«بوكاب» أقدم متحف إسلامي في جنوب أفريقيا أنشأه مدرس عثماني

أوفد إلى كيب تاون لتعليم الأطفال المسلمين

المتحف الواقع في  «حي المسلمين» الذي يشتهر بطراز معماري يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر (غيتي)
المتحف الواقع في «حي المسلمين» الذي يشتهر بطراز معماري يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر (غيتي)
TT

«بوكاب» أقدم متحف إسلامي في جنوب أفريقيا أنشأه مدرس عثماني

المتحف الواقع في  «حي المسلمين» الذي يشتهر بطراز معماري يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر (غيتي)
المتحف الواقع في «حي المسلمين» الذي يشتهر بطراز معماري يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر (غيتي)

كشفت دراسة أجراها الخبير التركي في العلاقات العثمانية الأفريقية، حليم جينش أوغلو، أن ملكية مبنى المتحف الإسلامي الأول في جنوب أفريقيا المعروف بـ«بوكاب» منذ عام 1978، تعود إلى مدرس أوفدته الدولة العثمانية إلى تلك المنطقة، ويدعى محمود فقيه أفندي.
وأحدثت نتائج الدراسة، التي نُشرت في الموقع الإلكتروني لجامعة كيب تاون الجنوب أفريقية، صدى واسعًا في البلاد، لأنها صحّحت خطًأ تاريخيًا كبيرًا، بحسب الخبير التركي، الذي قال إن السلطات كانت تُعرف المتحف للسيّاح المحليين والأجانب على أنه منزل قديم لعالم الدين العثماني أبو بكر أفندي.
وقال جينش أوغلو، إن دراسته التي أجراها وفقًا للأرشيفين التركي والجنوب أفريقي، أظهرت أن هذا الأثر التاريخي يعود إلى محمود فقيه أفندي، وهو تلميذ العالم أبو بكر أفندي، الذي كان موظفًا للدولة العثمانية في جنوب أفريقيا لحلّ خلافات المسلمين هناك وتعليمهم الدين الإسلامي.
ولفت جينش أوغلو إلى أن الدولة العثمانية عينت محمود فقيه أفندي في مدينة كيب تاون، ثالث أكبر مدن جنوب أفريقيا من حيث عدد السكان، من أجل مواصلة المشروع والميراث التدريسي الكبير الذي بدأه العالم العثماني أبو بكر أفندي، وأن المتحف يضم آثارًا تاريخية تعود لمسلمي «الملايو».
وقال الخبير التركي إن متحف «بوكاب» هو أول متحف إسلامي في جنوب أفريقيا حافظ على هيكله التاريخي منذ عام 1978 حتى اليوم، وإن نظام الفصل العنصري «أبارتايد»، هو الذي حوّل المنزل إلى متحف يقصده السياح المحليون والأجانب.
ولفت جينش أوغلو إلى ورود اسم محمود فقيه أفندي في الأرشيف بصفة «بروفسور» و«آخر أفندي»، موضحًا أن اسم «أفندي» كان في المرحلة الأولى يطلق على جميع العثمانيين المقيمين في جنوب أفريقيا، إلا أنه تحول فيما بعد إلى اسم تستخدمه بعض العائلات المقربة من السلالة العثمانية.
وأضاف جينش أوغلو أن محمود فقيه أفندي المولود عام 1851، يعد عالمًا عثمانيًا كبيرًا ومنبرًا ثقافيًا رائعًا، رفع علم الدولة العثمانية على مدرسته، التي افتتحها في جنوب أفريقيا، فضلاً عن مساهمته في خدمة المسلمين المقيمين في رأس الرجاء الصالح لأكثر من 20 عامًا.
وبدأ العالم العثماني محمود فقيه أفندي وظيفته بشكل رسمي مدرسًا للخلافة العثمانية في جنوب أفريقيا عام 1894، وفتح في المنطقة فيما بعد مدرسة في مدينة كيب تاون لتعليم أطفال المسلمين، الذين يشكلون الغالبية هناك، العلوم الدينية والثقافية، وتوفي عام 1971 في منزله الموجود بشارع «والي»، والمكون من 24 غرفة، حوله نظام الفصل العنصري إلى متحف «بوكاب» عام 1978، ويعني «كيب تاون العليا».
و«بوكاب» أو «حي المسلمين» هو قرية تقع على سفوح تل «سيجنال» في أعالي وسط كيب تاون، وهي واحدة من أقدم وأكثر المناطق السكنية الرائعة في المدينة الجنوب أفريقية، وتشتهر بمنازلها ذات الألوان الزاهية وبشوارعها المبنية بالحجارة التي يعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.