قفز اسم مدينة «جرابلس» السورية إلى صدارة العناوين الإخبارية، مع إعلان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إطلاق عملية «درع الفرات» العسكرية، التي تنفذها قوات خاصة تركية بالتعاون مع قوات التحالف الدولي، لمكافحة تنظيم داعش المتطرف.
وتقع «جرابلس» في محافظة حلب (شمال سوريا)، وبالتحديد على نهر الفرات، قرب الحدود مع تركيا، وقد تراجع إليها عناصر تنظيم داعش المتطرف بعد طردهم من مدينة منبج على يد قوات سوريا الديمقراطية، منتصف الشهر الحالي.
وبعد أقل من شهرين على اندلاع الثورة السورية، في مارس (آذار) 2011، أسس ناشطون وإعلاميون مجموعة «أحرار جرابلس»، التي تركز دورها على النقل الإعلامي والدعم المادي. وفي يوليو (تموز) 2012، اندلعت اشتباكات بين ثوار جرابلس وقوات الأمن، دامت لثلاثة أشهر قبل تحريرها من قوات النظام، وتأسيس مجلس ثوري تم حله لاحقا، وحل محله مجلس مدني منتخب.
وبعد إعلان أبو بكر البغدادي في سبتمبر (أيلول) 2013 عن تنظيم داعش، أعلنت «جبهة النصرة» التي كانت موجودة في جرابلس مبايعة التنظيم، لكن في نهاية العام بدأ سكان جرابلس يتذمرون من تدخلات «داعش» في الشؤون الخاصة، لتبدأ مواجهات مع عشائر المدينة انتهت بتشديد التنظيم قبضته على المدينة الاستراتيجية.
وقد تعرضت المدينة لقصف من طيران التحالف الدولي الذي يستهدف مكافحة تنظيم داعش في سوريا.
وتقول تركيا إن أسباب التدخل العسكري التركي مع مقاتلي المعارضة السورية يستهدف بالأساس طرد التنظيمات الإرهابية منها، حيث أكد الرئيس إردوغان، اليوم، أن العملية «تستهدف المنظمات الإرهابية، مثل (داعش) و(الكردستاني)».
وبحسب مصادر عسكرية، فإن «درع الفرات» تستهدف أيضًا تأمين الحدود التركية مع سوريا، التي شهدت منذ 9 يناير (كانون الثاني) إطلاق 57 قذيفة هاون، و79 قذيفة كاتيوشا، وقذيفتين موجهتين مضادتين للدروع، على المناطق السكنية التركية، مما أودى بحياة 21 شخصا وإصابة 84 آخرين.
وقال وزير الداخلية التركي، في تصريحات لوكالة الأناضول، إن بلاده لن تسمح بأن يكون أمنها مهددا، وستتخذ كل التدابير الضرورية، وأضاف: «لن نسمح بأن تهاجم منظمات إرهابية تركيا أمام أنظارنا».
وأشار الوزير التركي إلى إن عملية «تطهير» بلدة جرابلس من مقاتلي «داعش» ستكون «نقطة تحول في المعركة مع التنظيم المتشدد».
سبب رئيسي آخر وراء التدخل العسكري التركي في سوريا هو أن خوف أنقرة من اتساع نفوذ تنظيم «ب ي د»، الامتداد السوري لمنظمة «بي كا كا»، على الحدود السورية التركية البالغ طولها 911 كيلومترا.
وصرح نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورطولموش، أمس (الثلاثاء)، بأن «تركيا تراقب عن كثب التطورات على خط مدينة جرابلس»، واعتبرها «مسألة أمن قومي بالنسبة لتركيا».
ما جرابلس.. ولماذا تدخلت تركيا فيها؟
ما جرابلس.. ولماذا تدخلت تركيا فيها؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة