بارزاني في أنقرة اليوم وبايدن يزورها غدًا

يلدريم يترأس اجتماعًا لمجلس الشورى العسكري

بارزاني في أنقرة اليوم وبايدن يزورها غدًا
TT

بارزاني في أنقرة اليوم وبايدن يزورها غدًا

بارزاني في أنقرة اليوم وبايدن يزورها غدًا

أعلن في أنقرة أن رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني سيزور تركيا اليوم الثلاثاء. وبحسب مصادر تركية سيلتقي بارزاني كلا من الرئيس رجب طيب إردوغان ورئيس الوزراء بن علي يلدريم ووزير الخارجية مولود جاويش أوغلو في العاصمة أنقرة. وأضافت المصادر أن المباحثات التي سيجريها بارزاني مع المسؤولين الأتراك ستتناول عددا من القضايا الإقليمية بجانب التطورات الأخيرة في سوريا والعراق.
وتأتي زيارة بارزاني قبل يوم واحد من زيارة من المقرر أن يقوم بها نائب الرئيس الأميركي جو بايدن لتركيا غدا الأربعاء، كما تأتي في وقت تسعى فيه تركيا إلى إيجاد مناخ جديد في علاقاتها مع جيرانها.
وقالت مصادر دبلوماسية لـ«الشرق الأوسط» إن زيارة بارزاني تكتسب أهمية كبيرة في هذا التوقيت بالذات، حيث تسعى تركيا إلى منع تحركات أكراد شمال سوريا باتجاه إقامة فيدرالية على حدودها فضلا عن تصاعد نشاط منظمة حزب العمال الكردستاني، التي توجد قواعدها في جبال قنديل في شرق تركيا، وزيادة عملياتها في شرق وجنوب شرقي تركيا في الفترة الأخيرة ضد قوات الجيش والشرطة، حيث من المنتظر بحث التعاون مع رئيس إقليم كردستان العراق في هذا الصدد.
ولفتت المصادر إلى أن المباحثات التي ستجري مع بارزاني بشأن العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية ستكون مهمة بالنسبة لتركيا التي تسعى إلى ضمان موقف أميركي مساند في إبعاد عناصر وحدات حماية الشعب الكردية عن غرب الفرات وإخراجهم من مدينة منبج حيث ترى أنقرة أن ضمان موقف مساند من بارزاني سيدعمها في المباحثات مع بايدن.
وأضافت المصادر أن المباحثات بين المسؤولين الأتراك وبارزاني ستركز أيضا على التعاون في مجال الطاقة بعد استئناف ضخ النفط من شمال العراق إلى ميناء جيهان التركي الجمعة الماضي.
وكانت آخر زيارة قام بها بارزاني لتركيا جرت في ديسمبر (كانون الأول) 2015.
على صعيد آخر، يترأس رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم اليوم الثلاثاء اجتماعًا لمجلس الشورى العسكري الأعلى في مقر رئاسة الوزراء التركية بقصر تشانكايا، مقر مجلس الوزراء في العاصمة أنقرة.
وسيشارك في الاجتماع كل من وزير العدل بكير بوزداغ، ووزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، ووزير الداخلية أفكان آلا، ووزير الدفاع فكري إيشك، ورئيس هيئة الأركان الجنرال خلوصي آكار وقادة القوات البرية والبحرية والجوية.
وسيكون هذا الاجتماع لمجلس الشورى العسكري الأعلى هو الأول منذ إعادة هيكلته عقب محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا في منتصف يوليو (تموز) الماضي والثاني خلال أقل من شهر، حيث عقد الاجتماع السابق في 29 يوليو.
وقال وزير الدفاع إيشك إن الاجتماع سيناقش تمديد فترة خدمة بعض العقداء العاملين داخل القوات المسلحة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.