحتفالية التي تقام في العطلات الأسبوعية، والتي تضمن قمة المتعة لأطفالك حيث يستمتعون بعروض المهرجين والسيرك على أنغام الدي جي. كما تتوافر حولك محال للتسوق ومطاعم ومقاهي عالمية.
* فندق تيفولي دوم مارينا ريزورت آند سبا
يقع الفندق بداخل منتجع مارينا العلمين ويمكن الوصول إليه عبر «بوابة 5»، حيث يمكنك الاستمتاع بالشواطئ الرملية الجميلة والطقس المشمس أو السباحة في أحد المسابح الداخلية والخارجية. وتتوفر خدمة واي فاي مجانًا في المناطق العامة من الفندق. وهو يضم 50 غرفة تتميز بديكورات عصرية مريحة تتماشى مع أجواء المصيف بألوانها الأزرق والأبيض.
* فندق عايدة
وهو من أقدم الفنادق في الساحل الشمالي وهو يوفر لنزلائه متعة الاستجمام أمام البحر مباشرة، جميع غرف الفندق تطل على البحر والشاطئ وهناك إطلالة على المسبح، وهناك مسبح مغطى خاص بالسيدات. ويقدم أنواع متنوعة من المأكولات الشرقية والعالمية. وبه حفلات ليلية ذات طابع بدوي. يقع الفندق على بعد أقل من ساعة من مدينة الإسكندرية، ويبعد نحو 15 دقيقة عن مطار العلمين.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».