العربي: جهود كيري مقدرة.. وعباس سيتحدث أمام اجتماع القاهرة

دعا المعارضة السورية إلى توسيع قاعدة مشاركتها

العربي: جهود كيري مقدرة.. وعباس سيتحدث أمام اجتماع القاهرة
TT

العربي: جهود كيري مقدرة.. وعباس سيتحدث أمام اجتماع القاهرة

العربي: جهود كيري مقدرة.. وعباس سيتحدث أمام اجتماع القاهرة

أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أن الرئيس محمود عباس طلب رسميا عقد اجتماع غير عادي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، لبحث مستجدات القضية الفلسطينية في ضوء رفض إسرائيل الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين وتمديد المفاوضات.
وقال الأمين العام إنه من المقرر عقد هذا الاجتماع في القاهرة يوم الأربعاء المقبل الموافق التاسع من الشهر الحالي، بحضور الرئيس محمود عباس، وذلك بعد مشاورات جرت بينه وبين عدد من الدول العربية، الذي سيتحدث بكل صراحة أمام الوزراء العرب عن كل الخيارات المطروحة للتعامل مع الوضع الراهن سواء ما يتعلق بما آلت إليه المفاوضات أو مقترح تمديدها أو إصرار دولة فلسطين على استعمال حقها في التوقيع على الاتفاقيات الدولية.
وأضاف العربي أن توقيع الرئيس محمود عباس على 15 اتفاقية هو حق أصيل لدولة فلسطين بعد قبولها في الأمم المتحدة في29 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2012 دولة غير عضو، لأن هذا القبول يؤكد أن فلسطين دولة تحت الاحتلال وليست أراض متنازع عليها.
وقال إنه شخصيا يرى أن إسرائيل تريد من وراء عدم إطلاق الدفعة الرابعة من الأسرى تعطيل المفاوضات، ووصف هذه الخطوة الإسرائيلية أنها عمل عدائي تجاه دولة فلسطين، وأن حكومة الليكود الإسرائيلية الحالية تريد كسب الوقت.
وأكد أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري يقوم بجهود مقدرة لدعم المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية التي بدأت في 29 يوليو (تموز) الماضي وينتهي سقفها في 29 من الشهر الحالي، مؤكدا أنه شخصيا لا يمانع في تمديد المفاوضات حتى نهاية العام الحالي، قائلا: «المهم أن نصل إلى نتيجة».
وأوضح أن الجانب الأميركي هو الوحيد القادر على الضغط على إسرائيل التي لا تريد حكومتها سلاما مع القيادة الفلسطينية.
من جهة أخرى، حذر العربي من استمرار شلال الدم في سوريا وعدم التوصل إلى حل للأزمة السورية المتفاقمة، والتي تعد أكبر كارثة على المستوى الإنساني في القرن الـ21، منتقدا فشل مجلس الأمن لمدة عامين كاملين في إيجاد مخرج لها، واصفا ذلك الأمر بأنه يشكل «فضيحة»، مرجعا هذا الفشل إلى صراع المصالح بين روسيا وأميركا.
وأكد العربي أهمية الاجتماع العربي الأوروبي المشترك على مستوى وزراء الخارجية المقرر عقده في أثينا يونيو (حزيران) المقبل، والذي سيناقش الأوضاع في سوريا وفلسطين بالإضافة إلى قضايا التعاون بين الجانبين وهو ما جرى بحث ترتيباته اليوم خلال لقائه مع سفراء الاتحاد الأوروبي المعتمدين لدى القاهرة.
وأعرب الأمين العام للجامعة العربية عن أمله في أن تشهد الفترة المقبلة تطورا حيال هذه الأزمة، خاصة بعد فشل مفاوضات «جنيف 2» في إحراز تقدم على الأرض.
وطالب العربي المعارضة السورية بضرورة توسيع قاعدة مشاركتها للأطياف الأخرى وتجاوز الخلافات فيما بينها لتكون واجهة حقيقية تمثل سوريا وتحقق تطلعات الشعب في التغيير.
وحول الجدل بشأن دعوة ممثلي المعارضة السورية للمشاركة في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية في سبتمبر (أيلول) المقبل، وفقا لما صدر عن قرار قمة الكويت الأخيرة شدد العربي على ضرورة عدم اختزال الأزمة السورية وتعقيداتها في «شغل المقعد» لأن شغله من قبل المعارضة لا يعني إسقاط النظام، مضيفا: «إن هذه المشاركة هي حالة استثنائية للقواعد المعمول بها في الجامعة العربية، وهذا لا يعني أن المعارضة أسقطت النظام السوري لأن المهم هو وقف إطلاق النار وشلال الدم وإيصال المساعدات الإنسانية للشعب السوري، كما أن هذه المشاركة لا يترتب عليها أي التزامات تمس القرار السيادي لكل دولة عضو في الجامعة العربية، كما لا يترتب على هذه المشاركة أي التزامات قانونية على دولة المقر(مصر)»، مضيفا: «إن مقومات شغل المقعد السوري من قبل المعارضة السورية لم تكتمل بعد ولم يجر تشكيل حكومة تمثل المعارضة».
وأكد العربي أن المهم بالنسبة للأزمة السورية بعد انتهائها هو عملية إعادة الإعمار ومن سيقوم بها، خصوصا أن ما يجري تدميره في سوريا هو إرث حضاري متميز، كما أن دول الجوار السوري تعاني من أعباء اللاجئين خاصة الأردن ولبنان.
واستعرض العربي في لقائه مع الصحافيين أهم الملفات التي أقرتها القمة العربية أخيرا في الكويت وفي مقدمتها ملف تطوير الجامعة العربية، حيث جرت الموافقة على استكمال فرق العمل المعنية بتعديل ميثاق الجامعة وهياكلها الاقتصادية والاجتماعية، وما يتعلق بمجلس السلم والأمن العربي حتى يتمكن من أداء دوره وإدخال البعد الشعبي ومؤسسات المجتمع المدني.
وأضاف أن القمة العربية وافقت من حيث المبدأ على النظام الأساسي للمحكمة العربية لحقوق الإنسان وأن الأمانة العامة وجهت الدعوة للجنة القانونية بها لعقد اجتماع بداية الشهر المقبل لبحث استكمال هذا النظام، معتبرا أن هذه المحكمة تشكل نقلة حضارية، كما سيجري تفعيل ما ورد في ميثاق الجامعة العربية بشأن إعادة دراسة مشروع إنشاء محكمة عدل عربية لفض المنازعات بين الدول الأعضاء ومنع نشوئها. وأوضح العربي أن القمة العربية كلفت الأمانة العامة للجامعة بإنشاء آلية عربية لتنسيق المساعدات الإنسانية والاجتماعية للدول الأعضاء حتى تكون ذات فاعلية عند تقديم المساعدات للدول المتضررة.
وقال إن الأمانة العامة بدأت اتصالاتها مع الأمم المتحدة للاستفادة من تجربتها في هذا الإطار.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».