مينو رايولا.. مفاوض لا يعرف الخوف

وكيل الأعمال الذي انتقم لنفسه بصفقة بول بوغبا

رايولا (يمين) عندما باع إبراهيموفيتش لبرشلونة (الشرق الأوسط)
رايولا (يمين) عندما باع إبراهيموفيتش لبرشلونة (الشرق الأوسط)
TT

مينو رايولا.. مفاوض لا يعرف الخوف

رايولا (يمين) عندما باع إبراهيموفيتش لبرشلونة (الشرق الأوسط)
رايولا (يمين) عندما باع إبراهيموفيتش لبرشلونة (الشرق الأوسط)

استعان زلاتان إبراهيموفيتش بصديق عندما أراد وكيل أعمال جديد، وكان هذا الصديق هو الصحافي الهولندي ثيجز سليغرز، لكي يطرح عليه اثنين من الأسماء المقترحة. كان الاقتراح الأول هو الشركة التي كانت تمثل ديفيد بيكام. قال سليغرز: «من المفترض أن يكونوا رائعين.. وهناك رجل آخر، لكن حسنا...»، فعقب إبراهيموفيتش: «حسنا.. ماذا؟»، ليجيب سليغرز: «حسنا.. إنه رجل على شاكلة أفراد المافيا»، فقال إبراهيموفيتش: «رجل المافيا يبدو مناسبا».
وواصل إبراهيموفيتش، في سيرته الذاتية «أنا زلاتان»، كما قيل لديفيد لاغركرانتس: «لم يكن رجل عصابات فعليا، كل ما هنالك أنه يبدو واحدا منهم في مظهره وتصرفاته.. كان اسمه مينو رايولا».
ورايولا (48 عاما) الإيطالي المولد، المقيم في موناكو، الذي يحمل الجنسية الهولندية، هو الآن سيد عالم المنافسة الرهيبة الذي عاش فيه على مدى الـ25 عاما الماضية أو نحو ذلك، بعد أن تمتع بصيف تدفقت فيه الأموال عليه، فلم يكن إبراهيموفيتش الوحيد الذي ضمه رايولا إلى مشروع جوزيه مورينهو الجديد في مانشستر يونايتد، حيث ضم كذلك هنريك مخيتاريان، والأكثر لفتا للأنظار «بول بوغبا»، في صفقة ضربت رقما قياسيا عالميا من اليوفنتوس.
وبحسب مجلة فوربس، فإن شركة «ماغير تاكس آند ليغال» المملوكة لرايولا، التي سماها باسم الشخصية السينمائية العميل جيري «أرني الأموال» ماغير، حصلت على نسب من الصفقات بلغت بحلول سبتمبر (أيلول) عام 2015 حوالي 28 مليون دولار. وقد حقق له نجاحه في حسم صفقة بوغبا وحده صافي أرباح تصل لما يقرب من 20 مليون جنيه، ويعد هذا بمثابة قصة ثانوية في صفقة انتقال استثنائية استوفت كل الشروط بالنسبة لرايولا، وليس أقلها الانتقام المشهود. ومن الإنصاف أن نقول إن هذه الشخصية القتالية المباشرة، المتقلبة أحيانا، لا تجد تقبلا من الجميع، ويبرز على قائمة الأعداء هذه مدرب مانشستر يونايتد السابق، السير أليكس فيرغسون.
لقد كان بوغبا لاعبا احتياطيا مراهقا في أولد ترافورد عندما رأى فيه رايولا شيئا مبشرا، وحصل على توقيعه ليكون وكيلا له، قبل نقله وهو في الـ19 من العمر إلى يوفنتوس، في عام 2012. وقد استشاط فيرغسون غضبا، وقال آنذاك: «هناك واحد أو اثنان من وكلاء اللاعبين لا أحبهم ببساطة، ومينو رايولا واحد منهم. لقد شعرت بعدم الثقة تجاهه منذ اللحظة التي قابلته فيها». ولقد سمحت عودة بوغبا من يوفنتوس إلى مانشستر كنجم من الطراز الأول لرايولا بأن يشعر بأنه ثأر لنفسه، وكذلك منحته شيكا من النوعية التي يحصل عليها مرة في العمر. وقد أثبت فعليا لفيرغسون أن السماح لبوغبا بالانتقال إلى يوفنتوس من أجل أن يتطور مستواه كان هو القرار الصحيح، وقد نال يونايتد عقابه بأكثر من صورة، وليس تكلفة استعادته فحسب.
فقد كان على مانشستر يونايتد أن يدفع الأموال لرايولا، بعد أن ضمن شرطا في عقد بوغبا في يوفنتوس يعطيه الحق في الحصول على نسبة 20 في المائة في أي انتقال في المستقبل، تدفع إضافة إلى سعر الانتقال. وفضلا عن هذا، فقد حصل رايولا من يوفنتوس على مبلغ لم يتم الكشف عن قيمته لعمله على هذه الصفقة تحديدا. وكأمر لا يعرفه الجميع، من المثير للفضول أن يونايتد استعان برايولا هذا الصيف، وليس وكيل مورينهو، خورخي مينديز.
وتجدر الإشارة إلى أنه لدى مورينهو تاريخ طويل من التعاقد مع لاعبين ممن يعمل مينديز وكيلا لهم. ومن يعرفون رايولا جيدا، ومنهم سليغرز، يتحدثون عن شخصية عاطفية مهووسة بكرة القدم والعمل. يقول سليغرز: «يكن رايولا ولاء شديدا لمن هم في دائرته الداخلية، ويعني بهذا لاعبيه.. إنهم كالأسرة بالنسبة له، ولهذا يعد المفاوض المثالي لأنك تريد دائما أن تقوم بالأفضل من أجل أسرتك»، مضيفا: «لديه حس فكاهي جيد، وهو يحب أن يكون محرضا، لكن بطريقة ممتعة تماما. ويظن بعض الناس أنه متعال، وإذا لم تكن تعرفه جيدا، وتكتفي بقراءة تصريحاته، فمن الممكن أن تظن أنه شخصية مجنونة، لكنه ليس كذلك.. إنه يدافع عن لاعبيه».
وتحمل قصة أول لقاء جمع رايولا بإبراهيموفيتش دلالات كبيرة. فقد كان هذا المهاجم السويدي في أياكس، وكان قد تلقى إشارات برغبة رايولا في العمل معه عن طريق زميله في الفريق، الظهير الأيسر البرازيلي ماكسويل الذي كان يمثله رايولا آنذاك، وحتى الآن. وقد طلب إبراهيموفيتش من ماكسويل أن يبلغ رايولا أنه إذا كان لدى الوكيل شيء محدد يمكن أن يضعه على الطاولة فسيقابله، وإلا فإنه ليس مهتما. وجاء الرد من رايولا محملا بعبارات نابية، مفادها: «قل لهذا الزلاتان أن يذهب للجحيم». وعلى عكس المتوقع، وجد هذا الرد صدى لدى إبراهيموفيتش الذي تربى على هذا النوع من التصرفات.
وتم الاتفاق على أن يجتمع الاثنان في مطعم للسوشي بفندق أوكورا، في أمستردام. وتأنق إبراهيموفيتش في ملابس من ماركة غوتشي، وركن سيارته البورش بالخارج. ويخبرنا إبراهيموفيتش عن هذا اللقاء، قائلا: «لم أكن أتوقع فعلا أي نوع من الأشخاص أتوقع أن أقابله، ربما سيرتدي بذلة رسمية مع ساعة يد ذهبية أكبر من المعتاد. لكن من الذي حضر بحق الجحيم؟ رجل يرتدي سروالا من الجينز وقميصا رياضيا من نايكي، ببطن تذكر المرء بشخصيات مسلسل الجريمة (آل سوبرانو)».
وفي حين كان رايولا يتناول طعاما يكفي لخمسة أفراد، بحسب إبراهيموفيتش، قدم إحصائيات أظهرت مدى تأخر رفيقه على الغداء عن أبرز مهاجمي هذه الفترة، وطلب منه أن يبيع سيارته وساعاته، ووجه حديثه للسويدي بضرورة الحرص على العمل الشاق الذي سيحقق له كل شيء، مؤكدا أن الأشياء المادية ستأتي على ظهر نجاحه كلاعب.
كان إبراهيموفيتش يستمع بإنصات. ولاحقا، نفذ ما قاله رايولا. ويقدر المهاجم وغيره من موكلي رايولا الآخرين للرجل أنه غرس فيهم التركيز وعقلية الفوز. إن رايولا شخصية لا تعرف الهدوء، وطريقته في تحفيز اللاعبين هي عصا أكثر من كونها جزرة، وهي تحقق النتائج المطلوبة. لقد استطاع رايولا أن يدخل إلى عقلية موكليه، وربما كان السبب في ذلك أنه يأتي من خلفية مشابهة لكثير منهم، حيث كان عليه أن يقاتل من أجل كل شيء حصل عليه. فقد انتقل رايولا، المولود في ساليرنو، جنوب إيطاليا، إلى مدينة هارلم الهولندية مع أسرته، ولم يزل بعد رضيعا. وهناك، افتتحت الأسرة مطعما للبيتزا، وكان وهو صبي صغير ينظف الأطباق ويغسلها، ويقدم الخدمة للزبائن.
وقد شارك الولد الصغير رايولا في إعداد كثير من الفطائر، وبدأ يقرأ الكتب الموجودة في المطعم، ويدرس القانون، وأصبح مديرا لأحد أندية كرة القدم المحلية، وتعلم اللغات. إنه يستطيع أن يتحدث الإيطالية والهولندية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية والبرتغالية.
ومع هذا، فقد كان يريد أن يكون وكيل أعمال في مجال كرة القدم، وجاءت انطلاقته عندما كلفه روب يانسن، أحد الوكلاء الرائدين في هولندا، بمساعدته كمترجم، خلال صفقة انتقال دينيس بير كامب من أياكس إلى إنتر ميلان في عام 1993. وقد حصل رايولا على وظيفة في شركة يانسن، لكنه استقال، ليؤسس شركته الخاصة. والآن، صار يانسن واحدا من أعدائه.
لدى كثير من الناس حكايات عن رايولا، طيبة وسيئة، لكن الطابع الدرامي يغلب عليها دائما. وإبراهيموفيتش مغرم بإحدى الحكايات عن كيف اقتحم رايولا قاعة لكبار الزوار في مطار موناكو، ليتفاوض على انتقاله من أياكس إلى يوفنتوس في عام 2004، مرتديا سروالا قصيرا وقميصا رياضيا على طريقة الأزياء في هاواي. ولم يكن لوتشيانو موتجي، المدرب العام ليوفنتوس، يشعر بأي اندهاش. لم يهتم رايولا بالطبع بمثل هذه الشكليات. إن ما يشغله هو ببساطة أن يبذل أفضل ما لديه من أجل نفسه ومن أجل لاعبيه.
وقد قال إبراهيموفيتش وقت أن كان يدرس اختيار رايولا وكيلا لأعماله: «كان شخصا لا يعرف الخوف تماما، مستعد لاستخدام أي قدر من الحيل.. وقد بدا ذلك جيدا. لم أشأ أن يكون لدي وكيل آخر، فما أردته هو أن انتقل، وأن أحصل على عقد جيد».



«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
TT

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)

سجَّل ريكو لويس لاعب مانشستر سيتي هدفاً في الشوط الثاني، قبل أن يحصل على بطاقة حمراء في الدقائق الأخيرة ليخرج سيتي بنقطة التعادل 2 - 2 أمام مستضيفه كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، السبت.

كما سجَّل إرلينغ هالاند هدفاً لسيتي بقيادة المدرب بيب غوارديولا، الذي ظلَّ في المركز الرابع مؤقتاً في جدول الدوري برصيد 27 نقطة بعد 15 مباراة، بينما يحتل بالاس المركز الـ15.

وضع دانييل مونوز بالاس في المقدمة مبكراً في الدقيقة الرابعة، حين تلقى تمريرة من ويل هيوز ليضع الكرة في الزاوية البعيدة في مرمى شتيفان أورتيغا.

وأدرك سيتي التعادل في الدقيقة 30 بضربة رأس رائعة من هالاند.

وأعاد ماكسينس لاكروا بالاس للمقدمة على عكس سير اللعب في الدقيقة 56، عندما أفلت من الرقابة ليسجِّل برأسه في الشباك من ركلة ركنية نفَّذها ويل هيوز.

لكن سيتي تعادل مرة أخرى في الدقيقة 68 عندما مرَّر برناردو سيلفا كرة بينية جميلة إلى لويس الذي سدَّدها في الشباك.

ولعب سيتي بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 84 بعد أن حصل لويس على الإنذار الثاني؛ بسبب تدخل عنيف على تريفوه تشالوبا، وتم طرده.