المشهد: الأعلى أجرًا

المشهد: الأعلى أجرًا
TT

المشهد: الأعلى أجرًا

المشهد: الأعلى أجرًا

* عندما كان دواين جونسون صغيرًا، كان والداه غير قادرين على دفع أجرة المسكن الذي يؤويهما. كانا من الفقر بحيث امتنعا عن تأمين دراسته لأكثر من بضعة أعوام، وعلى نحو متقطع، كما ذكر ذات مرّة.
* الآن، هو الممثل الأعلى أجرًا بين كل الممثلين والممثلات حول العالم. وحسب «فوربس»، وصلت عائداته إلى 64 مليون دولار في العام الماضي، وهذا أكثر من ضعف ما أنجزه من أجر في عام 2014.
* وصوله إلى هذه السدّة والمكانة لم يتحقق بمجرد رغبته في النجاح. كلنا لدينا رغبات مختلفة مادية وغير مادية، والقليل منا يحقق ما يصبو إليه. لكن ما ساعده، ويساعد سواه من الذين يحققون ما يحلمون به، هو الإصرار على تحقيق الرغبة، مع شعور دفين بأن الماضي المتعثر الذي عاشوه يجب أن يكون حافزًا، وليس مانعًا. وهذا بدوره يدفع لوضع خطة عمل تستند إلى توظيف الموهبة، أيا كانت، وتوفير الشروط إلى ذلك.
* بالنسبة لدواين جونسون خاض حلبات المصارعة، وأصبح بطلاً، ثم مال إلى التمثيل، ليصبح اليوم الممثل الأنجح، ولو بالمعايير المالية البحتة. ليس حكاية فريدة، إذا ما راجع المرء تواريخ وحياة شخصيات عدة في أكثر من مجال، لكنه أمر بالغ الأهمية لمن عانى وهو صغير من شظف الحياة.
* هناك دراسة سويدية عمرها الآن نحو خمس عشرة سنة، استخدمها فيلم تسجيلي شوهد آنذاك، عن الدوافع التي تشحذ الصغار للإجادة، ومنها الوحدة والفقر والشعور بالتمييز وبالدونية. طبعًا، ليس كل من يشعر بهذه الصفات ينقلب عالمًا أو أديبًا أو سينمائيًا، بل هناك الفضول صوب المعرفة، مصحوبا بالقدرة على التخيل.
* لذلك، أشارت الدراسة، إلى أن وحدة الولد، مثلاً، تلعب دورًا كبيرًا. فتلك الألعاب اليدوية التي يعايشها وهو صغير، تجعله يستخدم خياله، فإذا بها تتنفس وتتحرك كما يتصوّر، ليس لعاهة فيه، بل نتيجة توقه لصنع عالم آخر غير الذي يعيشه. هذا للأسف لم يعد المنوال السائد بعد ابتداع الألعاب التكنولوجية والديجيتالية التي طغت بسلبياتها على الصغار، مانعة إياهم من استخدام المخيلة، ودافعة بهم إلى التعامل المباشر مع عناصر غريبة تدعي أنها تؤمن لهم كل شيء.
* الخمسة الآخرون الذين يلوا جونسون إيرادًا هم: جاكي تشان (61 مليون)، ومات دامون (55 مليون)، وتوم كروز (53 مليون)، وجوني دب (48 مليون)، وبن أفلك (43 مليون).



8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
TT

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة وإلقاء ما تيسَّر له من تعابير فرحٍ وثناء.

لا يختلف وضع العام الحالي عن الوضع في كل عام، فجميع آمال العاملين في هذه الصّناعة الفنية المبهرة يقفون على أطراف أصابعهم ينتظرون إعلان ترشيحات «الأوسكار» الأولى هذا الشهر. وحال إعلانها سيتراجع الأمل لدى من لا يجد اسمه في قائمة الترشيحات، وترتفع آمال أولئك الذين سترِد أسماؤهم فيها.

يتجلّى هذا الوضع في كل مسابقات «الأوسكار» من دون تمييز، لكنه أكثر تجلّياً في مجال الأفلام الأجنبية التي تتقدّم بها نحو 80 دولة كل سنة، تأمل كل واحدة منها أن يكون فيلمها أحد الأفلام الخمسة التي ستصل إلى الترشيحات النهائية ومنها إلى الفوز.

«ما زلت هنا» لوولتر ساليس (ڤيديو فيلمز)

من المسافة صفر

لا يختلف العام الحالي في شكل التنافس وقيمته بل بأفلامه. لدينا للمناسبة الـ97 من «الأوسكار» 89 دولة، كلّ واحدة منها سبق أن تنافست سابقاً في هذا المضمار. لكن المختلف هو بالطبع الأفلام نفسها. بعض ما شُوهد منها يستحق التقدير، والفرق شاسع بين ما يستحق التقدير وبين ما يستحق الترشيح والوصول إلى التّصفية.

الحلمُ في تحقيق هذه النقلة يسيطر على المخرجين والمنتجين العرب الذين نفّذوا أعمالهم الجديدة خلال هذه السنة وسارعوا لتقديمها.

من بينهم المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، الذي وفّر خلال العام الحالي فيلمين، واحدٌ من إخراجه بعنوان «أحلام عابرة»، والثاني بتوقيع 22 مخرجاً ومخرجة أشرف مشهراوي على جمع أفلامهم في فيلم طويل واحد بعنوان «من المسافة صفر»، وجميعها تتحدّث عن غزة، وما حدث فيها في الأسابيع الأولى لما يُعرف بـ«طوفان الأقصى». بعض تلك الحكايا مؤثرٌ وبعضها الآخر توليفٌ روائي على تسجيلي متوقع، لكنها جميعها تكشف عن مواهب لو قُدِّر لها أن تعيش في حاضنة طبيعية لكان بعضها أنجز ما يستحق عروضاً عالمية.

لا ينحصر الوضع المؤلم في الأحداث الفلسطينية بل نجده في فيلم دانيس تانوفيتش الجديد (My Late Summer) «صيفي المتأخر». يقدم تانوفيتش فيلمه باسم البوسنة والهرسك، كما كان فعل سنة 2002 عندما فاز بـ«الأوسكار» بصفته أفضل فيلم أجنبي عن «الأرض المحايدة» (No Man‪’‬s Land). يفتح الفيلم الجديد صفحات من تاريخ الحرب التي دارت هناك وتأثيرها على شخصية بطلته.

«صيفي الأخير» لدانيس تانوفيتش (بروبيلر فيلمز)

مجازر كمبودية

تختلف المسألة بالنسبة للاشتراك الصّربي المتمثّل في «قنصل روسي» (Russian Consul) للمخرج ميروسلاڤ ليكيتش. في عام 1973 عندما كانت يوغوسلاڤيا ما زالت بلداً واحداً، عاقبت السلطات الشيوعية هناك طبيباً إثر موت مريض كان يعالجه، وأرسلته إلى كوسوڤو حيث وجد نفسه وسط تيارات انفصالية مبكرة ونزاع حول الهوية الفعلية للصرب. حسب الفيلم (الاشتراك الثاني لمخرجه للأوسكار) تنبأت الأحداث حينها بانهيار الاتحاد السوفياتي و«عودة روسيا كروسيا» وفق قول الفيلم.

التاريخ يعود مجدداً في فيلم البرازيلي والتر ساليس المعنون «ما زلت هنا» (I‪’‬m Still Here) وبطلته، أيضاً، ما زالت تحمل آلاماً مبرحة منذ أن اختفى زوجها في سجون الحقبة الدكتاتورية في برازيل السبعينات.

في الإطار نفسه يعود بنا الاشتراك الكمبودي (التمويل بغالبيته فرنسي) «اجتماع مع بُل بوت» (Meeting with Pol Pot) إلى حقبة السبعينات التي شهدت مجازرعلى يد الشيوعيين الحاكمين في البلاد، ذهب ضحيتها ما بين مليون ونصف ومليوني إنسان.

وفي «أمواج» (Waves) للتشيكي ييري مادل، حكاية أخرى عن كيف ترك حكمٌ سابقٌ آثاره على ضحاياه ومن خلفهم. يدور حول دور الإعلام في الكشف عن الحقائق التي تنوي السلطة (في السبعينات كذلك) طمسها.

تبعات الحرب الأهلية في لبنان ليست خافية في فيلم ميرا شعيب «أرزة»، الذي يدور حول أم وابنها يبحثان عن سارق دراجة نارية ويتقمصان، في سبيل ذلك، شخصيات تنتمي إلى الطائفة التي قد تكون مسؤولة عن السرقة. هما سنّيان هنا وشيعيان هناك ومسيحيان أو درزيان في مواقع أخرى وذلك للتأكيد على أن التربة الطائفية ما زالت تنبض حية.

حتى كوريا الجنوبية ما زالت تحوم حول الانقلاب (وهي تعيش اليوم حالة مشابهة) الذي وقع في مثل هذا الشهر من سنة 1979 عندما اغتيل الرئيس بارك على يد رئيس شعبة الدفاع لي تايدو-غوانغ (أُلقي القبض عليه لاحقاً وأُعدم). هذا هو ثالث فيلم شاهده الناقد كاتب هذه الكلمات حول الموضوع نفسه.