التشكيلية ابتهال توفيق تنقل عبر أعمالها الفنية سحر تراث الشرق إلى أوروبا

تعمل على تعريف الألمان بجمال العمارة في الشرق من بيوت وأزقة وشناشيل

TT

التشكيلية ابتهال توفيق تنقل عبر أعمالها الفنية سحر تراث الشرق إلى أوروبا

رغم ابتعادها عن بلدها العراق منذ نحو أربعة أعوام والعيش في ألمانيا، فإن الفنانة التشكيلية ابتهال توفيق لم تنس بلدها الأم، وهي ترسم لوحاتها ذات الألوان الزاهية، فتراث وتاريخ بلاد ما بين النهرين ما زال ينعكس على غالبية أعمالها الفنية خاصة فن الرسم على الزجاجيات والأعمال اليدوية.
انطلقت ابتهال توفيق في عالم الفن التشكيلي منذ نعومة أظافرها في مدينتها خانقين، حيث رسمت كل ملامح هذه المدينة وتراثها وبساتينها والحياة اليومية فيها، وشاركت خلال مراحل دراستها الابتدائية والمتوسط والإعدادية في كافة المعارض التي كانت تنظم في هذه المدينة المعروفة بثقافتها وحبها للفن والأدب والحضارة.
«الشرق الأوسط»، التقت الفنانة التشكيلية ابتهال توفيق، ودار معها هذا الحديث الفني الذي سافر بنا بين اللوحات التي صورت الأزقة التراثية الجميلة والأزهار، التي ورغم كل الظروف التي مرت بها هذه البلاد لم تهجر منازلها القديمة.
تقول الفنانة ابتهال: «مع دخولي لكلية الفنون الجميلة في بغداد بدأت فرشاتي تتطور وتنمو في محيطها الخاص، فانطلقت رحلة اللون من تلك اللحظة»، وتضيف: «فن الرسم هو كل حياتي، ولا أستطيع الاستغناء عنه، واعتبره المتنفس لأعبر به عما بداخلي وأصقله على اللوحة».
ورغم خوضها الرسم حسب المدارس التشكيلية المتنوعة، فإن ابتهال تعُد الطبيعة مدرسة لها، وتوضح بالقول: «الطبيعة والتراث هما المسيطران على أعمالي، وهذا لأنني أعشقهما، التراث أحييه عن طريق الرسم على الزجاج والأزياء وبعض اللوحات، وأما الطبيعة فتتمثل في رسم الزهور التي أعتبرها أجمل شيء وأتصورها المرأة بجمالها».
وتردف بالقول: «أنا أنتمي إلى المدرسة الانطباعية، لكن التجربة في حياتنا تغوص بنا في كل الطرق وتُدخلنا في كافة المدارس». لوحات الفنانة ابتهال وأعمالها الفنية التشكيلية الأخرى تمتاز بتنوع الألوان التي تمنح عملية مشاهدة لواحاتها متعة أخرى تجذب العين وتدخل البهجة إلى النفس، وعما إذا كانت تفضل لونا عن آخر في الرسم، تقول هذه الفنانة: «الألوان تعني لي الحياة، فأنا لا أحب الألوان الحيادية، إن لم تتضمن ألوانا حارة وباردة، ولا أنجذب إلى أي شيء يفتقر إلى الألوان»، مستدركة بالقول: «اللون الأخضر هو المقرب لقلبي لأنه لون الأمل».
لا تخلو طقوس ولادة لوحة جديدة لدى ابتهال توفيق من الموسيقى الهادئة، فالموسيقى هي مكملة للرسم لديها، وتمضي بالحديث عن كيفية رسمها للوحة جديدة: «طقوس ولادة اللوحة لدي تتمثل في تهيئة أجواء هادئة تزينها الموسيقى، لأنني لا أستطيع أن أرسم بعيدا عن الموسيقى، أعيش خلال رسم اللوحة أجواء غير الأجواء العادية، وعند الوصول إلى منتصف الطريق أمارس الرياضة السويدية وأكمل ما تبقى من اللوحة مع فنجان قهوتي».
تعمل هذه الفنانة التشكيلية ومنذ وصولها إلى ألمانيا واستقرارها في مدينة ميونيخ على تعريف الألمان وأوروبا بشكل عام بالتراث الشرقي، وبجمال العمارة في الشرق من بيوت وأزقة وشناشيل والأبواب ونقوشها، وتزين الملابس والزجاجيات بالرموز الشرقية القديمة. وتقول عن تجربتها في ألمانيا: «الغربيون يتذوقون الفنون الشرقية، عند مشاركتي في السوق الفنية التي أقيمت في ميونيخ، كان هناك إقبال كبير على أعمالي البغدادية والشرقية والتراثية».
شاركت هذه الفنانة التشكيلية في ثلاثة معارض مشتركة مع رسامين ألمان، وعرضت نتاجاتها الفنية التراثية في سوقين فنيين، فشهدت أعمالها إقبالا كبيرا من قبل هواة الفن الألمانيين. الرواج الذي لاقته أعمالها التشكيلة، ونيلها عضوية جمعية الفنون في ميونيخ، دفع بها إلى الاستعداد للمشاركة بأعمال جديدة في المعرض التشكيلي الدولي الذي سينظم في سبتمبر (أيلول) القادم في ألمانيا، والاستعداد للمشاركة في السوق الفنية التي ستبدأ أعمالها في أكتوبر (تشرين الأول) القادم في ألمانيا.
حصلت هذه الفنانة التشكيلة حتى الآن على عدة جوائز وشهادات تقديرية على ما أنجزته من أعمال فنية، ومن أبرز هذه الجوائز درع من دولة قطر، وشهادات تقديرية من بغداد ومدينتي السليمانية وكركوك، ومن ميونيخ الألمانية، وتسعى إلى افتتاح مشروع في مجال الفن التشكيلي، وتسلط الضوء على المشروع: «أسعى من أجل امتلاك غاليري لعرض النتاجات التشكيلية للفنانين العراقيين هنا في ألمانيا».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.