حل طلاسم «الكاجوال الرسمي»https://aawsat.com/home/article/722091/%D8%AD%D9%84-%D8%B7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D9%85-%C2%AB%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A7%D8%AC%D9%88%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D9%85%D9%8A%C2%BB
من اقتراحات «بيرلوتي» لخريف 2016 وشتاء 2017 - من اقتراحات «هيرميس» لخريف 2016 وشتاء 2017 - أحيانًا تكفي قطعة واحدة «سبور» لخلق التوازن المطلوب.. قد تكون هذه القطعة بنطلون جينز أو «تي - شيرت»
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
حل طلاسم «الكاجوال الرسمي»
من اقتراحات «بيرلوتي» لخريف 2016 وشتاء 2017 - من اقتراحات «هيرميس» لخريف 2016 وشتاء 2017 - أحيانًا تكفي قطعة واحدة «سبور» لخلق التوازن المطلوب.. قد تكون هذه القطعة بنطلون جينز أو «تي - شيرت»
نسمع كثيرا عن « الكاجوال الرسمي» كأسلوب عصري جدي، وللوهلة الأولى يبدو المعنى واضحا وبسيطا يتلخص في المزج بين الكلاسيكي والكاجوال، ومع ذلك فإنه يصيب البعض بالحيرة، خصوصا أولئك الذين أدمنوا المظهر الرسمي، ووجدوا فيه راحتهم لطول تعاملهم معه. الشيء ذاته يُقال عن الذين لازمهم الأسلوب «السبور» منذ فترة الصبا والمراهقة، من دون أن ننسى الرجل الذي عايش موضة التسعينات وتعود على كل ما هو مريح، مثل قمصان البولو والبنطلونات المستوحاة من الأسلوب العسكري، ذات التصاميم المريحة والجيوب المتعددة التي انتعشت في تلك الفترة، الأمر الذي يجعل التخلي عنها التي يتخيلها المنادون بالأسلوب الجديد. ما يزيد من حيرة شريحة كبيرة من الرجال أن كثيرًا من الدعوات الخاصة تُحدده حاليا لحضور حفل مسائي، في الوقت الذي تشجع عليه أماكن العمل وتنادي بتقبله أسلوبًا بديلاً للرسمي، مع فارق كبير بين المناسبتين. فـ«الكاجوال الأنيق» الذي يناسب المساء والسهرة ليس هو الذي يناسب أماكن العمل والعكس، لأن الأول يعني بدلة مفصلة من دون مبالغة في الإكسسوارات بالاستغناء مثلا عن منديل الجيب أو الصديري، والثاني يحتمل عدة تأويلات بدءا من بدلة مفصلة مع قميص أو «تي - شيرت» دون ربطة عنق، إلى بنطلون جينز مع سترة «بلايزر» وحذاء رياضي وهلم جرا. ولعلنا نتذكر أن ما جعل هذا المفهوم يطفو على السطح ويتصدر نقاشات الموضة هذا العام أن شركات أميركية كبيرة، نذكر منها «جي بي مورغان»، و«بلاك روك» وغيرها، خففت من قيودها على الزي الرسمي، وسمحت لموظفيها بالتخفف من البدلة الرسمية وربطة العنق وما شابه، إلا إذا كانت خيارا شخصيا. تبرير هذه الشركات أن كثيرًا من العاملين فيها، لا سيما من الشباب، عبروا عن رغبتهم في اعتماد أزياء تشبه تلك التي يلبسها العملاء الذين يقابلونهم، حتى يُشعِروهم بالراحة، خصوصا أن كثيرًا من هؤلاء العملاء يشتغلون إما في مجالات فنية أو تكنولوجية، وبالتالي لا يميلون إلى ارتداء بدلات رسمية، الأمر الذي يجعل صورتهم مبالغًا في جديتها بالمقارنة. المشكلة الأساسية في «الكاجوال الرسمي» أنه مفهوم مفتوح على الكثير من الترجمات والتأويلات الشخصية، ولا يتقيد بأبجديات معينة يسهل اتباعها. ورغم ذلك عمدت محلات «ساكس فيفث أفينيو» على إصدار كتيب صغير بعنوان «الرسمي الكاجوال الجديد»، تستهدف منه فك طلاسم هذا المفهوم ومساعدة الرجل على التعامل معه بمرونة. يأتي الكتيب على شكل «كاتالوج» يتضمن خمس اقتراحات، أو بالأحرى إطلالات، يمكن للرجل أن يشتريها من المحل بالكامل، إذا كان جديدًا على الموضة ولا يتمتع بالثقة الكافية للعب بالأسلوب بطريقته الخاصة، أو الاكتفاء بقطع معينة يضيفها إلى ما يمتلكه من القطع. في أول صفحة تظهر صورة لعارض في بدلة باللون الأزرق الغامق مع قميص أبيض وربطة عنق رشيقة تعبق بالديناميكية من دون أن تكون تغييرا جُذريا عما تعود عليه. فما حرصت عليه المحلات هنا عدم خض المبتدئين، وذلك بتقديمهم إلى إطلالات تتدرج من «الرسمي الكاجوال» إلى «الكاجوال الرسمي». ويشير الكتيب إلى أن هناك سبع أساسيات لإتقان هذا المظهر تشمل القميص، ويمكن أن يكون «تي - شيرت بولو»، البنطلون المفصل، الحذاء الهجين بين الرسمي والعصري، الحقيبة الجلدية، كنزة مفتوحة على شكل سترة، وكنزة صوفية خفيفة، ومعطف خفيف بلون حيادي وقماش يناسب كل الأجواء والمواسم. خبراء آخرون يؤكدون أن المسألة تتعلق بالذوق الشخصي وخطوات بسيطة لا تتطلب بالضرورة إلماما كبيرا بالموضة ولا خبرة طويلة فيها، إذ تتلخص في مزج أزياء المكتب بأزياء الأيام العادية بجرعات تناسب الذوق الشخصي. هذه الشريحة تقول إن «الكاجوال الرسمي» قد يعني قميصا مفصلا مع بنطلون عادي من الصوف، أو من الجينز الغامق اللون، وسترة «بلايزر» وحذاء رسميًا لمساء أو حذاء رياضيًا للنهار.
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
إذا كنتِ مداومة على التسوق في محلات «زارا» لأسعارها ونوعية ما تطرحه، فإنكِ قد تتفاجئين أن تعاونها الأخير مع العارضة البريطانية المخضرمة كايت موس سيُكلَفكِ أكثر مما تعودت عليه. فهناك معطف قصير على شكل جاكيت من الجلد مثلاً يقدر سعره بـ999 دولاراً أميركياً، هذا عدا عن قطع أخرى تتراوح بين الـ200 و300 دولار.
ليست هذه المرة الأولى التي تخوض فيها كايت موس تجربة التصميم. كانت لها تجربة سابقة مع محلات «توب شوب» في بداية الألفية. لكنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع «زارا». ويبدو أن تعاون المحلات مع المشاهير سيزيد سخونة بالنظر إلى التحركات التي نتابعها منذ أكثر من عقد من الزمن. فعندما عيَنت دار «لوي فويتون» المنتج والمغني والفنان فاريل ويليامز مديراً إبداعياً لخطها الرجالي في شهر فبراير (شباط) من عام 2023، خلفاً لمصممها الراحل فرجيل أبلو؛ كان الخبر مثيراً للجدل والإعجاب في الوقت ذاته. الجدل لأنه لا يتمتع بأي مؤهلات أكاديمية؛ كونه لم يدرس فنون التصميم وتقنياته في معهد خاص ولا تدرب على يد مصمم مخضرم، والإعجاب لشجاعة هذه الخطوة، لا سيما أن دار «لوي فويتون» هي الدجاجة التي تبيض ذهباً لمجموعة «إل في إم إتش».
بتعيينه مديراً إبداعياً بشكل رسمي، وصلت التعاونات بين بيوت الأزياء الكبيرة والنجوم المؤثرين إلى درجة غير مسبوقة. السبب الرئيسي بالنسبة لمجموعة «إل في إم إتش» أن جاذبية فاريل تكمن في نجوميته وعدد متابعيه والمعجبين بأسلوبه ونجاحه. فهي تتمتع بماكينة ضخمة وفريق عمل محترف يمكنها أن تُسخِرهما له، لتحقيق المطلوب.
صفقة «لوي فويتون» وفاريل ويليامز ليست الأولى وإن كانت الأكثر جرأة. سبقتها علاقة ناجحة بدأت في عام 2003 بين لاعب كرة السلة الأميركي الشهير مايكل جوردان وشركة «نايكي» أثمرت عدة منتجات لا تزال تثير الرغبة فيها وتحقق إيرادات عالية إلى الآن.
كان من الطبيعي أن تلفت هذه التعاونات شركات أخرى وأيضاً المحلات الشعبية، التي تعاني منذ فترة ركوداً، وتشجعها على خوض التجربة ذاتها. أملها أن تعمَّ الفائدة على الجميع: تحقق لها الأرباح باستقطاب شرائح أكبر من الزبائن، وطبعاً مردوداً مادياً لا يستهان به تحصل عليه النجمات أو عارضات الأزياء المتعاونات، فيما يفوز المستهلك بأزياء وإكسسوارات لا تفتقر للأناقة بأسعار متاحة للغالبية.
الجديد في هذه التعاونات أنها تطورت بشكل كبير. لم يعد يقتصر دور النجم فيها على أنه وجه يُمثلها، أو الظهور في حملات ترويجية، بل أصبح جزءاً من عملية الإبداع، بغضّ النظر عن إنْ كان يُتقن استعمال المقص والإبرة أم لا. المهم أن يكون له أسلوب مميز، ورؤية خاصة يُدلي بها لفريق عمل محترف يقوم بترجمتها على أرض الواقع. أما الأهم فهو أن تكون له شعبية في مجال تخصصه. حتى الآن يُعد التعاون بين شركة «نايكي» ولاعب السلة الشهير مايكل جوردان، الأنجح منذ عام 2003، ليصبح نموذجاً تحتذي به بقية العلامات التجارية والنجوم في الوقت ذاته. معظم النجوم حالياً يحلمون بتحقيق ما حققه جوردان، بعد أن أصبح رجل أعمال من الطراز الأول.
المغنية ريهانا مثلاً تعاونت مع شركة «بوما». وقَّعت عقداً لمدة خمس سنوات جُدِّد العام الماضي، نظراً إلى النقلة التي حققتها للشركة الألمانية. فالشركة كانت تمر بمشكلات لسنوات وبدأ وهجها يخفت، لتأتي ريهانا وترد لها سحرها وأهميتها الثقافية في السوق العالمية.
المغنية ريتا أورا، أيضاً تطرح منذ بضعة مواسم، تصاميم باسمها لمحلات «بريمارك» الشعبية. هذا عدا عن التعاونات السنوية التي بدأتها محلات «إتش آند إم» مع مصممين كبار منذ أكثر من عقد ولم يخفت وهجها لحد الآن. بالعكس لا تزال تحقق للمتاجر السويدية الأرباح. محلات «مانغو» هي الأخرى اتَّبعت هذا التقليد وبدأت التعاون مع أسماء مهمة مثل فيكتوريا بيكهام، التي طرحت في شهر أبريل (نيسان) الماضي تشكيلة تحمل بصماتها، تزامناً مع مرور 40 عاماً على إطلاقها. قبلها، تعاونت العلامة مع كل من SIMONMILLER وكاميل شاريير وبيرنيل تيسبايك.
سيينا ميلر و«ماركس آند سبنسر»
من هذا المنظور، لم يكن إعلان متاجر «ماركس آند سبنسر» عن تعاونها الثاني مع سيينا ميلر، الممثلة البريطانية وأيقونة الموضة، جديداً أو مفاجئاً. مثل كايت موس، تشتهر بأسلوبها الخاص الذي عشقته مجلات الموضة وتداولته بشكل كبير منذ بداية ظهورها. فهي واحدة ممن كان لهن تأثير في نشر أسلوب «البوهو» في بداية الألفية، كما أن تشكيلتها الأولى في بداية العام الحالي، حققت نجاحاً شجع على إعادة الكرَّة.
موسم الأعياد والحفلات
بينما تزامن طرح تشكيلة «مانغو + فيكتوريا بيكهام» مع مرور 40 عاماً على انطلاقة العلامة، فإن توقيت التشكيلة الثانية لسيينا ميلر التي طُرحت في الأسواق في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أيضاً له دلالته، بحكم أننا على أبواب نهاية العام. فهذه تحتاج إلى أزياء وإكسسوارات أنيقة للحفلات. لم يكن الأمر صعباً على سيينا. فإلى جانب أنها تتمتع بأسلوب شخصي متميِز، فإنها تعرف كيف تحتفل بكل المناسبات بحكم شخصيتها المتفتحة على الحياة الاجتماعية.
وتعليقاً على هذا الموضوع، أعربت الممثلة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته قائلةً: «أحببت العمل على التشكيلة الأولى ويملؤني الحماس لخوض التجربة مرة أخرى. فالتشكيلة الثانية تتسم بطابع مفعم بالمرح والأجواء الاحتفالية، إذ تضم قطعاً أنيقة بخطوط واضحة وأخرى مزينة بالفرو الاصطناعي، بالإضافة إلى فساتين الحفلات والتصاميم المزينة بالطبعات والنقشات الجريئة والإكسسوارات التي يسهل تنسيق بعضها مع بعض، إلى جانب سراويل الدنيم المفضلة لديّ التي تأتي ضمن لونين مختلفين».
دمج بين الفينتاج والبوهو
تشمل التشكيلة وهي مخصصة للحفلات 23 قطعة، تستمد إلهامها من أسلوب سيينا الخاص في التنسيق إضافةً إلى أزياء مزينة بالترتر استوحتها من قطع «فينتاج» تمتلكها وجمَعتها عبر السنوات من أسواق «بورتوبيلو» في لندن، استعملت فيها هنا أقمشة كلاسيكية بملمس فاخر. لكن معظمها يتسم بقصَّات انسيابية تستحضر أسلوب «البوهو» الذي اشتهرت به.
مثلاً يبرز فستان طويل من الحرير ومزيَّن بأطراف من الدانتيل من بين القطع المفضلة لدى سيينا، في إشارةٍ إلى ميلها إلى كل ما هو «فينتاج»، كما يبرز فستانٌ بقصة قصيرة مزين بنقشة الشيفرون والترتر اللامع، وهو تصميمٌ يجسد تأثرها بأزياء الشخصية الخيالية التي ابتكرها المغني الراحل ديفيد بوي باسم «زيجي ستاردست» في ذلك الوقت.
إلى جانب الفساتين المنسابة، لم يتم تجاهُل شريحة تميل إلى دمج القطع المنفصلة بأسلوب يتماشى مع ذوقها وحياتها. لهؤلاء طُرحت مجموعة من الإكسسوارات والقطع المخصصة للحفلات، مثل كنزة من الدانتيل وبنطلونات واسعة بالأبيض والأسود، هذا عدا عن السترات المفصلة وقمصان الحرير التي يمكن تنسيقها بسهولة لحضور أي مناسبة مع أحذية وصنادل من الساتان بألوان شهية.
أرقام المبيعات تقول إن الإقبال على تشكيلات أيقونات الموضة جيد، بدليل أن ما طرحته كايت موس لمحلات «زارا» منذ أسابيع يشهد إقبالاً مدهشاً؛ كونه يتزامن أيضاً مع قرب حلول أعياد رأس السنة. ما نجحت فيه موس وميلر أنهما ركَزا على بيع أسلوبهما الخاص. رائحة السبعينات والـ«بوهو» يفوح منها، إلا أنها تتوجه إلى شابة في مقتبل العمر، سواء تعلق الأمر بفستان سهرة طويل أو جاكيت «توكسيدو» أو بنطلون واسع أو حذاء من الجلد.
رغم ما لهذه التعاونات من إيجابيات على كل الأطراف إلا أنها لا تخلو من بعض المطبات، عندما يكون النجم مثيراً للجدل. ليس أدلَّ على هذا من علاقة «أديداس» وعلامة «ييزي» لكيني ويست وما تعرضت له من هجوم بسبب تصريحات هذا الأخير، واتهامه بمعاداة السامية. لكن بالنسبة إلى ريهانا وفيكتوريا بيكهام وسيينا ميلر وكايت موس ومثيلاتهن، فإن الأمر مضمون، لعدم وجود أي تصريحات سياسية لهن أو مواقف قد تثير حفيظة أحد. كل اهتمامهن منصبٌّ على الأناقة وبيع الجمال.