مطعم الاسبوع: «بايرتس 2»..أول مطعم عائم على أطلال مدينة كليوباترا

مذاق المأكولات البحرية ومتعة الإبحار على ساحل الإسكندرية

ألذ المأكولات في وسط البحر - بايرتس المطعم العائم
ألذ المأكولات في وسط البحر - بايرتس المطعم العائم
TT

مطعم الاسبوع: «بايرتس 2»..أول مطعم عائم على أطلال مدينة كليوباترا

ألذ المأكولات في وسط البحر - بايرتس المطعم العائم
ألذ المأكولات في وسط البحر - بايرتس المطعم العائم

أن تتناول الطعام على مركب شراعي يحاكي طراز العصور الوسطى في الميناء الذي شهد على قصة حب أنطونيو وكليوباترا لهي تجربة مثيرة حقا، وتعتبر فريدة من نوعها خاصة أن فكرة السفن العائمة كمطاعم تم تنفيذها في القاهرة منذ سنوات كثيرة لكنها لم تطبق من قبل في مدينة الإسكندرية منذ أسسها الإسكندر الأكبر قبل أكثر من 3 آلاف سنة.
يرسو مطعم «بايرتس-2» العائم ببهاء ودلال على أمواج المتوسط الهادرة على مرسى نادي الصيد المصري بحي بحري بالإسكندرية، كأول مركب شراعي يعمل كمطعم في البحر المتوسط وبمجرد صعودك على متن السفينة سوف تأخذك ديكوراتها العصرية المنمقة والتي تناسب أجواء الرحلات البحرية. المركب عبارة عن 3 طوابق ويوجد بعض الألعاب الترفيهية علي سطح المركب حيث يمكن للأطفال والشباب قضاء وقت مرح. يتسع المركب لاستيعاب 150 شخصا بما فيهم طاقم المركب المكون من 18 شخصا ما بين طهاة وندلاء وبحارة.
ويمكنك الاختيار بين الطاولات المتراصة على سطح المركب للاستمتاع بتجربة تناول وجبتك في الهواء الطلق ومشاهدة مدينة الإسكندرية ومعالمها من أهم بقعة تاريخية على سواحل المتوسط، وربما تراها كما رآها يوليوس قيصر حين ألغى عودته إلى روما مفضلا البقاء فيها إلى جوار كليوباترا. أما إذا كانت درجة الحرارة مرتفعة وتخشى أن تفسد مستويات الرطوبة العالية رحلتك البحرية فيمكنك أن تتناول طعامك في أحد الطابقين الآخرين حيث تستمتع عبر نافذتك بالطبيعة البحرية والهواء المكيف، لكن قبل كل شيء لا بد من الحجز مسبقا عبر الهاتف.
يقدم «بايرتس-2» المأكولات البحرية فقط، والوجبة الرئيسية به تتكون من الجمبري «القريدس» والسبيط وشرائح من الأسماك والاستاكوزا إلى جانب السلطات والمقبلات والخبز، فضلا عن المشروبات الساخنة والباردة. كما يقدم حلويات شرقية متميزة وسلطة الفاكهة.
وأروع ما في هذا المطعم العائم أنك تتنسم هواء الإسكندرية العليل العبق باليود، وأثناء تناول طعامك من المأكولات البحرية الطازجة يمكن أن تطلق لخيالك العنان وتستعيد الأساطير التاريخية التي ارتبطت بالإسكندرية؛ لأنك أثناء رحلتك البحرية التي تجوب فوق أطلال مدينة كليوباترا الغارقة وقصرها الملكي والمعابد الرومانية واليونانية العتيقة؛ سوف تشاهد الموقع الذي كان «فنار الإسكندرية» ثالث عجائب الدنيا السبع مقاما به بمدخل الميناء الشرقي، وبقاياه قابعة في عمق البحر حتى الآن، وعلى مقربة منه لا تزال قلعة قايتباي بطرازها المعماري المميز شاهدة على روعة الحقبة الإسلامية بالإسكندرية. أما إذا نظرت على يمينك فستجد مباني الإسكندرية التي تعود للقرن التاسع عشر تطل بألق على امتداد الكورنيش يظهر منها مسجد أبو العباس ويطل مبنى مكتبة الإسكندرية ليبدو على هيئة قرص الشمس المشع. ولا أروع من مشهد يعبر عن روح الإسكندرية بقوارب الصيادين وهي تتهادى على صفحة البحر «ساعة العصاري» تجوب الميناء الشرقي بحثا عن الرزق.
يقول حسام الحلو، رئيس مجلس إدارة شركة صفا تورز التي تدير «بايرتس-2» لـ«الشرق الأوسط»: «إن فكرة تأسيس المطعم العائم جاءت في إطار تنشيط السياحة بمدينة الإسكندرية العريقة، وبالفعل أصبحت إضافة جديدة لمعالم مدينة الإسكندرية ونأمل أن تعيد لها رونقها كعروس للبحر المتوسط، وهناك إقبال كبير جدا على المطعم منذ بداية الإعلان عنه في شهر رمضان الماضي، حيث كنا نقوم برحلة للإفطار ورحلة للسحور».
ويضيف: «يقوم المركب (بايرتس-2) بعمل 3 رحلات يومية قابلة للزيادة، كما يعمل كمطعم عائم من دون إبحار ليلا بداية من الساعة السابعة والنصف وحتى الواحدة بعد منتصف الليل، لتناول العشاء». ويقدم الوجبات طهاة مصريون محترفون في أصناف المأكولات البحرية التي تشتهر بها الإسكندرية.
وعن سبب التزام اليخت بالجولة في حدود الميناء الشرقي فقط، يقول: «إنه تم تحديد خط سير الرحلة حاليا داخل الميناء الشرقي كمرحلة تجريبية، يمكن بعدها انطلاق اليخت في رحلات أطول، خاصة أنه مصمم كي يبحر في المياه الدولية ويمكنه القيام برحلات إلى اليونان». تبدأ أولى رحلات «بايرتس-2» من الواحدة ظهرا حتى الثالثة عصرا، ثم تبدأ الثانية من الثالثة عصرا إلى الخامسة عصرا بعدها تنطلق آخر رحلة بحرية من الخامسة وحتى السابعة مساء وهي رحلة ساحرة خاصة إذا كنت من عشاق لحظة الغروب الساحرة على شط الإسكندرية.



«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن
TT

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص، أما أطباق بلاد الشام فلا تعتمد على الابتكار على قدر الالتزام بقواعد متَّبعة، وإنني لست ضد الابتكار من ناحية طريقة التقديم وإضافة اللمسات الخاصة تارة، وإضافة مكون مختلف تارة أخرى شرط احترام تاريخ الطبق وأصله.

التبولة على أصولها (الشرق الاوسط)

زيارتي هذه المرة كانت لمطعم لبناني جديد في لندن اسمه «عناب براسري (Annab Brasserie)» فتح أبوابه في شارع فولهام بلندن متحدياً الغلاء والظروف الاقتصادية العاصفة بالمدينة، ومعتمداً على التوفيق من الله والخبرة والطاهي الجيد والخبرة الطويلة.

استقبلنا بشير بعقليني الذي يتشارك ملكية المشروع مع جلنارة نصرالدين، وبدا متحمساً لزيارتي. ألقيت نظرة على لائحة الطعام، ولكن بشير تولى المهمة، وسهَّلها عليَّ قائلاً: «خلّي الطلبية عليّ»، وأدركت حينها أنني على موعد مع مائدة غنية لا تقتصر على طبقين أو ثلاثة فقط. كان ظني في محله، الرائحة سبقت منظر الأطباق وهي تتراص على الطاولة مكوِّنة لوحة فنية ملونة مؤلَّفة من مازة لبنانية حقيقية من حيث الألوان والرائحة.

مازة لبنانية غنية بالنكهة (الشرق الاوسط)

برأيي بوصفي لبنانية، التبولة في المطعم اللبناني تكون بين العلامات التي تساعدك على معرفة ما إذا كان المطعم جيداً وسخياً أم لا، لأن هذا الطبق على الرغم من بساطته فإنه يجب أن يعتمد على كمية غنية من الطماطم واللون المائل إلى الأحمر؛ لأن بعض المطاعم تتقشف، وتقلل من كمية الطماطم بهدف التوفير، فتكون التبولة خضراء باهتة اللون؛ لأنها فقيرة من حيث الليمون وزيت الزيتون جيد النوعية.

بقلاوة بالآيس كريم (الشرق الاوسط)

جربنا الفتوش والمقبلات الأخرى مثل الحمص والباباغنوج والباذنجان المشوي مع الطماطم ورقاقات الجبن والشنكليش والنقانق مع دبس الرمان والمحمرة وورق العنب والروبيان «الجمبري» المشوي مع الكزبرة والثوم والليمون، ويمكنني الجزم بأن النكهة تشعرك كأنك في أحد مطاعم لبنان الشهيرة، ولا ينقص أي منها أي شيء مثل الليمون أو الملح، وهذا ما يعلل النسبة الإيجابية العالية (4.9) من أصل (5) على محرك البحث غوغل بحسب الزبائن الذين زاروا المطعم.

الروبيان المشوي مع الارز (الشرق الاوسط)

الطاهي الرئيسي في «عناب براسري» هو الطاهي المعروف بديع الأسمر الذي يملك في جعبته خبرة تزيد على 40 عاماً، حيث عمل في كثير من المطاعم الشهيرة، وتولى منصب الطاهي الرئيسي في مطعم «برج الحمام» بلبنان.

يشتهر المطعم أيضاً بطبق المشاوي، وكان لا بد من تجربته. الميزة كانت في نوعية اللحم المستخدم وتتبيلة الدجاج، أما اللحم الأحمر فهو من نوع «فيليه الظهر»، وهذا ما يجعل القطع المربعة الصغيرة تذوب في الفم، وتعطيها نكهة إضافية خالية من الدهن.

المطعم مقسَّم إلى 3 أقسام؛ لأنه طولي الشكل، وجميع الأثاث تم استيراده من لبنان، فهو بسيط ومريح وأنيق في الوقت نفسه، وهو يضم كلمة «براسري»، والديكور يوحي بديكورات البراسري الفرنسية التي يغلب عليها استخدام الخشب والأرائك المريحة.

زبائن المطعم خليط من العرب والأجانب الذين يقطنون في منطقة فولهام والمناطق القريبة منها مثل شارع كينغز رود الراقي ومنطقة تشيلسي.

حمص باللحمة (الشرق الاوسط)

في نهاية العشاء كان لا بد من ترك مساحة ليكون «ختامه حلوى»، فاخترنا الكنافة على الطريقة اللبنانية، والبقلاوة المحشوة بالآيس كريم، والمهلبية بالفستق الحلبي مع كأس من النعناع الطازج.

المطاعم اللبنانية في لندن متنوعة وكثيرة، بعضها دخيل على مشهد الطعام بشكل عام، والبعض الآخر يستحق الوجود والظهور والمنافسة على ساحة الطعام، وأعتقد أن «عناب» هو واحد من الفائزين؛ لأنه بالفعل من بين النخبة التي قل نظيرها من حيث المذاق والسخاء والنكهة وروعة المكان، ويستحق الزيارة.