لماذا غابت «بصمة» مارفيك عن الأخضر في أولى تصفيات المونديال

مختصون يقدمون «استراتيجية» الفوز للمنتخب السعودي أمام العراق الثلاثاء المقبل

الأداء التكتيكي للمنتخب السعودي كان ضعيفا أول من أمس (تصوير: علي العريفي)  -  مارفيك لم يحسن إعداد الأخضر أمام تايلاند (واس)
الأداء التكتيكي للمنتخب السعودي كان ضعيفا أول من أمس (تصوير: علي العريفي) - مارفيك لم يحسن إعداد الأخضر أمام تايلاند (واس)
TT

لماذا غابت «بصمة» مارفيك عن الأخضر في أولى تصفيات المونديال

الأداء التكتيكي للمنتخب السعودي كان ضعيفا أول من أمس (تصوير: علي العريفي)  -  مارفيك لم يحسن إعداد الأخضر أمام تايلاند (واس)
الأداء التكتيكي للمنتخب السعودي كان ضعيفا أول من أمس (تصوير: علي العريفي) - مارفيك لم يحسن إعداد الأخضر أمام تايلاند (واس)

انتقد مختصون فنيون سعوديون المستوى الفني الذي ظهر به المنتخب السعودي الأول لكرة القدم أمام المنتخب التايلاندي في بداية مشواره بالتصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2018 رغم تحقيق الفوز في هذه المباراة بهدف وحيد جاء من ركلة جزاء قبل 7 دقائق من صافرة نهاية المباراة التي جرت أول من أمس.
واتفق المختصون في حديثهم لـ«الشرق الأوسط» على أن لاعبي المنتخب السعودي لم يقدموا المستوى الفني المنتظر في هذه المباراة، حيث كانت هناك الكثير من الأخطاء مما مكن المنتخب التايلاندي من الوصول عدة مرات لمرمى المنتخب السعودي، وكان حارس المرمى الخبير ياسر المسليم في الموعد من حيث التألق والتركيز التام في المباراة.
وأكد المختصون الفنيون لـ«الشرق الأوسط» أن الفوز على المنتخب العراقي في المباراة التي ستجمع المنتخبين يوم الثلاثاء المقبل في ماليزيا، ممكن بالمقاييس الفنية والمعطيات الموجودة في المنتخبين ولكن يشترط أن يتم تصحيح الأخطاء التي حصلت في المباراة الماضية.
وقال عميد المدربين السعوديين خليل الزياني إن المستوى الفني الذي ظهر به المنتخب السعودي في مواجهة تايلاند كان أقل من المتوقع حيث كان هناك تباعد في الخطوط، وكثرة في التمريرات غير المركزة، وأحيانا كثرة في التمريرات غير المفيدة والتي تعطل الوصول للمرمى التايلاندي، كما أن الروح المعنوية لم تكن حاضرة والقتالية لم تكن موجود بشكل واضح، وهذا شيء سلبي جدا يجب التخلص منه سريعا.
وأضاف: الرهان دائما يكون وبنسبة كبيرة على اللاعبين من أجل أن يقدموا المستوى القوي والمميز ويتفاعلوا مع بعضهم البعض داخل الملعب، لا يمكن للمدرب أن يقوم بدور اللاعبين في التمرير الصحيح، والأهم الحضور الذهني والتحرك الإيجابي والمنظم داخل الملعب، وكذلك الروح القتالية التي تبرز في الكرات المشتركة، لاعبونا هم سلاحنا الأول والرئيسي في هذه التصفيات ودور المدرب فني وتنظيمي بالتوجيه وليس التنفيذ، كما أن هناك أدوارا أخرى يقوم بها الجهاز الإداري وغيره من الأجهزة الموجودة بالمنتخب.
وبين أن وصول المنتخب التايلاندي كان أكثر بكون لاعبيه ظهر عليهم الإصرار الأكثر على تحقيق نتيجة إيجابية ولو تحصل المنتخب العراقي لعدد الفرص التي حصلت لتايلاند فنسبة تسجيلهم في الشباك السعودي ستكون عالية، مع عدم إغفال الدور الكبير الذي قام به الحارس ياسر المسليم في الذود عن المرمى في أكثر من كرة خطرة.
وشدد على أن المشوار لا يزال في بدايته ونتائج الجولة الأولى أكدت أن الوصول للمونديال لن يكون سهلا لأي منتخب، كما حصل للمنتخب الياباني المرشح الأول بالخسارة من المنتخب الإماراتي الشقيق الذي يستحق فعلا كل الإشادة والتقدير على هذا المنتخب الذي يقوده أحد أبناء الإمارات، وهذا مصدر فخر للمدربين الوطنين
من جانبه قال المدرب بندر الجعيثن إن المستوى الفني الذي ظهر به المنتخب السعودي في مباراته الأولى كان غريبا جدا، حيث كان هناك بطء شديد في اللعب والتمرير للكرات وصناعة الهجمات غالبية أوقات المباراة.
وأضاف: هناك قناعة أن مباراة تايلاند لم تكن سهلة، كون المنتخب التايلاندي متطورا كثيرا ومميزا، ولكن البطء في الأداء والتمرير هو من أحرجنا في الكثير من الأوقات بل إن الكثير من الفرص حصلنا عليها من منافسنا، وتفوق عدد فرص الأخضر، ونشيد بما قدمه الحارس ياسر المسليم الذي كان في كامل تركيزه وظهر بمستوى جيد جدا، لا ننسى أن الهدف الذي سجله المنتخب السعودي متأخرا كان عن طريق ركلة جزاء حيث كانت الفرص نادرة جدا بسبب ما ذكرته من تباعد الخطوط وسوء التنظيم وعدم اللعب بروح قتالية متوقعة وكثرة التمريرات الخاطئة أو غير المثمرة في نهاية المطاف، نعترف أن هناك نقصا يعتبر مؤثرا نسبيا في المنتخب السعودي وخصوصا في خط الهجوم، ولكن هذا لا يبرر أن يكون النقص سببا في هذا المستوى غير المطمئن أبدا.
وشدد على أن الانسجام له دور كبير والمدرب له دور كبير وأساسي في هذا الجانب تحديدا، فمثلا المنتخب الإماراتي الشقيق الذي فاز على اليابان في طوكيو يعمل وفق آلية واستقرار فني منذ 12 عام بقيادة مدربه المحلي مهدي علي، الانسجام الكبير كان له دور واضح في نتيجة مباراة اليابان والإمارات، حيث فاز الإماراتيون على أفضل منتخب آسيوي، وهذا شيء مشجع جدا ويؤكد أن الكرة لا تعترف بالأسماء والتاريخ بل بالواقع وتخدم من يخدمها.
وعن مباراة المنتخب العراقي وإمكانية الفوز فيها قال الجعيثن: من الممكن جدا أن نفوز، فحينما نلعب خارج أرضنا تقل الضغوط الإعلامية في العادة، في المقابل ستكون الضغوط أكثر على المنتخب العراقي لأنه خسر مباراته الأولى، إذا أردنا الفوز على العراق علينا علاج أخطاء وسلبيات مباراة تايلاند سابقة الذكر والتركيز على عامل أساسي آخر وهو المشاركة القوية في الكرات العالية، لأن المتابع لمباريات المنتخبين السابقة يرى أن هناك تفوقا للعراق في ألعاب الهواء، وهذا يتعلق بشكل كبير باللعب الرجولي والقتالية المطلوبة في جميع المباريات، كما يتوجب الحذر من الاندفاع المباغت للعراقيين ويجب التركيز على إمكانية تسيير الأمور كما نريد من خلال فرض أسلوبنا الفني، بالمعطيات الموجودة وأعني باللاعبين نحن أفضل، ولذا يجب أن نتخلص من السلبيات ونركز على المشاكل الفنية التي يعاني منها المنتخب العراقي ومن بينها بطء الانتقال من الدفاع للهجوم حتى نتفوق.
من جانبه، قال المدرب عبد العزيز الخالد إن الضغط نفسي الكبير الذي كان عليه الجميع قبل مباراة تايلاند قد يكون له أثر نسبي، خصوصا أن هناك صرفا ماليا كبيرا حصل والجميع كان يترقب المخرجات، خصوصا أن الدوري السعودي قوي وكان الجميع ينتظر أن يرى منتخبا قويا.
وأضاف: مشكلة المنتخب السعودي الأساسية كانت البطء الشديد في نقل الكرة والتنظيم بشكل عام في أرض الملعب، مع التأكيد على أن منتخب تايلاند يمكن وبشكل كبير أن يحرج فرق المجموعة بكونه كان منظما ويمتاز بالسرعة في الأداء والقوة والروح والقتالية. وأضاف: لم نر أي بصمة للمدرب مارفيك كانت الجماعية غائبة والتنظيم الدفاعي الذي يمثل مرتكزا رئيسيا وأساسيا كان شبه معدوم، كنا نتمنى أن نرى بوضوح أن هناك سهولة في التواصل بين المدافع أسامة هوساوي والمهاجم نايف هزازي من خلال النهج الفني الجماعي، كان هناك تباعد في الخطوط، ليس هناك توازن مع عدم وجود مؤشر على إمكانية قطع الكرة من المنتخب المقابل.
وعن مباراة العراق قال الخالد: بعيدا عن الضغوط؛ المقاييس الفنية لنا مع العراق يتوجب أن تظهر استراتيجية في المباراة القادمة بالتنظيم الدفاعي والهجوم وعدم الاعتماد على الكرات العرضية العالية لهزازي فقط، يجب أن يمنح هزازي الفرصة لتقدم تيسير والعابد في الهجوم من خلال فتح ثغرات، ويتطلب تنويع اللعب، وخلق ركلات حرة لينفذها الرويلي أو حسن معاذ أو منصور الحربي، واللعب أمام العراق بطريقتهم وهي الروح القتالية في قطع الكرات وفي حال حصل ذلك يمكن أن نفوز.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».