باكستان تقايض ابنتي الظواهري بنجل رئيس أركانها

السباعي : «القاعدة» تعلمت الصبر في المفاوضات من طالبان

أيمن الظواهري زعيم «القاعدة»
أيمن الظواهري زعيم «القاعدة»
TT

باكستان تقايض ابنتي الظواهري بنجل رئيس أركانها

أيمن الظواهري زعيم «القاعدة»
أيمن الظواهري زعيم «القاعدة»

فيما أكدت مجلة «المسرى» الذراع الإعلامية باسم «القاعدة» في عددها العشرين الإفراج عن ابنتي أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة منذ أيام مقابل نجل الرئيس الأسبق للجيش الباكستاني أشفق كياني، التزمت العاصمة إسلام آباد الصمت تجاه الأنباء، ورفض مصدر في الجيش الباكستاني التعليق على تلك الصفقة. ونقلت أوساط المتشددين مؤخرا ما يفيد بنقل إطلاق سراح فاطمة وأميمة الظواهري، وكذلك سمية ابنة القيادي مرجان سالم بعد أن أطلقت السلطات الباكستانية سراحهن بصحبة أطفالهن، وعدم وجود أي معلومات لدى عائلة الظواهري عن مصيرهن.
وكانت «القاعدة» قد قررت بشكل مفاجئ الكشف في بيان رسمي صادر عن «مؤسسة السحاب»، الذراع الإعلامية للتنظيم، وتم نشره في مجلة «المسرى» أيضا المحسوبة على «القاعدة» ما يفيد بأن الجيش الباكستاني اعتقل في 2014، ابنتي الظواهري زعيم التنظيم وعددا من أحفاده، وكذلك ابنة منظر التيار المتشدد الشهير مرجان سالم الجوهري، واحتجازهن كوسيلة لكسر هيبة زعيم التنظيم شخصيا وكذلك قياداته والضغط عليهم.
من جهته قال الدكتور هاني السباعي مدير مركز المقريزي للدراسات بلندن لـ«الشرق الأوسط»: «أعتقد أن هذا الأمر يتناغم مع سياسة تنظيم القاعدة، في المقايضة مع الدول والأنظمة، مثلما حدث من قبل مع إيران، عندما اختطف التنظيم دبلوماسيا إيرانيا في اليمن، وتمت المقايضة عليه مقابل الإفراج عن عدد من قيادات التنظيم كانوا محتجزين في سجون العاصمة طهران، كان من بينهم سيف العدل المسؤول العسكري للتنظيم، وكذلك أحمد حسن أبو الخير (أبو الخير) وهو نائب الظواهري حاليا، وهو الذي ظهر وأعلن فك الارتباط بين (القاعدة) وجبهة النصرة قبل عدة أسابيع». وأضاف السباعي أن «القاعدة» استفادت وتعلمت من طالبان الصبر في مفاوضاتها مع الأميركيين عند الإفراج عن الرهينة الرقيب في الجيش الأميركي بوي بيرغدال الذي ظل محتجزا لنحو خمس سنوات لدى عناصر طالبان، عكس «داعش» الذي يذبح رهائنه بعد اختطافهم بمدد وجيزة، كما حدث مع رهائن غربيين مثل آلان هيينغ والطيار الأردني معاذ الكساسبة. وزعم السباعي أن قيادة الأركان الباكستانية لن تعترف بأسر نجل رئيسها، لأنه يسبب جرحا شديدا لكبرياء الدولة، لأنه في حد ذاته يعد تفاوضا مع إرهابيين، وأيضا حتى لا يشجعوا عناصر أخرى مسلحة بالقيام بنفس العمل باختطاف أولاد مسؤولين. وأوضح السباعي خبير مكافحة الإرهاب: «إنه على الأرجح أن الذين أشرفوا على المفاوضات ربما شيوخ قبائل باكستانية بالتعاون مع فرع المخابرات العسكرية الباكستانية في رواالبندي». وكان بيان «القاعدة» المنشور في «المسرى» أن فاطمة أيمن الظواهري، قد تم أسرها مع أبنائها السبعة بعد خروجهم من وزيرستان على الحدود الباكستانية الأفغانية بسبب القصف المتكرر، وكذلك الحال بالنسبة لأميمة أيمن الظواهري التي تم أسرها مع أبنائها الخمسة بعد خروجهم من وزيرستان لنفس السبب أيضا، فيما تم القبض على سمية مرجان سالم، مع أطفالها عند مهاجمة القوات الباكستانية لمنزلهم في بلدة وانا بمنطقة جنوب وزيرستان. وفي المجلة أيضا حوار موسع مع أبو قتادة سفير بن لادن في أوروبا، الذي رحلته بريطانيا إلى الأردن إثر اتفاقية مع لندن عام 2013. وفي الوقت الذي حمل التنظيم أيضا، السلطات الباكستانية والأميركية مسؤولية أي خطر يهدد ابنتي الظواهري وابنة مرجان وأطفالهن، فقد وجه في بيانه تهديدا صريحا بشن عمليات إرهابية كبرى ضد الجيش الباكستاني إذا لم يتم الإفراج عن النساء الثلاث وأطفالهن، في ظل مخاوف من تعذيبهن والضغط عليهن للحصول على معلومات تخص التنظيم.
غير أن المفاجأة أن أزمة ابنتي الظواهري وابنة مرجان عادت للظهور مجددا وبشكل أكثر إثارة منذ عدة أيام، وذلك على خلفية أنباء متداولة حاليا، حول بيان جديد يتم نسبه إلى «القاعدة»، وإلى المجلة الناطقة باسمها «المسرى»، ويتضمن مفاجأة من العيار الثقيل عن صفقة تبادل نجح تنظيم القاعدة في إبرامها مع السلطات الباكستانية للإفراج عن النساء الثلاث وأطفالهن، في مقابل إطلاق سراح نجل قائد الجيش الباكستاني أشفق كياني بعد أن اختطفه التنظيم وساوم عليه.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».