توفي شقيق الطفل السوري عمران الذي تصدرت صورته وهو في سيارة الإسعاف مصدومًا بعد انتشاله من تحت أنقاض منزله، متأثرًا بجروحه جراء الغارة التي استهدفت مكان سكنه في أحد أحياء حلب الشرقية في شمال سوريا.
وأكد المرصد السوري «استشهاد الطفل علي البالغ من العمر عشر سنوات؛ متأثرًا بجروحه التي أصيب بها جراء قصف الطائرات الروسية قبل ثلاثة أيام حي القاطرجي». وقال يوسف صادق، مدير مركز حلب الإعلامي، الذي نشر عملية انتشال عمران وأسرته من تحت الأنقاض، بعد قصف منزلهم، في مشهد صدم الكثير من الناس حول العالم، إن الطفل علي دقنيش البالغ من العمر 10 سنوات قد فارق الحياة متأثرًا بإصابته. وأضاف صادق، في تصريحات لشبكة «سي إن إن» الأميركية، أن والدة عمران وعلي ما زالت ترقد في المستشفى في حالة حرجة. واتهم ناشطون معارضون طائرات النظام السوري وروسيا بشن غارات على حلب بينها منزل دقنيش، فيما نفت موسكو هذه التقارير نفيًا قاطعًا.
ونشر المركز فيديو لطبيب يدعى «أبو رسول» كان متابعًا لحالة الطفل قبل وفاته، قال فيه إن «الطفل كان معرضًا لإصابات متعددة في الجسم، كسور بالأطراف العلوية والأضلاع (...) حالته العامة كانت سيئة جدًا بسبب وجود تحت الأنقاض لفترة طويلة». وأضاف الطبيب أن علي «بقي في العناية المشددة نحو ثلاثة أيام، وبدأت حالته تزداد سوءًا منذ اليوم الأول. بسبب النزف الكبير (...) توقف قلبه ثلاث مرات، وأنعشناه ثلاث مرات. لكن للأسف الشديد توفي في النهاية».
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، مع وفاة الطفل علي دقنيش يكون قد ارتفع عدد الأطفال إلى 100 طفل الذين قُتلوا في حلب خلال شهر أغسطس (آب) الحالي.
وأفاد المرصد بأن عدد القتلى المدنيين الذين تمكن من توثيقهم منذ 31 يوليو (تموز) الماضي وحتى 20 أغسطس الحالي ارتفع إلى 448 شخصًا بينهم 100 طفل دون سن 18 عاما، و55 مواطنة فوق سن 18 عاما.
وكان عمران، الشقيق الأصغر لعلي، أثار صدمة عالمية بعد انتشار فيديو لعملية إنقاذه بعد دقائق من نجاته. وتصدرت صورة الطفل الحلبي البالغ من العمر أربع سنوات الصفحات الأولى في الصحف العالمية ومقدمات نشرات الأخبار وتناقلها الملايين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم في وقت اعتبرت واشنطن أنها تجسد «الوجه الحقيقي للحرب» التي تعصف بسوريا منذ منتصف (مارس) 2011.
وتساءل أنثوني ليك، المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» عن أي نوع من البشر هذا الذي يمكنه أن يرى معاناة الطفل الصغير عمران دقنيش، الذي تم إنقاذه من بين أنقاض المبنى المدمر في مدينة حلب في سوريا، دون أن يشعر بإحساس طاغٍ من التعاطف؟ وقال في بيان صادر عن مكتبه: «ألا يمكننا بالمثل أن نشعر بذات التعاطف إزاء أكثر من مائة ألف طفل محاصرين في رعب تجسده حلب. إنهم جميعًا يعانون أشياء لا يجب أن يعانيها أو حتى أن يراها أي طفل».
وأضاف: «التعاطف لا يكفي. والغضب لا يكفي. يجب أن يقترن التعاطف والغضب بالعمل». وقال ليك: «الأطفال في سن عمران في سوريا لم يعرفوا شيئًا سوى ويلات هذه الحرب التي يشنها البالغون. وعلينا جميعًا أن نطالب بأن يضع هؤلاء البالغون ذاتهم حدًا لكابوس الأطفال في حلب».
الطفل السوري عمران في صدمة جديدة بعد فقدان شقيقه
والدته في المستشفى في حالة حرجة
الطفل السوري عمران في صدمة جديدة بعد فقدان شقيقه
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة