أثارت قصة الطالبة السعودية، اعتماد المطر، التي قبضت عليها الشرطة في شيكاغو بعد الاشتباه بكونها إرهابية، ردود فعل قوية، وبخاصة في السعودية بعد تداول تسجيل فيديو مأخوذ من كاميرات المراقبة، يوضح اقتراب الشرطة من المطر ثم طرحها أرضا، وتفتيشها قبل القبض عليها وحملها لمركز الشرطة. وقد أفرجت الشرطة عنها لاحقا بعد إسقاط التهمة.
وفي تطور للقضية تبنّى مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) قضية المطر ورفع قضية بالنيابة عنها ضد شرطة شيكاغو، بتهمة خلع حجابها والإساءة إليها واعتقالها من دون مبرر. وصرح متحدث باسم المنظمة لـ«الشرق الأوسط» بأنه إضافة إلى الدعوى القضائية، فإن المنظمة رفعت شكوى إلى وزارة العدل الفيدرالية.
وقال إن الشكوى عن خرق الشرطة لحقوق المطر الإنسانية، واعتقالها من دون مبرر، والإساءة لها بسبب دينها، واستعمال القوة الشديدة معها، وتفتيشها تفتيشا غير قانوني. وقال إن الوزارة تحقق في الموضوع.
وكانت صحيفة «شيكاغو تربيون»، قد نقلت أول من أمس أن الحادث وقع يوم احتفالات «الرابع من يوليو (تموز)»، يوم عيد الاستقلال الأميركي الماضي في شيكاغو. وكانت المطر ترتدي حجابا كاملا، يغطى جسمها ووجهها. وكانت في طريقها إلى منزلها عن طريق قطار محلي. وبينما كانت تصعد درجات محطة القطار، أسرع وراءها عدد من رجال الشرطة، وهجموا عليها، وأوقعوها أرضا، وقيدوها، ونقلوها إلى مركز الشرطة بتهمة مقاومة الشرطة والإساءة إليهم. في وقت لاحق، أسقطت الشرطة التهمة.
وكانت المطر جاءت إلى الولايات المتحدة قبل عام لدراسة اللغة الإنجليزية، تمهيدا للالتحاق بالدراسة الجامعية.
وأمس السبت، قال لصحيفة «واشنطن بوست» أحمد رحاب، مدير فرع «كير» في شيكاغو: «اختارت هي أن تغطي جسمها. لكن، جاء هؤلاء، وكشفوه بطريقة عنيفة. كان شيئا مهينا. ثم إنها فوجئت بما حدث، وأرعبها ذلك. في أول لحظة، اعتقدت أن الرجال الذين قبضوا عليها من الخلف لصوصا. لكنها لاحظت زي الشرطة الذي كانوا يرتدونه. ولم تصدق. وزادها هذا هلعا».
وفي رده على طلب من صحيفة «واشنطن بوست»، قال إنتوني غوغليمي، متحدث باسم شرطة شيكاغو: «لا نعلق على أي موضوع أمام القضاء. ونؤكد أننا نبذل كل ما نستطيع لمعاملة كل شخص بأقصى درجات الاحترام والكرامة».
وكشف غوغليمي أن تقرير الشرطة عن الحادث أوضح أنهم «كانوا في حالة استنفار بسبب توقع هجمات إرهابية خلال احتفالات الرابع من يوليو». وأنهم شاهدوا المطر وهي «مغطاة تغطية كاملة، بما في ذلك وجهها، مع نظارة سوداء. وكانت تحمل حقيبة قريبة من صدرها، وهي تسرع، وكأنها مصممة على أن تفعل شيئا ما».
وأضاف تقرير الشرطة أن المطر «تصرفت تصرفات تدعو للشك». وأن الشرطة أمرتها بأن تقف، لكنها رفضت «مما جعل الشرطة تعتقد أنها (ذئب منفرد)، تريد ارتكاب عملية انتحارية».
وأضاف التقرير: «كانت تصرخ وتبكي، وأثار ذلك رعب المسافرين... وبسبب توقع أنها تحمل متفجرات حول بطنها، نزعت الشرطة جزءا من ملابسها».
لكن، قال رحاب إن فيديو عن الحادث يوضح أن المطر كانت تصعد الدرجات وخلفها رجال الشرطة، ولم تنظر إلى الخلف، مما يوضح أنهم لم يقولوا لها أي شيء، ولم يصدروا لها أي أوامر.
في وقت سابق، تحدثت المطر إلى تلفزيون «سي بي إس» في شيكاغو. وقالت إن الحقيبة التي اعتقدت الشرطة أن فيها متفجرات كانت تحوي فطور رمضان. وأضافت: «سألوني: لماذا أضع طعاما داخل حقيبة؟ ولماذا أنا مسلمة؟ ولماذا أنا صائمة؟ ولماذا أرتدي الحجاب؟».
السجن المؤبد لقاتل سعودي في كاليفورنيا
في نفس الأسبوع الذي برأت فيه محكمة في بوسطن طالبا سعوديا من القيام بأي دور في هجمات ماراثون بوسطن قبل 4 أعوام، حكمت محكمة في كاليفورنيا بالسجن المؤبد على قاتل طالب سعودي هناك.
قبل عامين، قتل الجاني، أجستين فرنانديز، طالب الهندسة عبد الله عبد اللطيف القاضي (23 عاما) وكان قد اتصل بالقاضي لشراء سيارته التي أعلن عن بيعها على الإنترنت. في ذلك الوقت، وحسب وكالة «رويترز»، بعد تفتيش استمر أياما، عثرت الشرطة على جثمان القاضي على جانب طريق سريع في بلدة أنديو الصحراوية الواقعة على بعد 200 كيلومتر شرق لوس أنجليس، وذلك بعد شهر تقريبا من اختفائه. وحسب وثائق المحكمة، شوهد القاضي آخر مرة في منزله في ضاحية ريسيدا، بالقرب من لوس أنجليس. ثم شوهد مع الجاني والسيارة. وأن الجاني طعن القاضي حتى الموت عندما حضر إلى منزل الضحية لأخذ السيارة «أودي إيه 5». وكانا قد اتفقا على بيع السيارة بنحو 35 ألف دولار. وحسب الوثائق، احتفظ فرنانديز بالمبلغ، واستولى على السيارة، ثم تخلص من جثة القاضي في الطريق. في وقت لاحق، عثرت الشرطة على السيارة المسروقة أمام شقة فرنانديز في لونغ بيتش (ولاية كاليفورنيا).