خلال أسابيع قبيل انطلاق دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في ريو دي جانيرو خالج مسؤولي «إن بي سي» اعتقاد أن أعداد المشاهدين خلال أوقات الذروة على مدار الحدث المستمر طوال 17 يومًا سيكافئ أو سيفوق مشاهدي دورة الألعاب الأولمبية التي استضافتها لندن منذ أربع سنوات.
ومع عودة نجوم رياضيين، مثل مايكل فيليبس وكاتي ليدكي وأوسين بولت، بجانب مشاركة فريق الجمباز الأميركي للسيدات صاحب الأداء الرائع، رأى مسؤولو «إن بي سي» أن عدد مشاهدي دورة ألعاب لندن الأولمبية، الذي وصل إلى 31 مليون شخص، يمثل هدفًا من الممكن تحقيقه.
بيد أنه على أرض الواقع، يبدو حتى الآن من المتعذر الوصول إلى هذا الرقم. واللافت أن أداء «إن بي سي» تعثر في وقت مبكر من انطلاق البطولة. ويتضح ذلك من الأرقام التي تكشف عن أن أعداد مشاهدي حفل افتتاح البطولة، الجمعة، تراجع بنسبة 35 في المائة مقارنة بما كان عليه الحال منذ أربع سنوات. وأعقب ذلك تراجع بنسبة 28 في المائة خلال اليوم الأول لمنافسات الدورة الأولمبية. ورغم التحسن الذي طرأ على أداء «إن بي سي» منذ ذلك الحين، فإنها اجتذبت في المتوسط 28.6 مشاهد بعد خمسة أيام على انطلاق دورة الألعاب الأولمبية، مما يشكل انخفاضا بنسبة تقارب 20 في المائة عن الـ35.6 مليون الذين شاهدوا دورة الألعاب الأولمبية في لندن.
اللافت كذلك أنه من بين المشاهدين، تراجعت أعداد المنتمين للفئة العمرية بين 18 و34 بنسبة 32 في المائة. وبطبيعة الحال، أثار هذا التراجع قلقًا عارمًا داخل «إن بي سي»، التي حصلت على حق بث جميع الألعاب الصيفية منذ عام 1988، وأبرمت اتفاقات بقيمة 12 مليار دولار كي تتمكن من بث جميع دورات الألعاب الأولمبية حتى عام 2032.
جدير بالذكر أن البث خلال وقت الذروة عبر «إن بي سي» يحمل معه نحو ثلاثة أرباع عوائد إعلاناتها المرتبطة بفترة الدورة الأولمبية، ويعتمد مسؤولو المحطة على هذه الفترة لاجتذاب المشاهدين ممن يطلق عليهم جيل الألفية وكذلك المشاهدين الأكبر سنًا والتفوق على المحطات المنافسة خلال وقت الذروة.
وعن هذا، قال بيلي غولد، نائب رئيس المحطة ومدير شؤون أبحاث البرامج لدى «أمبليفت»، قسم من وكالة «دنتسو إغيس نتورك» للإعلانات، التي لديها كثير من العملاء يبثون إعلانات عبر «إن بي سي» خلال فترة إذاعة الألعاب الأولمبية: «يتركز جل اهتمامنا على الحدث الرئيسي في (إن بي سي) ويشكل هذا الحدث المصدر الأكبر للعائدات».
إلا أن مسؤولي «إن بي سي يونيفرسال» يعتقدون أنهم يملكون الإجابة عن سؤال: أين ذهب مشاهدو وقت الذروة؟ وتتمثل الإجابة في أنهم يتابعون دورة الألعاب الأولمبية عبر اثنتين من محطات الكيبل العملاقة: «برفو» و«إن بي سي إس إن»، الأمر الذي يعكس حجم التغير الذي طرأ على عادات المشاهدة بين العملاء.
مساء الثلاثاء الماضي، بلغ عدد مشاهدي «إن بي سي» وقت الذروة 33.4 مليون شخص، ما يقل بأكثر من 5 مليون عن أولئك الذين كانوا يتابعون المحطة ذاتها في الليلة المشابهة بخصوص دورة الألعاب الأولمبية بلندن. إلا أن 2.3 مليون شخص آخرين كانوا يشاهدون الفعاليات عبر الكيبل وقرابة 404 آلاف كانوا ينقلون بثًا حيًا بالفيديو. ومع ذلك، فإن الإجمالي البالغ 36.1 مليون مشاهد ظل أقل من قرابة الـ35.6 مليون مشاهد الذين تابعوا «إن بي سي» في لندن منذ أربع سنوات، عندما لم تتوافر محطات كيبل موازية ولم يكن هناك بث حي خلال أوقات الذروة.
من جهته، أعرب آلان وورتزل، رئيس شؤون التنمية الإعلامية لدى «إن بي سي يونيفرسال» الأسبوع المنصرم، عن دهشته حيال تراجع معدلات المشاهدة عبر «إن بي سي» وارتفاع معدلات المشاهدة عبر الكيبل وشبكة الإنترنت. إلا أنه استطرد قائلاً إن «دورة الألعاب الأولمبية ليست بمأمن من التغييرات الراديكالية الكبرى على صعيد سلوك مستهلكي المواد الإعلامية».
والواضح أن «إن بي سي» واجهت قاعدة من المشاهدين أصبحت أكثر التصاقًا بهواتفها الذكية والكومبيوترات اللوحية والتلفزيونات المرتبطة بالإنترنت على نحو متزايد، التي رغبت في متابعة الأحداث في الوقت الذي يحلو لها، وليس حسب جدول البث الخاص بـ«إن بي سي».
* خدمة «نيويورك تايمز» خاص بـ«الشرق الأوسط»