الإصلاحات الهيكلية والتركيبة السكانية تدفع إندونيسيا إلى نمو قوي

اقتصادها ينمو 5.18 % في الربع الثاني

يتوقع البنك الدولي نمو اقتصاد إندونيسيا 5.1 في المائة بنهاية 2016 بدعم من استهلاك الأسر والإنفاق الحكومي ({الشرق الأوسط})
يتوقع البنك الدولي نمو اقتصاد إندونيسيا 5.1 في المائة بنهاية 2016 بدعم من استهلاك الأسر والإنفاق الحكومي ({الشرق الأوسط})
TT

الإصلاحات الهيكلية والتركيبة السكانية تدفع إندونيسيا إلى نمو قوي

يتوقع البنك الدولي نمو اقتصاد إندونيسيا 5.1 في المائة بنهاية 2016 بدعم من استهلاك الأسر والإنفاق الحكومي ({الشرق الأوسط})
يتوقع البنك الدولي نمو اقتصاد إندونيسيا 5.1 في المائة بنهاية 2016 بدعم من استهلاك الأسر والإنفاق الحكومي ({الشرق الأوسط})

فاجأ الاقتصاد الإندونيسي المراقبين وصناع القرار على حد سواء، في الأسبوع الماضي، تحقيق أقوى نمو في الأرباع العشرة الأخيرة. وجاء ذلك بفضل ارتفاع أسعار السلع الأساسية واستهلاك أقوى، وسط ازدياد الشكوك التي يخيم شبحها على الانتعاش الهش للاقتصاد العالمي، لتأتي إندونيسيا بين عدد قليل من الاقتصادات التي لا تزال تحقق النمو القوي، وذلك بفضل السياسة المالية الرشيدة للبلاد، والعوامل الديموغرافية المواتية، والمستوى الصحي من احتياطات النقد الأجنبي، ومواصلة الإصلاحات الهيكلية.
وقالت وكالة الإحصاءات المركزية «BPS»، إن الاقتصاد نما بنسبة 5.18 في المائة خلال الفترة من أبريل (نيسان) إلى يونيو (حزيران) الماضي، مقارنة مع العام الماضي، بعد أن نما بنحو 4.92 في المائة في الربع الأول. وتوسع أكبر اقتصاد في جنوب شرقي آسيا بنسبة 4.02 في المائة بعد انكماشه بنسبة 0.34 في المائة خلال الربع الأول.
وارتفع الإنفاق الحكومي 6.28 في المائة، مقارنة مع الربع الثاني من العام الماضي، مرتفعًا من نمو قدره 2.93 في المائة في الربع الأول. ونما إنفاق الأسر 5.04 في المائة عن العام السابق، وكذلك ارتفع من نمو بنحو 4.94 في المائة في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، في حين أن ارتفاع الطلب خلال شهر رمضان وفي أيام عطلة عيد الفطر أيضًا قد عززت الاقتصاد في تلك الفترة.
ومثلت الصادرات نسبة أقل من 20 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في إندونيسيا، في حين جاء أكثر من 83 في المائة من النمو في الربع الثاني من الاستهلاك الخاص وتكوين رأس المال. ونما الاستثمار، ومع ذلك، تراجع قليلا إلى 5.06 في المائة من 5.57 في المائة في الربع الأول. وقد أدخلت الحكومة تدابير لجعل الاستثمار في البلاد أسهل للشركات. وكان النمو في القطاع الزراعي هو الأهم في الربع الثاني.
ويتوقع البنك الدولي نمو اقتصاد إندونيسيا بنسبة 5.1 في المائة بنهاية عام 2016، بدعم من استهلاك الأسر والإنفاق الحكومي. وقال بيان للبنك مؤخرًا إن استمرار خطة الإصلاح الاقتصادي التي أطلقها الرئيس جوكو ويدودو أواخر العام الماضي ستساعد الاقتصاد على تخفيف تباطؤ الطلب العالمي والتقلبات في الأسواق المالية العالمية.
ومنذ 1 يوليو (تموز) الماضي، أصدرت الحكومة قانون العفو الضريبي، وأصدرت عددًا من اللوائح التنفيذية بعد ذلك. ونتيجة لتطبيق القانون من المتوقع أن ترتفع الإيرادات في الدولة في المدى القصير من خلال دفع الغرامات المفروضة على أولئك الذين يتقدمون بطلب للحصول على العفو الضريبي. وعلى المدى الطويل، من المتوقع أن يتسارع النمو الاقتصادي في البلاد مدعومًا بأثر تدفقات الأموال إلى الدولة. وللتأكد من أن الاقتصاد يمكن أن يستفيد من الأموال العائدة إلى الدولة، يشترط القانون أن تكون هذه الأموال موجودة في إندونيسيا لمدة ثلاث سنوات على الأقل، وتكون قد استثمرت في كل من الأدوات المالية والقطاعات الحقيقية.
ووفقًا لمؤشر مرونة الأسواق المحلية، الذي يقيم المخاطر والفرص الاستثمارية في الأسواق الناشئة، تأتي إندونيسيا - أكبر اقتصاد في جنوب شرقي آسيا - قبل تايلاند وماليزيا. ويقول مايكل هاسينستاب، المدير التنفيذي لـ«Franklin Templeton Investments»: «على مدى السنوات القليلة الماضية، دعمت السياسات المالية والنقدية الحكيمة المتبعة من قبل الحكومة استقرار الاقتصاد الكلي في إندونيسيا».
وخلال العام الماضي ألغت الدولة معظم الإعانات المقررة لمختلف أنواع الوقود، وحدت من التقلبات في العجز المالي والنقدي، الأمر الذي وضع البلاد في «موقف قوي» في مواجهة التدهور في البيئة الاقتصادية الخارجية في السنوات القليلة الماضية، التي تنبع من ضعف أسعار السلع والتباطؤ في الاقتصاد الصيني.
وكانت الحكومة الإندونيسية تحافظ على الإدارة الحكيمة للعجز المالي في السنوات القليلة الماضية، وذلك تماشيا مع سقف العجز القانوني المفروض عند 3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي (GDP). وخلال العام الجاري، مع عجز كبير متوقع في الإيرادات الضريبية، وضعت سري مولياني إندراواتي، وزيرة المالية المنتخبة حديثا، سلسلة من التخفيضات في الميزانية باعتبارها واحدة من الأولويات، للحفاظ على العجز عند أقل من 2.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.
كذلك اتبع بنك إندونيسيا، البنك المركزي في البلاد، سياسة نقدية أكثر مصداقية خلال السنوات القليلة الماضية، حتى تم ترويض التضخم هذا العام. وأظهرت وكالة الإحصائيات المركزية في إندونيسيا (BPS) تراجع معدل التضخم في إندونيسيا خلال يوليو (تموز) إلى 0.69 في المائة - على أساس شهري - وهو أقل بكثير من توقعات المحللين، وهذا المستوى هو أدنى معدل منذ عام 2012. وعلى أساس سنوي، تراجع التضخم في يوليو إلى 3.2 في المائة من 3.4 في المائة في الشهر السابق، وهو مستوى يقع ضمن هدف البنك المركزي بجعل التضخم بين 3 و5 في المائة، وهو ما سمح لبنك إندونيسيا بخفض سعر الفائدة بنسبة 1 نقطة مئوية حتى الآن هذا العام، لتصل إلى 6.5 في المائة.
وتوفر التركيبة السكانية في إندونيسيا دعامة صلبة لتلبية الطلب المحلي الحالي والمستقبلي، فنحو 5 في المائة فقط من سكان إندونيسيا يتراوح أعمارهم بين 65 أو أكثر، وهي ميزة حقيقية عندما يقترن ذلك مع الزيادة المطردة في معدلات التحضر وانخفاض في معدل البطالة من 10 في المائة في منتصف عام 2000، إلى المستوى الحالي عند 5.5 في المائة. ووصل الاحتياطي النقدي في البلاد إلى 111.4 مليار دولار في نهاية يوليو (تموز) الماضي، وهو أعلى مستوى له منذ مايو (أيار) من العام الماضي، وهو مستوى قادر على تغطية أكثر من ضعف مستوى الديون قصيرة الأجل.
وتظل إندونيسيا جاذبة للغاية للشركات العاملة في الأسواق الناشئة، لأسباب رئيسية في زيادة الثراء والتحضر وتنوع قاعدة المستهلكين. وكانت سلسلة من التقارير البحثية التي صدرت عن مجموعة بوسطن الاستشارية (BCG)، في وقت سابق من العام الجاري، أثبتت أن إندونيسيا تُعتبر وجهة جذابة للشركات العالمية في ثلاث صناعات: السلع الاستهلاكية المعمرة، والسلع الاستهلاكية سريعة النقل والحركة (FMCGs)، والخدمات المالية. وقال فايشالي راستوجي، وهو شريك بارز في «BCG» والمؤلف المشارك في التقارير: «على الرغم من المطبات التي تعرض لها الاقتصاد في الفترة الماضية، فلا تزال لدى إندونيسيا فرص كبيرة للنمو، مع قاعدة مستهلكين تنمو بوتيرة كبيرة وتمكين اقتصادي ينمو عام بعد الآخر».



صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
TT

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية إن صربيا أُبلغت رسمياً بأن قرار العقوبات سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني)، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن أي وثائق ذات صلة من الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

تعتمد صربيا بشكل شبه كامل على الغاز الروسي الذي تتلقاه عبر خطوط الأنابيب في الدول المجاورة، ثم يتم توزيع الغاز من قبل شركة صناعة البترول الصربية (NIS)، المملوكة بحصة أغلبية لشركة احتكار النفط الحكومية الروسية «غازبروم نفت».

وقال فوسيتش إنه بعد تلقي الوثائق الرسمية، «سنتحدث إلى الأميركيين أولاً، ثم نذهب للتحدث إلى الروس» لمحاولة عكس القرار. وأضاف: «في الوقت نفسه، سنحاول الحفاظ على علاقاتنا الودية مع الروس، وعدم إفساد العلاقات مع أولئك الذين يفرضون العقوبات».

ورغم سعي صربيا رسمياً إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فقد رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى شحنات الغاز الروسية الحاسمة.

وقال فوسيتش إنه على الرغم من التهديد بالحظر، «لست مستعداً في هذه اللحظة لمناقشة العقوبات المحتملة ضد موسكو».

وعندما سئل عما إذا كان التهديد بفرض عقوبات أميركية على صربيا قد يتغير مع وصول إدارة دونالد ترمب في يناير، قال فوسيتش: «يجب علينا أولاً الحصول على الوثائق (الرسمية)، ثم التحدث إلى الإدارة الحالية، لأننا في عجلة من أمرنا».

ويواجه الرئيس الصربي أحد أكبر التهديدات لأكثر من عقد من حكمه الاستبدادي. وقد انتشرت الاحتجاجات بين طلاب الجامعات وغيرهم في أعقاب انهيار مظلة خرسانية في محطة للسكك الحديدية في شمال البلاد الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتقد كثيرون في صربيا أن الفساد المستشري والمحسوبية بين المسؤولين الحكوميين أديا إلى العمل غير الدقيق في إعادة بناء المبنى، الذي كان جزءاً من مشروع سكة ​​حديدية أوسع نطاقاً مع شركات حكومية صينية.