لم تتوقف العمليات العسكرية للنظام السوري وحلفائه في مدينة حلب، تطبيقًا لما تقول المعارضة إنّها «سياسة التدمير الممنهج مع ما يخلفه من قتل للمدنيين وخصوصًا الأطفال»، لافتة إلى أن هؤلاء أخفقوا مرّة جديدة في التقدم عبر محور الراموسة، ما أدى إلى مقتل عدد من عناصرهم على أسوار الكلية الجوية الفنية. وأكد ناشطون أن «أكثر من 170 قتيلاً للنظام وحلفائه سقطوا خلال محاولاتهم استعادة بعض النقاط على محاور الكليات خلال الأيام الأربعة الماضية».
وفي الوقت الذي قصف الطيران المروحي حي الفردوس بالبراميل المتفجرة أمس، نفذت طائرات حربية غارات على أحياء السكري والعامرية والراموسة والأنصاري الشرقي في مدينة حلب، وتزامنت الغارات الجوية، مع اشتباكات عنيفة دارت بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات عربية وآسيوية من جهة، وبين الفصائل المسلّحة، أبرزها «جبهة فتح الشام» والحزب الإسلامي التركستاني من جهة أخرى في محور الراموسة، بينما سقطت عدة قذائف أطلقتها الفصائل الإسلامية، في حين استهدفت طائرات حربية بعدة غارات بلدة دارة عزة، ومحيط الفوج 46 في ريف حلب الغربي.
الناشط المعارض في حلب عبد القادر علاف، تحدث عن سقوط عدد كبير من الضحايا أمس نتيجة القصف الجوي الروسي على منطقة الراموسة، مؤكدًا لـ«الشرق الأوسط»، أن القصف «تركز على منطقتي مشهد والأنصاري القريبتين من خطوط التماس، ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا»، مشيرًا إلى أن «قوات النظام والميليشيات الموالية لها، فشلت في تحقيق أي خرق، خلال هجمات شنتها على أسوار الكلية الفنية الجوية، وكبدتها عددًا من القتلى والجرحى».
ويبدو أن معركة الحسكة بين النظام والأكراد، بات لها امتدادات إلى جبهة حلب، حيث تحدث علاف، عن تخوف النظام من «قطع طريق الكاستيلو من قبل الفصائل الكردية المتمركزة في منطقة الشيخ مقصود، لأن المقاتلين الأكراد يسيطرون على هذه الطريق ناريًا»، معتبرا أن «هذا الخطر لا يقتصر على الكاستيلو، إنما قد ينسحب على نبّل والزهراء، خصوصًا وأن المقاتلين الأكراد قادرون على إعادة محاصرتها، وقطع طريق إمدادها باتجاه تل رفعت، وهذه مسألة في غاية الخطورة بالنسبة للنظام».
في هذا الوقت، أفاد مصدر عسكري في المعارضة، بأن «الثوار اقتربوا من تغيير تكتيك المعركة في غربي حلب، والانتقال من مرحلة الدفاع عن المواقع التي حرروها، إلى مرحلة الهجوم». وكشف المصدر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، عن «تعزيزات وتحضيرات لعملية عسكرية كبيرة، ستحدث مفاجآت في الأيام المقبلة»، مؤكدًا أن «أنظار الثوار تتجه الآن نحو منطقة الحمدانية المطلة على أكاديمية الهندسة العسكرية، التي تشكّل آخر معاقل النظام». وقال المصدر العسكري «إن الهجوم متوقع على هذه الأكاديمية، إما عبر محور الضاحية في غربي حلب، أو من الجنوب عبر طريق الـ3 آلاف شقة»، لافتًا إلى أن «القادة الميدانيين هم من يحدد نقطة الضعف التي يمكن اختراقها والتقدم عبرها للسيطرة على ما تبقى من مواقع لقوات الأسد غربي حلب».
وفي سياق مرتبط بمعركة حلب، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، في دراسة موثقة نشرها أمس أن «أكثر من 9500 مدني قتلوا وجرحوا في الأشهر الأربعة الأخيرة في أحياء مدينة حلب». وأكد أن «غالبية هؤلاء الضحايا سقطوا جراء قصف طيران النظام السوري والطيران الروسي، ونتيجة القصف المدفعي والصاروخي، وإطلاق القذائف، واستخدام كل أنواع الأسلحة وصولاً إلى رصاص القناصة».
وقال المرصد في دراسته «منذ 22 من أبريل (نيسان) الفائت، وحتى فجر اليوم (أمس) 22 أغسطس (آب)، أدى القصف الجوي والصاروخي والمدفعي على أحياء حلب، إلى دمار كبير في ممتلكات المواطنين والمرافق العامة والمشافي، وإصابة أكثر من 8 آلاف شخص بجراح، فيما ارتفع عدد الشهداء من المدنيين إلى 1396 مواطنًا، بينهم 313 طفلاً دون سن الـ18، و199 مواطنة فوق الـ18 سنة»، مؤكدًا أن «قصف قوات النظام والضربات الجوية استهدفت مناطق سيطرة الفصائل بالأحياء الشرقية من المدينة، فيما استهدف قصف الفصائل المعارضة مناطق سيطرة قوات النظام في الأحياء الغربية لمدينة حلب، بالإضافة إلى تعرض حي الشيخ مقصود الذي تسيطر عليه وحدات حماية الشعب الكردي للقصف».
وتحدث المرصد عن «سقوط 730 شهيدًا بينهم 142 طفلاً، قضوا بمئات الضربات الجوية التي نفذتها الطائرات الحربية على معظم الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل بمدينة حلب، كما أسفر القصف عن دمار وأضرار مادية في المئات من المنازل وممتلكات المواطنين والأبنية بالأحياء التي تم استهدافها، بالإضافة لإصابة مئات المواطنين بينهم أطفال ومواطنات بجراح متفاوتة الخطورة». ولم تكن جبهة ريف دمشق أقل سخونة، حيث تعرضت أمس مدينة دوما الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف دمشق الشرقي لقصف جوي ومدفعي عنيف، طال الأحياء السكنية والأسواق، ما أدى إلى سقوط قتيلين وعدد من الجرحى.
القصف على دوما، بدأ على أثر استعادة «جيش الإسلام» عدة نقاط في بلدة حوش نصري المجاورة، إثر اشتباكات أسفرت عن مقتل 14 عنصرًا لقوات النظام، وتدمير دبابة T72 ومجنزرة عسكرية، وعربة تحمل رشاشا ثقيلاً وعربة نقل جنود bmp، كما قتل عنصر معارض وأصيب آخرون. أما في الغوطة الغربية، فقد واصل طيران النظام استهداف مدينة داريا الخاضعة لسيطرة المعارضة، بالبراميل المتفجرة، ما أدى لدمار واسع، من دون سقوط ضحايا بسبب احتماء المدنيين بالملاجئ.
حلب: المعارضة تنتقل من الدفاع إلى الهجوم وتستعد لمعركة تحرير أكاديمية الهندسة العسكرية
170 قتيلاً للنظام وحلفائه بهجمات فاشلة على محور الكليات خلال 4 أيام
حلب: المعارضة تنتقل من الدفاع إلى الهجوم وتستعد لمعركة تحرير أكاديمية الهندسة العسكرية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة