الضغوط الدولية تجبر النظام على نقل طفلة مصابة برصاصة قنص من مضايا

مصدر لـ «الشرق الأوسط»: حصار النظام للمدينة يمنع إخراج أي مرضى

الضغوط الدولية تجبر النظام على نقل طفلة مصابة برصاصة قنص من مضايا
TT

الضغوط الدولية تجبر النظام على نقل طفلة مصابة برصاصة قنص من مضايا

الضغوط الدولية تجبر النظام على نقل طفلة مصابة برصاصة قنص من مضايا

أثمرت الضغوط الدولية إجبار النظام السوري على نقل طفلة مصابة برصاصة قنص من مدينة مضايا المحاصرة إلى إحدى مستشفيات دمشق، بعد ساعات على مطالبة منظمة العفو الدولية المجتمع الدولي ببذل كل ما في وسعه لإجلاء الفتاة.
وأعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن سيارات من الهلال الأحمر دخلت أمس إلى مدينة مضايا التي تحاصرها قوات النظام وما يسمى «حزب الله» اللبناني، وقامت بنقل الطفلة غنى قويدر (10 أعوام) لتلقي العلاج في العاصمة دمشق، بعد إصابتها برفقة شقيقتها قبل 12 يومًا برصاص قناصة قوات النظام والحزب في أطراف منطقة مضايا من جهة بلدة بقين الملاصقة لها.
وأصيبت غنى في الثاني من أغسطس (آب) الفائت، حين خرجت لشراء أدوية لوالدتها فأصيبت في وركها برصاصة أطلقها أحد عناصر قوات النظام، بحسب منظمة العفو الدولية.
وأصيبت الطفلة غنى بكسور في الساق جراء إطلاق النار عليها، وبقيت 12 يومًا في المدينة المحاصرة، حيث منع نقلها إلى خارج المدينة، قبل أن تتدخل منظمات دولية.
وأشار المرصد إلى أنه جرى منع فرق الإسعاف ومنظمات إنسانية من نقلها للعلاج خارج مضايا، عقب تعذر معالجة حالتها لعدم وجود الأجهزة والمعدات اللازمة لمعالجتها، مما سبب آلامًا للطفلة على مدى الأيام الـ12 الفائتة، إلى حين دخول فريق من الهلال الأحمر وقيامه بنقل الفتاة إلى مشفى في العاصمة دمشق من أجل المباشرة في علاجها.
وقال كريستيان بنديكت المكلف بالملف السوري في منظمة العفو الدولية في بيان: «ندعو مجموعة العمل حول المساعدة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة إلى نقل غنى فورا إلى مستشفى لإجراء جراحة عاجلة لها». وطالب روسيا والولايات المتحدة بـ«ممارسة الضغط على السلطات السورية».
وأوضحت المنظمة أن الفتاة تعاني كسرا كبيرا يتسبب لها «بألم مبرح شبه دائم». ولا يمكن أن تخضع لجراحة في مكان وجودها بسبب الافتقار إلى المعدات الطبية اللازمة، ولا بد من نقلها فورا إلى دمشق أو لبنان. لكن الحكومة السورية ترفض السماح بذلك.
ودعت عمة الفتاة التي تقيم في لندن الحكومة البريطانية إلى مساعدة ابنة شقيقها.
وقالت في بيان نقلته منظمة العفو: «كل ما أريده هو أن تعمل القوى الكبرى والأمم المتحدة لإخراج غنى من مضايا لتتمكن من تلقي العلاج في مستشفى مجهز في شكل ملائم، أطالب الحكومة البريطانية بمساعدة ابنة شقيقي إذا كانت تستطيع ذلك».
وتعتبر غنى واحدة من عشرات الحالات المرضية التي يمنع النظام نقلها من داخل مدينة مضايا. وقال مصدر في ريف دمشق لـ«الشرق الأوسط»، إن الحصار الذي تفرضه قوات النظام على المدينة «يمنع إخراج أي من المرضى في الداخل، وبينهم مرضى يعانون حالات مرض مزمنة»، مشيرًا إلى أن المنطقة «تعاني نقصًا كبيرًا بالأدوية والمعدات الطبية، كما تعاني نقصًا بالمعالجين بعد رحيل القسم الأكبر من الأطباء والممرضين من المدينة».
ويعدّ سلاح القنص، أحد أوجه الأزمات التي يعاني منها السكان المحاصرون. وقال المصدر: «رغم الهدنة التي توصل إليها جيش الفتح في الشمال مع النظام، وعرفت بهدنة الزبداني ومضايا، وكفريا والفوعة، إلا أن قوات النظام تواصل إطلاق الرشقات النارية باتجاه المنطقة المحاصرة، فضلاً عن استخدام سلاح القنص ضد العسكريين المعارضين في الداخل وضد المدنيين»، لافتًا إلى أن المعاناة في تقديم العلاج للمصابين «تتفاقم إثر انقطاع التيار الكهربائي منذ أشهر عن المدينة».
ويحاصر أكثر من أربعين ألف شخص منذ أشهر في مضايا الواقعة غرب دمشق. وقضى عشرات من سكانها جوعا جراء الحصار الذي تفرضه قوات النظام السوري ومقاتلو ما يسمى «حزب الله» بحسب منظمات غير حكومية.



وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
TT

وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)

ناقشت اللجنة الوزارية الخماسية بشأن غزة، الأربعاء، مع ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، خطة إعادة إعمار القطاع التي أقرتها القمة العربية الطارئة في القاهرة بتاريخ 4 مارس (آذار) الحالي.

جاء ذلك خلال اجتماع استضافته الدوحة، بمشاركة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، والدكتور أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، والدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، وخليفة المرر وزير الدولة بوزارة الخارجية الإماراتية، وحسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وبحث المشاركون تطورات الأوضاع في غزة، واتفقوا على مواصلة التشاور والتنسيق بشأن الخطة كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع، بحسب بيان صادر عن الاجتماع.

بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)

وأكد الوزراء العرب أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددين على ضرورة إطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

وجدَّدوا تأكيد الحرص على استمرار الحوار لتعزيز التهدئة، والعمل المشترك من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، عبر تكثيف الجهود الدبلوماسية، والتنسيق مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.

وسبق الاجتماع لقاء للوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني، في الدوحة، بحثوا خلاله «سبل الترويج وحشد التمويل للخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، لا سيما في ظل استضافة مصر للمؤتمر الدولي لإعادة الإعمار بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية، وبحضور الدول والجهات المانحة»، بحسب الخارجية المصرية.

من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)

كان الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة (غرب السعودية)، الجمعة الماضي، قد أكد دعم الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، مع التمسُّك بحق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه.

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في تصريحات أعقبت «اجتماع جدة»، إن الخطة أصبحت عربية - إسلامية، بعد تبنّي واعتماد «الوزاري الإسلامي» جميع مخرجات «قمة القاهرة»، مؤكداً السعي في الخطوة المقبلة لدعمها دولياً، عبر تبنيها من قِبل الاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية؛ كاليابان وروسيا والصين وغيرها، للعمل على تنفيذها.

بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)

وأشار الوزير المصري إلى تواصله مع الأطراف الدولية بما فيها الجانب الأميركي، وقال إنه تحدّث «بشكل مسهب» مع مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط عن الخطة بمراحلها وجداولها الزمنية وتكاليفها المالية. وأضاف أن ويتكوف تحدث عن عناصر جاذبة حولها، وحسن نية وراءها.

إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، في بداية اجتماع بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الآيرلندي مايكل مارتن: «لن يطرد أحد أحداً من غزة».

من جهته، دعا رئيس الوزراء الآيرلندي خلال لقائه ترمب، إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقال: «نريد السلام، نريد إطلاق سراح الرهائن»، مضيفاً: «يجب إطلاق سراح جميع الرهائن، ويجب إدخال المساعدات إلى غزة».