قوى سياسية مصرية ونشطاء ينظمون اليوم وقفة للتنديد بالعنف الطائفي

تقرير للخارجية الأميركية أكد أن التحديات أمام الأقباط لا تزال قائمة

قوى سياسية مصرية ونشطاء ينظمون اليوم وقفة للتنديد بالعنف الطائفي
TT

قوى سياسية مصرية ونشطاء ينظمون اليوم وقفة للتنديد بالعنف الطائفي

قوى سياسية مصرية ونشطاء ينظمون اليوم وقفة للتنديد بالعنف الطائفي

دعا نشطاء مصريون وأحزاب لتنظيم وقفة أمام دار القضاء العالي بوسط القاهرة؛ للتنديد بموجة أحداث العنف الطائفي التي شهدتها البلاد خلال الأسابيع الماضية. ويحتج الداعون للفعالية على استمرار نهج جلسات التصالح العرفي، بصفتها بديلا لتطبيق القانون، فيما عدوه إهدارا لمبدأ المواطنة. وتأتي الدعوة بعد أيام من تقرير للخارجية الأميركية يرصد وضع حرية الأديان، أكد أنه رغم الدعم الذي أظهره الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للأقباط استمرت «التحديات الضخمة» خصوصا في المناطق الريفية.
وخلال الأسابيع الماضية شهدت محافظات في صعيد مصر أحداث عنف طائفي سقط على إثرها قتيل وأصيب آخرون، وأحرقت منازلهم بسبب خلافات بشأن بناء كنائس، أو ترميمها.
وأخلت السلطات القضائية سبيل المتهمين في تلك القضايا بعد عقد جلسات تصالح عرفية، وهو أمر ترفضه قيادات مسيحية، كما تبدي الكنسية تململها منه. ويقول نشطاء مسيحيون إن «التصالح الذي يرعاه رجال دين مسيحي وعلماء من الأزهر غالبا ما يتم عبر ضغوط».
ودعت مجموعة «مصريون ضد التمييز الديني» إلى تنظيم وقفة احتجاجية اليوم أمام دار القضاء العالي للاحتجاج على تصاعد الأحداث الطائفية دون تطبيق القانون ومعاقبة الجناة، واستمرار استخدام جلسات الصلح العرفية بديلا لتحقيق العدالة وتطبيق القانون، وهو ما عدوه «تقصيرا واضحا من قبل الأجهزة الرسمية التي تحاول دائما إنكار الواقع».
ويشارك في الوقفة عدد من الرموز السياسية والحقوقية، والحركات الشبابية والأحزاب السياسية، وعدد من الضحايا الذين تعرضوا للاعتداءات بمحافظة المنيا بصعيد مصر.
وقال الداعون للوقفة الاحتجاجية إنهم «أخطروا السلطات بموعدها»، حيث يحظر القانون المصري تنظيم الوقفات الاحتجاجية أو التظاهر دون الحصول على إذن مسبق، وأدين عدد من النشطاء خلال العامين الماضيين في قضايا التظاهر دون ترخيص.
وتعتزم مجموعة «مصريون ضد التمييز الديني» إقامة مؤتمر صحافي غدا (الأحد) لكشف ما قالت: إنه وقائع «تمييز يتعرض له الأقباط، وعرض شهادات حية عن أحداث المنيا، وعرض موقف الأطراف المختلفة التي شاركت في جلسات العرف، وتقديم بلاغ للنائب العام ضد أسماء وشخصيات متورطة في هذه الأحداث، كما يتعرض المؤتمر لقانون بناء الكنائس، وما سيترتب عليه من أزمات في حالة خروجه بالشكل الحالي».
وأعلنت الحكومة المصرية في وقت سابق أن قانون بناء الكنائس الذي تعتزم الدفع به إلى مجلس النواب، حظي بموافقة الكنائس المصرية، لكن نشطاء قالوا: إن القانون لا يعالج أزمة بناء الكنائس جذريا، ويحمل عبارات فضفاضة تفرغه من مضمونه.
وتأتي الدعوة بعد أيام من صدور تقرير وزارة الخارجية الأميركية للحريات الدينية لعام 2015، الذي أصدرته مساء الأربعاء، وأشار إلى أن الأقباط في مصر ما زالوا يواجهون «تحديات ضخمة».
ويرصد التقرير وضع حرية الأديان وممارسة الشعائر خلال العام الماضي في دول عدة، من بينها مصر. ويقول التقرير الذي نشر عبر الموقع الرسمي للخارجية الأميركية، إن «الرئيس السيسي اتخذ إجراءات تتعلق بحماية ممارسة الأقباط لشعائرهم»، مشيرة إلى حضوره القداس مرتين، وتأكيده في تصريحاته على أن «الجميع مصريون».
وحضر الرئيس السيسي في تقليد هو الأول في البلاد قداس عيد الميلاد بالكاتدرائية المرقسية بالقاهرة في يناير (كانون الثاني) 2015 ويناير 2016؛ ما أكسبه شعبية جارفة في أوساط الأقباط.
كما أشارت الخارجية الأميركية في التقرير إلى توجيهات السيسي «بإعادة بناء كنائس عدة تعرضت للتدمير في أحداث عنف خلال العامين الماضيين»، إلا أنها أكدت رغم ذلك استمرار وجود «تحديات ضخمة» أمام الأقباط في مصر، خصوصا في المناطق الريفية التي قد يكثر بها أصحاب الفكر المتشدد.
وأحرقت عشرات الكنائس خلال موجة العنف التي شهدتها البلاد في أعقاب فض اعتصامين لأنصار جماعة الإخوان المسلمين قبل ثلاث سنوات، وشهدت محافظة المنيا النسبة الأكبر من الكنائس المحترقة.
وكان السيسي التقى البابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عقب أحدث موجات العنف الطائفي التي شهدتها محافظتي المنيا وبني سويف الشهر الماضي، وطالب بتفعيل مزيد من التعاون بين الأزهر والكنيسة المصرية من خلال طرح مبادرات لترسيخ قيم الوحدة الوطنية وإعلاء قيمة المواطنة؛ درءا للفتنة الطائفية.
ودعت الخارجية الأميركية، في ختام تقريرها، الدول إلى أهمية تعزيز الحريات الدينية واحترام حقوق جميع المواطنين بغض النظر عن الدين، مشيرة إلى أن الحكومة الأميركية مستمرة في تمويل البرامج التي تعمل على تعزيز التسامح الديني والحوار بين الأديان.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».