البنتاغون ينتقد موسكو ويستبعد تعاونًا عسكريًا معها في سوريا

الخارجية: لن نستمر في مناقشات إلى أجل غير مسمى

البنتاغون ينتقد موسكو ويستبعد تعاونًا عسكريًا معها في سوريا
TT

البنتاغون ينتقد موسكو ويستبعد تعاونًا عسكريًا معها في سوريا

البنتاغون ينتقد موسكو ويستبعد تعاونًا عسكريًا معها في سوريا

بعد إعلان وزير الخارجية الأميركي جون كيري المتفائل إمكانية التوصل إلى اتفاق وشيك للتعاون العسكري مع روسيا في سوريا، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن تصرفات روسيا تجعل من الصعب النظر في أي تنسيق عسكري محتمل بين البلدين، وبرر مسؤول بالخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»، أنه يجب أولا أن تحل القضايا الخطيرة، قبل أن نتمكن من تنفيذ الخطوات التي اتفق عليها وزير الخارجية كيري مع نظيره الروسي لافروف في موسكو الشهر الماضي.
وكان كيري قد أعلن خلال زيارته لكينيا أول من أمس أن المحادثات بشأن التعاون العسكري بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن محاربة تنظيم داعش في سوريا، تقترب من نهايتها مع اجتماعات تعقدها الفرق الفنية من الجانبين لمناقشة التفاصيل، مشيرا إلى أنه من المرجح أن يجتمع مع نظيره الروسي سيرغي لافروف للوصول إلى نهاية للمناقشات، وتبادل المعلومات الاستخباراتية لتنسيق الضربات الجوية ضد جبهة النصرة التابعة لتنظيم «القاعدة» ومنع سلاح الجو السوري من مهاجمة جماعات المعارضة السورية المعتدلة.
فيما وجه بيتر كوك المتحدث باسم البنتاغون مساء الاثنين انتقادات لاذعة لروسيا بشأن ضرباتها الجوية في سوريا، وقال إن القصف العشوائي الروسي في سوريا يجعل أي اتفاق مستقبلي للتعاون مع الولايات المتحدة في المعركة ضد «داعش»، أكثر صعوبة بشكل كبير. وأشار إلى أنه لا يوجد تقدم تم إحرازه منذ لقاء كيري ولافروف الشهر الماضي في موسكو، بل اتهمت واشنطن النظام السوري ومن خلفه روسيا وإيران بتكثيف القصف العشوائي في حلب مع تجاهل تام لمعاناة السكان السوريين بما يضيف وقودا للحرب الأهلية في سوريا، دون أن يقلل من قدرة ونفوذ وإمكانيات الجماعات المتطرفة.
وقال كوك خلال المؤتمر الصحافي للبنتاغون مساء الاثنين، إن «التصعيد الأخير في الهجمات الجوية والبرية والقتال في حلب يثير قلق الولايات المتحدة ويزيد من المعاناة الإنسانية، والنظام السوري بمساعدة وتحريض روسيا وإيران، هو الذي يقود التصعيد مع حملة القصف العشوائي».
وأضاف كوك أن «التدخل العسكري الروسي في سوريا يفرض على الروس مسؤولية كبيرة حول مستقبل سوريا، وحان الوقت لروسيا كي تقوم بحماية المدنيين وضمان الوصول الحر للوكالات الإنسانية، وخلق ظروف مواتية لتحقيق انتقال سياسي».
وشدد المتحدث باسم البنتاغون أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة مع روسيا لحل تلك القضايا، مشددا على أننا لن ندخل في مناقشات إلى أجل غير مسمى لا تؤدي إلى نتائج». وتابع: «خلافا للمزاعم الأخيرة فنحن لم نستكمل خططا مع روسيا بشأن جهود تنسيق محتملة، ويجب أولا أن تحل القضايا الخطيرة قبل أن نتمكن من تنفيذ الخطوات التي اتفق عليها الوزير كيري والوزير لافروف في موسكو الشهر الماضي، ونحن لم نصل إلى هذا بعد، وتصرفات روسيا في الآونة الأخيرة تجعل من الصعب النظر في أي تنسيق محتمل».
ولا تزال الولايات المتحدة تتناقش مع روسيا حول سبل التعاون في خطة تستهدف وضع حد للقصف في حلب وتأمين ممرات إنسانية مفتوحة والتحرك نحو تسوية سياسية لإنهاء الحرب الأهلية.
وحول هذا التفاؤل من قبل وزير الخارجية الأميركي جون كيري بإمكانية التوصل إلى اتفاق أميركي روسي وشيك حول سوريا والانتقادات اللاذعة والتشاؤم الذي أبداه المتحدث باسم البنتاغون، قال مسؤول بالخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» إن التصعيد الأخير في الغارات الجوية في حلب يشكل مصدر قلق عميق للولايات المتحدة، لأنه يجلب مزيدا من المعاناة إلى الأزمة الإنسانية المزرية ويعقد جهود جلب الأطراف السورية إلى طاولة المفاوضات».
وأضاف المسؤول بالخارجية في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: «كما قلنا مرارا وتكرارا لا يوجد حل عسكري لهذه الأزمة والقتال الذي شهدناه في حلب خلال الأسابيع الماضية يؤكد ذلك. وعلينا واجب في الدفع بترتيبات من شأنها أن تعود بالنفع على الشعب السوري، وأن نحصل على سبيل للوصول إلى نهاية لهذه الحرب الأهلية».
وحول النقاشات التي تجريها الفرق الفنية الأميركية مع نظيراتها الروسية وما تطلبه واشنطن من موسكو في المرحلة الحالية، قال المسؤول الأميركي: «بسبب علاقات موسكو الفريدة من نوعها مع النظام السوري، فإن روسيا لديها القدرة والمسؤولية لجعل حليفهم (النظام السوري) متوافقا مع الالتزامات الدولية، ونحن منخرطون مع روسيا على كل هذه القضايا. لكن لن نلتزم إلى أجل غير مسمى في المناقشات التي لا تؤدي إلى نتائج».
وشدد المسؤول بالخارجية الأميركية على أنه «يجب أولا أن تحل القضايا الخطيرة، قبل أن نتمكن من تنفيذ الخطوات التي اتفق عليها وزير الخارجية كيري مع نظيره الروسي لافروف في موسكو الشهر الماضي».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.