أطفال الحروب.. رموز وأيقونات تهز العروش والضمائر

عمران وإيلان وجمال ومحمد.. قصص ستسردها الأجيال

الطفل إيلان الذي رحل وأبكى العالم على أحد شواطئ بودروم بتركيا (أ.ف.ب)
الطفل إيلان الذي رحل وأبكى العالم على أحد شواطئ بودروم بتركيا (أ.ف.ب)
TT

أطفال الحروب.. رموز وأيقونات تهز العروش والضمائر

الطفل إيلان الذي رحل وأبكى العالم على أحد شواطئ بودروم بتركيا (أ.ف.ب)
الطفل إيلان الذي رحل وأبكى العالم على أحد شواطئ بودروم بتركيا (أ.ف.ب)

قد يكون الطفل السوري عمران دقنيش (5 سنوات) الذي نجا من غارة استهدفت المبنى الذي يسكن فيه مع عائلته في حي القاطرجي أحد أحياء مدينة حلب الشرقية، وهزّ وجهه «المصدوم» العالم، واحدا من أطفال الحروب «المحظوظين». فهو لم يخسر والديه ولم يخسر حياته كآلاف الأطفال الذين يخطفهم الموت في خضم الصراعات والحروب التي تتخبط فيها بلادهم.
فليس بعيدا عن قصة عمران، قصة أمرّ وأبشع وقعت أحداثها قبل نحو سنة، حين تحوّلت صورة آلان الطفل الكردي السوري (ثلاث سنوات) الذي جرفته المياه بعد غرقه إلى أحد الشواطئ التركية في سبتمبر (أيلول) الماضي، رمزا لمعاناة اللاجئين السوريين الهاربين في زوارق الموت باتجاه أوروبا. آلان الصغير الذي اجتاحت صوره العالم أجمع، لم يستطع بموته أن يضع حدا لظاهرة الهجرة غير الشرعية التي تخطف آلاف الأرواح كل شهر، وآخر هذه الأرواح لثلاثة أطفال سوريين من بين ستة لقوا حتفهم في غرق قارب مهاجرين قبالة الشواطئ الليبية الخميس الماضي. كما أن جسده المنتفخ لم ينجح بالتخفيف من حدة الصراع داخل بلده الذي تفاقم العام الماضي وخاصة في الشمال السوري.
ولقد أحيت صورة جمال الأشقر (13 سنة) والذي توفي في أبريل (نيسان) 2016 بعدما تم قصفه من طائرة حربية، قضية الطفل آلان بعدما اتفق ناشطون على تسميته بـ«آلان حلب». ويظهر جمال في الصورة التي لم تنتشر بشكل كبير في وسائل الإعلام الغربية، ممددا قرب شجرة توت بعد مقتله في أحد شوارع حي الصالحية بحلب. وقال المصور بهاء الحلبي الذي التقط الصورة في حينه إن جمال قتل بجانب شجرة توت يُعتقد أنه كان يأكل منها، وأضاف أن أحد المسعفين الموجودين أثناء شن طائرات النظام الغارة على الحي قُتل أيضا في القصف.
وكان تقرير لمنظمة «اليونيسيف» بعنوان «لا مكان للأطفال» كشف في مارس (آذار) الماضي أن 3.7 مليون طفل سوري ولدوا منذ بدء النزاع في 15 مارس 2011. ونشأوا في سياق «من العنف والخوف والاقتلاع». وأضافت: «اليونيسيف» أن النزاع يترك أثره حاليا في 8.4 مليون طفل سوري، أي أكثر من 80 في المائة منهم، سواء في سوريا أو خارجها.
أما «المرصد السوري لحقوق الإنسان» فيشير إلى مقتل أكثر من 14700 طفل منذ عام 2011 (حصيلة 8 أغسطس (آب) 2016)، غالبيتهم العظمى بسبب القصف. كما قضى عشرات من الجوع أو نقص الدواء في المناطق المحاصرة. وقتل آخرون في هجمات بالغاز.
ومن جانبها، تفيد منظمة «سايف ذي تشيلدرن» غير الحكومية أن الأطفال يشكلون «35 في المائة من الضحايا في حلب». كما تؤكد منظمة «هيومن رايتس ووتش» اعتقال 1433 طفلا خلال سنوات الحرب لم يفرج سوى عن 436 منهم. وبين آلاف المعتقلين الذين خضعوا للتعذيب في سجون النظام وتم تصويرهم من قبل «سيزار»، وهو مصور مجهول كان يعمل لحساب النظام قبل أن يلجأ إلى الخارج، تظهر لقطات نحو مائة من الفتيان تحت سن 18 عاما. وكانت هذه حالة أحمد مسلماني، (14 سنة) الذي اعتقل العام 2012 عندما اكتشف الجنود على هاتفه الخلوي أغنية تنتقد نظام الرئيس بشار الأسد. وقد مات في السجن.
وفي مارس الماضي، أشارت منظمة «اليونيسيف» (صندوق الطفولة الدولي) التابعة للأمم المتحدة إلى وجود 2.1 مليون طفل من دون مدارس داخل سوريا. وفي البلدان المجاورة، هناك أكثر من 700 ألف طفل سوري لا يحصلون على التعليم وخصوصا في تركيا ولبنان حيث المدارس مكتظة وتعاني نقصا في الموارد. وفي هذا البلد، فإن الكثير من الأطفال مرغمون على العمل أو التسول، وغالبيتهم محرومون من التعليم.
ولا تقتصر المآسي التي يعيشها الأطفال على سوريا، ولكن وبما أن الأزمة السورية هي الأكبر التي يشهدها العالم بالوقت الحالي، تتصدر صور الأطفال السوريين وسائل التواصل الاجتماعي كما نشرات الأخبار العالمية. ولعل حادثة مقتل الطفل الفلسطيني محمد الدرة في قطاع غزة في الثلاثين من سبتمبر عام 2000. في اليوم الثاني من انتفاضة الأقصى، تبقى الأشهر، وصورها الأكثر حضورا في الذاكرة. ولقد التقطت عدسة المصور الفرنسي شارل إندرلان مراسل قناة «فرنسا 2» مشهد احتماء جمال الدرة وطفله محمد البالغ من العمر 12 سنة، خلف برميل إسمنتي، بعد وقوعهما وسط محاولات تبادل إطلاق النار بين الجنود الإسرائيليين وقوات الأمن الفلسطينية. وعرضت هذه اللقطة التي استمرت لأكثر من دقيقة، مشهد احتماء الأب وابنه ببعضهما البعض، ونحيب الصبي، وإشارة الأب لمطلقي النيران بالتوقف، وسط إطلاق وابل من النار والغبار، وبعد ذلك مقتل الفتى على ساقي أبيه.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.