العاهل المغربي يدشن مشاريع اجتماعية وثقافية في الدار البيضاء

تحويل كنيسة تاريخية إلى مركز ثقافي وبناء مركز صحي ومركز ملتقى الأجيال

الملك محمد السادس في صورة تذكارية مع العاملين في المركز الصحي الذي دشنه أمس في الدار البيضاء  (ماب)
الملك محمد السادس في صورة تذكارية مع العاملين في المركز الصحي الذي دشنه أمس في الدار البيضاء (ماب)
TT

العاهل المغربي يدشن مشاريع اجتماعية وثقافية في الدار البيضاء

الملك محمد السادس في صورة تذكارية مع العاملين في المركز الصحي الذي دشنه أمس في الدار البيضاء  (ماب)
الملك محمد السادس في صورة تذكارية مع العاملين في المركز الصحي الذي دشنه أمس في الدار البيضاء (ماب)

دشن العاهل المغربي الملك محمد السادس، أمس، في المدينة العتيقة للدار البيضاء مجموعة من المشاريع الاجتماعية والثقافية الجديدة، التي تندرج في إطار برنامج إعادة تأهيل المدينة العتيقة داخل السور التاريخي، وتهدف إلى تحسين ظروف ولوج الساكنة للخدمات الأساسية وتطوير قدرات وكفاءات الشباب والحفاظ على الموروث التاريخي للمدينة القديمة للدار البيضاء.
ومن بين المشاريع التي أشرف العاهل المغربي على تدشينها أمس المركز الصحي «بوسمارة»، ودار الثقافة «بوينا فنتورا»، وفضاء ملتقى الأجيال. وأنجزت هذه المشاريع في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية باستثمار إجمالي يبلغ 33 مليون درهم (أربعة مليون دولار).
ويستهدف المركز الصحي «بوسمارة» خدمة 47 ألف شخص، وسيولي اهتماما خاصا لصحة الأم والطفل، إلى جانب التوعية الصحية وتوفير خدمات أخرى في مجال مكافحة الإدمان ومحاربة داء السل والفحوصات الطبية.
ويشتمل المركز الصحي على مكتب استقبال خاص بنظام المساعدة الطبية «راميد»، ووحدات للطب العام وصحة «الأم والطفل» وأخرى لداء السل وعلاج الإدمان.
وسيوفر المركز الجديد، الذي يأتي ليعزز العرض الصحي على مستوى المدينة القديمة للدار البيضاء، على الخصوص، خدمات لفحص الأمراض المزمنة (داء السكري، والضغط الدموي)، وتشخيص مرض السرطان، ومكافحة داء السل، علاوة على التوعية والوقاية من استعمال المواد المخدرة. كما سيوفر المركز الصحي التكفل الطبي والاجتماعي بالأشخاص ضحايا الإدمان، وضمان انخراط فعال للأسر والجمعيات في جهود الوقاية.
وعرفت كنيسة «بوينا فنتورا» الإسبانية، التي تعد من البنايات التاريخية العريقة بالمدينة القديمة، هي أيضا، أشغال إعادة التأهيل والتحويل إلى دار للثقافة، حيث أضحت تشتمل على قاعة للعرض، وقاعة للمطالعة مخصصة للأشخاص ذوي الحركية المحدودة، ومكتبة تحتوي على رصيد وثائقي قوامه 6492 مؤلفا، إضافة إلى فضاء للأطفال، وقاعة متعددة الوسائط.
أما فضاء ملتقى الأجيال، فيتوخى فتح آفاق جديدة أمام تصالح الشرائح العمرية. ويشتمل على فضاء مخصص للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات لمواكبة الاندماج السوسيو - مهني للشباب والنساء، وورشات للفصالة والخياطة، والسيراميك، وقاعات للتكوين والتعليم، وقاعة متعددة الوسائط وأخرى متعددة الاختصاصات، وجناح للأشخاص المسنين (قاعة للترويض الطبي، قاعة للاستراحة، قاعة للصلاة، مقصف) وقاعة لرياضة الآيروبيك وأخرى للممارسة فنون الحرب.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.