صَدمت وسائل الإعلام الصينية الحكومية الشعب السوري، بعد أن شككت في صحة شريط الفيديو الذي بُث عن الطفل السوري عمران، الذي أصيب بضربة جوية الأسبوع الماضي، وتُوفي أهله جراء تلك الضربة الجوية، واعتبرت وسائل الإعلام الصينية أن القصة قد تكون مفبركة، وأنها تأتي كجزء من «الحرب الدعائية» الغربية.
ولم تكتف وسائل الإعلام الصينية بعدد القتلى والمهجرين من سوريا طوال السنوات الخمس الماضية؛ جراء العدوان الغاشم الذي يقوده نظام الأسد ضد الشعب السوري، كونه منذ 2011 قتل أكثر من 290 ألف شخص بسبب بطش الأسد، الذي تسبب بتشريد نحو 12 مليون سوري، لتذهب وسائل الإعلام الصينية بعيدًا بالتشكيك بالحالات الإنسانية وما يتعرض له الشعب السوري من قتل وتهجير، متذرعة بأن تشكيكها في فيديو الطفل عمران يأتي ضمن «الحرب الدعائية» الرامية إلى خلق ذرائع «إنسانية»؛ لكي تدفع الدول الغربية للتدخل في سوريا، خاصة بعد أن اعتبرت وزارة الخارجية الأميركية أن الطفل عمران «الوجه الحقيقي» للحرب السورية.
وهذه ليست المرة الأولى التي يوجه الإعلام الصيني اتهامات بالتزوير إذ سبق أن اتهمت وكالة الأنباء الصينية «شينخوا» حكومة التيبت في المنفى بنشر أشرطة فيديو مفبركة، واعتبر تلفزيون الصين أن هناك تساؤلات حول استقلالية مجموعة الدفاع المدني السوري التي صورت الفيديو والمعروفة باسم «القبعات البيضاء»، وأنها على ارتباط بالجيش البريطاني.
وأتت بكين ضمن الخندق الروسي الذي يدعم جرائم الأسد، إذ زار وفد عسكري صيني سوريا قبل نحو أسبوعين، وتوصل خلالها الجانب الصيني مع النظام السوري إلى توافق حول تعزيز التعاون العسكري، وتدريب الأفراد وتقديم مساعدات إنسانية لسوريا، وتضمن أيضا لقاء اللواء غوان يوفي، مدير قسم التعاون الدولي في اللجنة العسكرية المركزية الصينية رئيس الوفد مع سيرغي تشفاركوف، رئيس المركز الروسي المعني بمصالحة الأطراف المتنازعة في سوريا.
وقال تيان ون لين، باحث في شؤون الشرق الأوسط بمعهد الصين للدراسات الدولية المعاصرة، في تعليق نشرته صحيفة «خوان تشيو» الصينية على موقعها الإلكتروني، إن الصين لا يمكن أن تغيب طويلاً عن قضايا الشرق الأوسط، في ظل تزايد أهمية المنطقة بالنسبة للصين يومًا بعد يوم، خصوصًا وأنه باتت الدول العربية أكبر مورد للنفط، وسابع أكبر شريك تجاري، وسوقًا مهمة للمقاولات والاستثمارات الخارجية للصين، كما أن هذه المنطقة تقع في إطار مبادرة «الحزام والطريق» عند نقطتي الوسط والالتقاء. وأشار إلى أن هناك حاليا مجالا لتوسع سياسات الصين تجاه الشرق الأوسط. فمنذ فترة طويلة، تشارك الصين في البناء الاقتصادي بالمنطقة، لكن نسبة مشاركتها في المجالات المتعلقة بالنواحي الأمنية والسياسية والعسكرية محدودة، والآن ينبغي عليها السعي إلى أن يكون لها حضور في هذه النواحي الثلاث.
إعلام بكين يزيد جراح السوريين بالتشكيك في قصة «عمران»
الصين اعتبرته حربًا دعائية غربية ردًا على الخارجية الأميركية
إعلام بكين يزيد جراح السوريين بالتشكيك في قصة «عمران»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة