محكمة أميركية تسقط حكمًا سابقًا عن منظمة التحرير بدفع 655 مليون دولار

الحكومة الفلسطينية رحبت بقرارها الذي يرفع عنها شبهة تهمة إرهاب كانت محتملة

محكمة أميركية تسقط حكمًا سابقًا عن منظمة التحرير بدفع 655 مليون دولار
TT

محكمة أميركية تسقط حكمًا سابقًا عن منظمة التحرير بدفع 655 مليون دولار

محكمة أميركية تسقط حكمًا سابقًا عن منظمة التحرير بدفع 655 مليون دولار

رحبت الحكومة الفلسطينية بإلغاء محكمة أميركية حكما ضد السلطة الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية، يقضي بدفع 655 مليون دولار، إثر دعوى كانت رفعتها عائلات إسرائيلية من أصل أميركي، على خلفية أحداث انتفاضة الأقصى: «وزعمت أن أفرادا منها لقوا مصرعهم خلال هجمات ضد مستوطنين في الأرض الفلسطينية».
وأشاد المتحدث الرسمي باسم الحكومة، يوسف المحمود، بجهود وزارة المالية، وبجهود المؤسسة الفلسطينية التي عملت طوال الفترة السابقة بشكل حثيث، إلى أن تكللت جهودها بإسقاط «الحكم»، الذي يعد نصرا كبيرا، وإسقاطا لمحاولة ابتزاز منظمة التحرير والسلطة الوطنية، عن طريق إلصاق شبهة الإرهاب بها.
وشدد المتحدث الرسمي على أن للشعب الفلسطيني حقوقا كبيرة جدا منذ وقوع النكبة في العام 1948 وحتى اليوم، يجب أن ترد له، وأن الذي يتحمل كامل المسؤولية عما يجري في الأرض الفلسطينية هو الاحتلال.
ودعا المتحدث الرسمي المجتمع الدولي والعالم إلى السعي بصدق من أجل إحقاق الحق وإزالة الظلم الذي يثقل كاهل الشعب الفلسطيني منذ قرن من الزمان.
وكانت محكمة استئناف أميركية أسقطت، أول من أمس، حكما سابقا بدفع السلطة الفلسطينية مبلغا قدره 655 مليون دولار، على خلفية دعوى تتهمها بالتورط في هجمات داخل إسرائيل.
وقالت محكمة الاستئناف في مدينة نيويورك إن قاضيا في محكمة أقل درجة أخطأ في اعتبار أن له سلطة قضائية على المتهمين، في حين يتعلق بدعوى الأسر الأميركية التي اتهمت السلطة الفلسطينية.
وقضت محكمة الاستئناف برفض الدعوى التي قدمتها الأسر الأميركية، التي يحمل بعض أبنائها الجنسية الإسرائيلية.



مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
TT

مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)

استهلت جماعة الحوثيين شهر رمضان بتنفيذ حملات تعسف ضد أفران الخبز الخيرية بالعاصمة المختطفة صنعاء، وذلك في سياق إعاقتها المتكررة للأعمال الإنسانية والخيرية الرامية للتخفيف من حدة معاناة اليمنيين بالمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وتحدثت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن بدء مشرفين حوثيين برفقة مسلحين يتبعون ما تسمى «هيئة الزكاة الحوثية» تنفيذ حملات دهم بحق مخابز خيرية تتبع مبادرات تطوعية ومؤسسات خيرية ورجال أعمال في مديريات متفرقة بصنعاء، لإرغام العاملين فيها على دفع إتاوات، أو تعرضها للإغلاق والمصادرة.

وأكدت المصادر أن الحملة المباغتة استهدفت في أول يوم من انطلاقها 14 مخبزاً خيرياً في أحياء بيت معياد وبير عبيد والجرداء والقلفان والسنينة ومذبح بمديريتي السبعين ومعين بصنعاء، وأسفرت عن إغلاق 4 مخابز منها لرفضها دفع إتاوات، بينما فرضت على البقية دفع مبالغ مالية يتم توريدها إلى حسابات ما تسمى «هيئة الزكاة».

اتساع رقعة الجوع يجبر آلاف اليمنيين للاعتماد على المبادرات الإنسانية (أ.ف.ب)

وأثار الاستهداف الحوثي موجة غضب واسعة في أوساط السكان والناشطين في صنعاء، الذين أبدوا استنكارهم الشديد لقيام الجماعة بابتزاز المخابز الخيرية، رغم أنها مُخصصة للعمل التطوعي والخيري، وإشباع جوع مئات الأسر المتعففة.

استهداف للفقراء

واشتكى عاملون في مخابز خيرية طاولها استهداف الحوثيين في صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، من تكثيف حملات التعسف ضد المخابز التي يعملون فيها، وأكدوا أن الحملة التي شنتها الجماعة أجبرتهم على دفع إتاوات، بينما هددت أخرى بالإغلاق حال عدم الاستجابة لأوامرها.

واتهم العاملون الجماعة الحوثية بأنها تهدف من خلال حملات التعسف لتضييق الخناق على فاعلي الخير والمؤسسات والمبادرات التطوعية الإنسانية والخيرية بغية منعهم من تقديم أي دعم للفقراء الذين تعج بهم المدن كافة التي تحت قبضتها.

امرأة في صنعاء تبحث في برميل القمامة عن علب البلاستيك لجمعها وبيعها (الشرق الأوسط)

ويزعم الانقلابيون الحوثيون أن حملتهم تستهدف الأفران التي تقوم بتوزيع الخبز خلال رمضان للفقراء بطريقة تصفها الجماعة بـ«المخالفة»، ودون الحصول على الإذن المسبق من «هيئة الزكاة»، والمجلس الأعلى للشؤون الإنسانية التابع لها، والمخول بالتحكم في المساعدات.

وبينما حذرت مصادر إغاثية من مغبة استمرار الاستهداف الحوثي للمخابز الخيرية لما له من تأثير مباشر على حياة ومعيشة مئات الأسر الفقيرة، اشتكت عائلات فقيرة في صنعاء من حرمانها من الحصول على الخبز نتيجة حملات التعسف الأخيرة بحق الأفران.

وتؤكد المصادر الإغاثية أن التعسف الحوثي يستهدف الفقراء والمحتاجين في عموم مناطق سيطرة الجماعة من خلال مواصلة انتهاج سياسات الإفقار والتجويع المتعمدة، والسعي إلى اختلاق مبررات تهدف إلى حرمانهم من الحصول على أي معونات غذائية أو نقدية.

نقص الغذاء

ويتزامن هذا الاستهداف الانقلابي مع تحذيرات دولية حديثة من نقص الغذاء في اليمن حتى منتصف العام الحالي.

وفي تقرير حديث لها، نبَّهت «شبكة الإنذار المبكر من المجاعة» إلى أن ملايين اليمنيين سيعانون من عجز حقيقي في استهلاك الغذاء حتى منتصف العام الحالي على الأقل، حيث تستمرُّ الصدمات الاقتصادية الكلية، الناجمة عن الصراع المستمر في البلاد، في تقييد وصول الأسر بشدة إلى الغذاء.

يمنيات أمام بوابة أحد المطاعم في صنعاء للحصول على وجبة مجانية (الشرق الأوسط)

ولفتت الشبكة المعنية بمراقبة أوضاع الأمن الغذائي في العالم والتحذير من المجاعة إلى أن مجموعة من المناطق تحت سيطرة الحوثيين لا تزال تواجه نتائج الطوارئ، وهي «المرحلة 4» من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أي على بُعد مرحلة واحدة من المجاعة.

واعتاد الانقلابيون الحوثيون منذ سنوات أعقبت الانقلاب والحرب، على استخدام مختلف الأساليب والطرق لتضييق الخناق على الجمعيات والمبادرات المجتمعية الإنسانية والخيرية، بغية حرمان اليمنيين من الحصول على أي مساعدات قد تبقيهم على قيد الحياة.