قال باحثون أميركيون في مركز «أتلانتا» الطبي للمحاربين القدامى إنهم يأملون في علاج التهابات الأمعاء بواسطة «الزنجبيل النانوي». والنانو وحدة قياس تبلغ واحدا من المليار من المتر. وأضافوا أنهم نجحوا في تحويل الزنجبيل الطري إلى مجموعة مما أطلقوا عليها اسم «جسيمات نانوية مستخلصة من الزنجبيل GDNP. وذلك بعد أن قسموا الزنجبيل إلى أجزاء صغيرة جدا وضعت في جهاز دوار بسرعة كبيرة، ووجهت إليها موجات فوق صوتية حولتها إلى جسيمات صغيرة.
وقال ديدر مارلين الباحث في المركز وفي قسم علوم الطب البيولوجي في جامعة جورجيا للدولة، إنه يعتقد أن جسيمات الزنجبيل النانوية قد تصبح علاجا جيدا لمرض كرون الذي يصيب الأمعاء ومرض التهاب القولون التقرحي وهما أهم مرضين من أمراض التهابات الأمعاء.
وقدم الباحثون نتائج دراستهم التي أجروها على خلايا الفئران إلى مجلة «بايوماتريالز» المتخصصة بالمواد البيولوجية لنشرها في عدد سبتمبر (أيلول) المقبل من هذا العام.
ويبلغ قطر كل جسيمة من الزنجبيل 230 نانومترا، أي أكثر من 300 جسيمة منها يمكن أن توضع على عرض شعرة رأس الإنسان التي يتراوح قطرها بين 80 ألفا و100 ألف نانومتر.
وعند إطعام فئران التجارب بجسيمات الزنجبيل ظهر أولا، أنها لم تكن سامة، كما حققت تأثيرات علاجية ملموسة أهمها أنها تتوجه بشكل فعال للتأثير على القولون. وقد تم امتصاصها بالدرجة الأساسية من قبل خلايا بطانة الأمعاء التي تظهر فيها الالتهابات. كما ظهر أن الجسيمات خفضت من التهاب القولون الحاد ودرأت تحوله إلى مرض مزمن، كما درأت حصول السرطان المرتبط بهذا النوع من الالتهاب.
وأخيرا، فإن التجارب أظهرت أن جسيمات الزنجبيل النانوية عززت صحة بطانة الأمعاء خصوصا بإصلاح أنسجتها، كما قللت من إفرازات البروتينات المساعدة على حدوث الالتهاب وزادت مستويات بروتينات أخرى تكافح الالتهابات.
وقال الباحثون إن جزءا من التأثير العلاجي يأتي نتيجة المستويات العالية من الدهون الطبيعية الموجودة في الزنجبيل. وأحد تلك الدهون حمض «الفوسفتيديك» يعتبر الحجر الأساس في بناء أغشية الخلايا.
كما أن الجسيمات حافظت على العناصر المهمة في الزنجبيل الطبيعي مثل مركبات «6 - جنجرول» و«6 - شوغول» التي أظهرت دراسات مختبرية سابقة دورهما في مكافحة الأكسدة والالتهابات والسرطان. وهذه المركبات هي التي تؤمن دور الزنجبيل كعلاج ضد الغثيان وعسر الهضم.
وقال مارلين إن وجود هذه المركبات في جسيمات الزنجبيل يمكن أن تؤدي إلى تطوير علاج موجه نحو القولون مباشرة بدلا من تناول الزنجبيل وعصيره عن طريق الفم. وكان فريق مارلين قد اختبر فكرة إنتاج جسيمات نانوية صغيرة لإرسال الأدوية إلى مناطق الالتهاب في الجسم، إلا أنه توجه إلى الزنجبيل بوصفه نباتا غير سام ورخيص.
قذائف متناهية في الصغر من الزنجبيل.. تعالج أمراض الأمعاء
قللت التهابات القولون وعززت صحة بطانته
قذائف متناهية في الصغر من الزنجبيل.. تعالج أمراض الأمعاء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة