كان من اللافت أن تقدم 12 منظمة دولية إغاثية في اليمن بيانًا مشتركًا تطالب فيه برفع القيود المفروضة على المجال الجوي اليمني لاستئناف الرحلات الجوية وتقديم المساعدات الإنسانية، الأمر الذي استجابت له قيادة التحالف العربي، وفتح مطار صنعاء للملاحة الجوية بدءا من أول من أمس.
إلا أن المفاجأة كانت أن تلقت قيادة التحالف 12 طلبًا من منظمات دولية جميعها لا يتضمن إدخال أي مواد إغاثية أو إنسانية، بل كانت جميعها تتمحور حول نقل موظفي هذه المنظمات فقط. مفاجآت المنظمات الدولية العاملة في اليمن لم تتوقف عند هذا الحد، حيث ظهر جوليان هارينز، مدير مكتب اليونيسيف في اليمن، مشاركًا في حفل الانقلابيين وإعلانهم المجلس السياسي غير الدستوري الذي أدانته الأمم المتحدة نفسها التي يعمل لصالحها هارينز.
هنا، يتساءل همدان العليي، الكاتب السياسي والحقوقي اليمني: «لصالح من تكذب المنظمات الدولية؟» ويقول: «قالت إنها تريد إدخال مساعدات، لكن لم نر أي طائرة فيها مساعدات خلال الفترة الماضية». ويضيف: «تأملوا 12 طلبًا يتعلق بنقل العاملين في المنظمات الدولية، هؤلاء ينهبون الشعب اليمني باسم المساعدات ولا يساعدونه». ويشرح العليي أكثر بقوله: «تتسول المنظمات الدولية المساعدات للشعب اليمني وتحصل عليها من الحكومات الأوروبية ومن بعض المؤسسات الدولية الإغاثية، وجزء كبير من هذه الأموال يصرف كمصاريف تشغيلية للعاملين الدوليين الأجانب تحديدا، مرتبات مرتفعة وسفريات مستمرة (إجازات سنوية وشهرية وأسبوعية.. وغيرها)».
وفي تعليقه على حضور مدير اليونيسيف حفل الانقلابيين، أكد همدان العليي أن ذلك يعد إخلالاً بالعمل الحقوقي والإنساني والإغاثي، «لأنه حضر فعالية سياسية تمثل طرفا انقلابيا». وأضاف: «حضر فعالية سياسية تعزز الخلاف اليمني لصالح الطرف الانقلابي والمرفوض دوليًا وإقليميًا، وبالتالي، فإن هذا الأمر يشكك في مدى حياد هذه المنظمة».
إلى ذلك، أوضح الدكتور فيصل العواضي، الكاتب والمحلل اليمني، أن «عمل المنظمات الدولية انتقائي في صنعاء فقط، ويخضعون لأجهزة الميليشيات الانقلابية»، لافتًا إلى أن وزير الإدارة المحلية اليمني كان قد وجه انتقادات حادة لهذه المنظمات. وتابع: «نلاحظ أن مدينة تعز منذ سنة ونصف محاصرة، ودور هذه المنظمات ضعيف جدًا وصوتها خافت، بينما في صنعاء العكس، ليس هناك حصار، لكن المنظمات تطالب بتسهيلات».
وأشار العواضي إلى أن «هذه المنظمات تدعي الحياد الممجوج بأنها منظمات إنسانية لا تتعامل بأجندات سياسية»، وأردف: «هذا حياد مرفوض، لأنه إضفاء شرعية على الواقع، بينما الواقع مرفوض حتى من الأمم المتحدة نفسها، فليست هناك تسمية لما حصل في صنعاء إلا أنه انقلاب وميليشيات متمردة.. المنظمات للأسف ارتكبت أكثر من خطأ وخرق، ولا ندري ما أجندتها. كثير من تقاريرهم ذهبت بعيدًا عن الحقيقة، ويتم تجاهل المعلومات الحقيقية».
المنظمات الدولية في اليمن.. مزيد من التناقض والأدوار المشبوهة
بعد حضور إعلان «المجلس السياسي» غير الدستوري
المنظمات الدولية في اليمن.. مزيد من التناقض والأدوار المشبوهة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة