بعد يوم واحد من تحريرها، شهدت ناحية القيارة (73 كيلومترا جنوب مدينة الموصل) أمس، عمليات تمشيط وتطهير من العبوات الناسفة التي زرعها «داعش» في غالبية طرقها وأبنيتها، نفذها الجيش العراقي كي يتسنى لسكانها المحاصرين الحصول على المساعدات الإنسانية.
وقال مساعد آمر الفوج الأول من الفرقة 15 من الجيش العراقي، الرائد أمين شيخاني، لـ«الشرق الأوسط» إن «مسلحي التنظيم المحاصرين داخل الناحية قُتلت غالبيتهم أثناء تحرير الناحية وتجاوز عدد القتلى 170 قتيلا، وأكثر من 80 من هؤلاء القتلى كانوا من مسلحي التنظيم الأجانب»، مشيرا إلى أن غالبية المسلحين الأجانب الذين قتلوا في القيارة كانوا آسيويين وشيشانيين وروس. وقال إن تنظيم داعش زرع عددا كبيرا من العبوات الناسفة والمتفجرات في مركز الناحية وفخخ غالبية الطرق والمباني فيها. وأضاف أنه بعد انتهاء عملية التحرير «بدأت قواتنا فورا بعملية تمشيط أحياء المدينة وإبطال العبوات الناسفة وفتح الطرق».
وبعد مضي أكثر من عامين على سقوطها بيد «داعش»، تمكن سكان القيارة أخيرا من التخلص من التنظيم والقيود التي فرضها عليهم طيلة تلك المدة. ويقول سكان المدينة إن الأوضاع الإنسانية فيها صعبة جدا، وبحسب مجلس محافظة نينوى، فإن البلدة تعاني من نقص حاد في الغذاء والدواء والخدمات الرئيسية.
وفي السياق ذاته، بين عضو مجلس محافظة نينوى، عبد الرحمن الوكاع، أن الوضع الإنساني في القيارة قبل تحريرها كان مأساويا وانتهكت حقوق سكانها من قبل تنظيم داعش ولم يستطع أي شخص منهم أن يخرج من منزله خلال الأيام الماضية بسبب المعارك المستمرة، لذا هم اليوم في أمس الحاجة إلى الإغاثة العاجلة، وأضاف الوكاع: «أنا حاليا موجود في البوابة الجنوبية لمدينة القيارة وبصحبة نحو أربع شاحنات من المواد الغذائية، بعد أن تنتهي عملية تطهير أحياء المدينة من العبوات الناسفة خلال هذين اليومين سنوصل فورا المساعدات الإنسانية إلى الأهالي»، مشيرا إلى وجود ما بين 15 و20 ألف شخص داخل البلدة، لافتا إلى أن البلدة «لا تخلو من آثار التفجيرات التي نفذها داعش وقذائف الهاون التي أطلقها على المدينة أثناء تحريرها، كذلك قصف التحالف الدولي بعض المنازل التي كان التنظيم يتخذها مقرات له، لكن نسبة الدمار الذي لحق بالبلدة ليست كبيرة».
وتحتل القيارة موقعا استراتيجيا مهما من كافة النواحي، وبتحريرها تكون القوات العراقية قد امتلكت مفتاح تحرير مدينة الموصل، وفي الوقت ذاته تمتلك المدينة عددا كبيرا من الآبار النفطية التي كان التنظيم يستفيد منها في الحصول على أموال كبيرة لتمويل عملياته، فيمكن القول إنها كانت أحد الشرايين الاقتصادية الرئيسية لـ«داعش».
في غضون ذلك، أوضح مسؤول تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في قضاء مخمور (جنوب شرقي الموصل)، رشاد كلالي أن للقيارة «أهمية كبيرة، خاصة أنها تحتضن قاعدة جوية ومصفاتين للنفط، والكثير من آبار النفط، هذا بالإضافة إلى أنها منطقة زراعية غنية، لذا فإن تحرير هذه الناحية المهمة تعتبر ضربة قوية لـ(داعش) في الموصل، وتحرير هذه الناحية يعني البدء بعملية تحرير مدينة الموصل»، مشيرا إلى أن مسلحي «داعش» انسحبوا باتجاه قرى الحود والزاوية وناحية الشورة. وأكد أن «القيارة كانت تمثل واحدا من أهم معاقل التنظيم على مستوى الموصل، ولم يبق من معاقل قوة التنظيم سوى ناحيتي حمام العليل والشورة، وبالتأكيد الوجهة المقبلة للقوات العراقية ستكون هاتين الناحيتين».
7:57 دقيقة
غداة تحريرها.. سكان القيارة جنوب الموصل محاصرون بمتفجرات «داعش»
https://aawsat.com/home/article/723656/%D8%BA%D8%AF%D8%A7%D8%A9-%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1%D9%87%D8%A7-%D8%B3%D9%83%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B5%D9%84-%D9%85%D8%AD%D8%A7%D8%B5%D8%B1%D9%88%D9%86-%D8%A8%D9%85%D8%AA%D9%81%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%C2%AB%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4%C2%BB
غداة تحريرها.. سكان القيارة جنوب الموصل محاصرون بمتفجرات «داعش»
مقتل أكثر من 170 مسلحًا 80 منهم أجانب
- أربيل: دلشاد عبد الله
- أربيل: دلشاد عبد الله
غداة تحريرها.. سكان القيارة جنوب الموصل محاصرون بمتفجرات «داعش»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة